المرج 01 أكتوبر 2016(وال) – رغم الحملات التوعوية والإجراءات الاحترازية التي تتبعها الجهات المختصة والنساء على حد سواء تتضاعف حتى اليوم إعداد ضحايا نبات الحناء فلم تعد الحنّاء تؤدّي وظيفتها التجميلية فحسب، بل باتت تتسبّب في قتل نساء، بسبب المواد السامة الموجودة فيها .
فقد أعلن مستشفى المرج العام عبر تصريحات المكتب الإعلامي عن حالة أخرى توفيت جراء استعمال الحناء الكيميائية وهى متزوجة وبالغة من العمر 38 عاماً، فور وصولها إلى مستشفى المرج العام بحالة صحية حرجة آنذاك .
وأكد الأطباء بالمستشفى أن السيدة توفيّت بسبب هبوط مفاجئ في الدورة الدموية لتصبح حسب إحصائيات مستشفى المرج أعداد الضحايا 43 بمستشفى المرج العام ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ 2011م 56 ﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟشرﻗﻴﺔ .
وفي السياق ذاته، يقول طبيب الباطنة العامة خالد بوعجيلة: إنها ليست الحالة الأولى التي تقصد المستشفى بعد الحملات التوعوية السابقة، موضحا أنه على مدى الشهور الماضية، يمكن القول: إن ثماني نساء على الأقل ترددن على المستشفى أثناء تواجده ومعظمهن في حالة تسمم أو حساسية جلدية جراء استعمال الحناء، لافتاً إلى أنه على الرغم من خطورة هذه الظاهرة، لم تكترث النساء من استعمال هذه المواد القاتلة.
من جانبه، مركز الخبرة القضائية والبحوث التابع لوزارة العدل في حكومة المؤقتة عن طريق أبحاث كيميائية أجريت في داخل وخارج البلاد، قد أعلن مسبقا أن هناك مواد سامة في بعض المنتجات وخص بالذكر المنتجات الكيميائية التجارية .
وتعتبر الأبحاث المعتمدة من المركز هي نتاج لجنة علمية مؤلفة من عدد من الأطباء والخبراء، بإعداد تقارير بناء على دراسات معينة لتحديد نوع الحنّاء التي تحتوي على مواد كيميائية سامة أودت بحياة الفتيات والنساء اللواتي يستخدمنها وقد شكلت اللجنة بقرار رقم (42) لسنة 2016 بقرار من المستشار القضائي الدكتور عمر الحجازى وبرئاسة الدكتورة مرعية المهدوي.
وأوضحت الدراسات المعملية إن وجود مادة “بي بي دي” في بعض أنواع مساحيق الحنّاء التي تباع في الأسواق الليبية، بنسبة تزيد عن 20 في المائة، ويفترض بحسب المعايير العالمية، ألا تزيد نسبتها عن 6 في المائة، ليس في الحنّاء فقط، بل في مختلف أنواع الصبغات التجميلية هي سبب الرئيسي لوفاة معظم النساء .
وقالت الدكتورة مرعية المهدوي رئيسة اللجنة: إنه بالإضافة للحناء الكيميائية فإن محلات العطارة والنساء المتخصصات في تجارة الحناء قد يمزجون مع الحنّاء مواد أخرى تباع في محال العطارة، مثل جاوي الحنة وسائل السراتية”، وبذلك تصبح أكثر خطورة، خصوصاً أن محال التزيين النسائية قد تستخدم الحبر الذي عادة ما يستخدم في الطباعة لغرض الكسب المالي .
ويقول الناطق الإعلامي لمركز الخبرة القضائية والبحوث أشرف الفاخرى: إن المركز قد خاطب الجهات المختصة بسحب المنتجات غير الصالحة للاستهلاك والتي أصبحت مادة سمية قاتلة من المحال التجارية ومنع دخولها للأراضي الليبية، في إشارة إلى أن المنتجات لا تزال في الاسواق وكما إن هناك بعض الشركات بمسميات أخرى، مؤكداً أن أبحاث مستمرة تجرى داخل المعامل للتأكد من صحة هذه المنتجات الحديثة . .
وفي إحدى التقارير الإخبارية صرح أحد الأطباء رفض الكشف عن اسمه أن مستشفيات الزاوية ومصراتة والسبيعة، وطرابلس وهي كبرى مستشفيات غرب ليبيا تستقبل حالات التسمم من جراء استعمال الحناء دون تدوين هذه الحالات .
وفي سياق ليس ببعيد، أطلقت مؤسسات المجتمع المدني والمستشفيات الحكومية حملات توعوية مكثفة داخل نطاقها إستناداً على فيديوهات وتقارير علمية نشرها المكتب الإعلامي للخبرة القضائية والبحوث ورغم ذلك لاتزال المستشفيات العامة تستقبل حتى اليوم حالات التسمم من جراء استعمال الحناء وهو ما دعا مبروكة صالح مسؤول مكتب الاعلام بمستشفى المرج العام إلى تنظيم ورشة عمل يوم الإثيين القادم داخل المسشتفى العام لتبصير أكبر عدد من المهتمين والمختصين بخطورة الوضع الراهن .
ويضيف الناطق الإعلامي لمركز الحرس البلدي المرج مقدم فرج شعيب أن الحرس البلدي بناء على التقارير العلمية يقوم بجمع كافة المنتجات في الأسواق المحلية ويمنع منعاً نهائيا بيع الحناء الكيمائية داخل حدوده الإدارية. ( وال – المرج) أ ف/ ع م