لسطاطة 31 مايو 2019 (وال)- سكان بلدة سطاطا ببلدية ساحل الجبل الأخضر يتذمرون من تردي الخدمات المختلفة، وعدم اهتمام السلطات المحلية بمطالب السكان المتكررة.
بلدة لسطاطة الواقعة على الطريق الواصل بين مدينتي المرج والبيضاء، والتي تبعد نحو 30 كيلومترًا شرق مدينة المرج، تقع ضمن الحدود الجغرافية لبلدية ساحل الجبل الأخضر.
هذه المسافة ليست ببعيدة بحساب كيلومترات، لكنها قد تكون مسافة طويلة جداً لسكان المنطقة، حين يتكبدون عناء السفر في الذهاب لأقرب مركز صحي أو مؤسسة تعليمية، فالمنطقة تفتقد لأبسط الخدمات التي يحتاجها أي مواطن سواء كانت المرافق العامة أو الخاصة.
لكن هذه ليست المشكلة الرئيسية التي تُؤرّق سكان المنطقة، فانعدام البنية التحتية هو الهاجس الذي يُؤرّق السكان، إضافة إلى قضايا أخرى مقلقة تتعلق بالمركز الصحي الذي يغلق أبوابه أمام المواطنين، وتهالك المدرسة العامة الوحيدة بالمنطقة، فضلا عن تلوث بيئي الناتج من المياه الراكدة.
وكالة الأنباء الليبية زارت بلدة لسطاطة، واستمعت إلى مشاكل السكان وزارت كاميرا الوكالة مرافق المنطقة التي تُعتبر الأقل والأبسط من بين مناطق البلدية بالنسبة لمتطلبات السكان.
انعدام التنمية والتطوير
تحدث الحاج أبو بكر أرجيعة قائلا “أنا من سكان منطقة لسطاطة التي يقطن فيها 100عائلة، وبالفعل فإن المنطقة تُعاني نقصًا حادًا في الخدمات الأساسية التي تُعتبر حقًا لكل مواطن، حيث إن المنطقة لا يوجد بها سوى مدرسة واحدة وهى مدرسة المجاهد “سليمان بو رحيل”، ولهذا السبب يضطر الأهالي يومياً إلى الذهاب لمدينة المرج، وهذه المشكلة تُعتبر من المشاكل الصعبة التي يواجهها الطلاب والأهالي بالمنطقة”.
ويضيف الحاج أبو بكر أرجيعة “المدرسة لا يتوفر فيها فصولاً لمراحل الثانوية، ولا يتوفر فيها حمامات صحية، وتحتاج لعمرة وصيانة، وقد ناشدنا في السابق نحن السكان المسئولين منذ عام 2012، للالتفات إلى مطالب السكان بالمنطقة، ولكن لم تكن هناك أي استجابة”.
وبرهن الحاج أبو بكر أرجيعة بزيارتهم للمجلس البلدي، بعريضة أخرى مشابهة طالبوا فيها بإنشاء طريق للمقبرة، حيث يضطر الأهالي لعبور مسافة كيلومتر غير مُعبّد وصولاً للمقبرة لدفن موتاهم.
وأشار الحاج أبو بكر أرجيعة إلى أن وعودًا قد قُدمت لهم، كوفد اجتماعي آنذاك دون جدية من الجهات المحلية، وأختتم حديثه بأن لسطاطة “لازالت منسية بالنسبة لمشاريع التطوير والتنمية”.
تدهور قطاع الصحي
وعود المسئولين بالمجلس المحلي ثم البلدي، وإلحاقاً بالمجلس العسكري وختاماً بالتسييري، بتجديد المنطقة في الأعوام القادمة، مازلت تنتظر التنفيذ، وخصوصاً أن المنطقة مهملة كلياً ولا يوجد بها أي خدمات.
ويرى المواطن الصادق جاد الله بو رحيل إن المنطقة عانت كثيراً، معتبراً إن الخطوة الأولى التي يجب أن تتخذ، هي تحسين خدمات “مركز لسطاطة الصحي”، حيث إن المركز يفتقد قسم للطوارئ، ويغلق أبوابه أمام المواطنين دون حسيب أو رقيب.
وبدوره، أكد المواطن محمد الدرسي أن المركز الصحي كان قد تعاقد في وقت سابق مع أطباء محليين وتم إلغاء التعاقد، نظراً لعدم جدية إدارة المركز في الوفاء بتسديد مستحقات المتعاقدين “كما يُشاع بين السكان”.
وأشار محمد الدرسي إلى أن المركز الصحي مبنى مهجور، فلا تتوفر فيه العناصر الطبية، ولهذا يضطر الأهالي لتكبد عناء السفر في أبسط الحالات المرضية.
انقطاع الكهرباء
يؤكد المواطن فرج السعيطي انقطاع الكهرباء في فصل الشتاء بشكل ملحوظ، مقارنة بساعات طرح الأحمال في المناطق المجاورة لهم، وتعجب من أن الشوارع والميادين لا توجد بها إنارة عامة حتى الآن ، قائلا كل هذه المُعاناة يعيشها سكان منطقة لسطاطة، ولكنهم صابرون ويتمنون أن يأتي اليوم الذي تحل فيه كل مشاكلهم.
مركز شرطة
مركز شرطة لسطاطة التابع لمديرية أمن ساحل الجبل الأخضر، يتخذ مبنى الحراسات الخاص بالمدرسة العامة مقراً له، وهو مبنى غير صحي يتكون من غرفة بلا أثاث، ومطبخ وحمام، وتمتلك الوحدة الأمنية سيارة واحدة.
وأكد متنسبى الوحدة – لوكالة الأنباء الليبية – استمرارهم في عملهم، بالرغم من عدم توفير المناخ المناسب للعمل.
ويرى الرائد محمد أبو بكر أرجعية إن المبنى غير لائق صحياً، كما أنه موجود داخل مؤسسة تعليمية عامة، ولا تصل لهم إمكانات من المديرية كقرطاسيه أو تموين، مناشداً في الوقت ذاته وزارة الداخلية بالتدخل لإنشاء مبنى خاص بالمركز ليتسنى لهم العمل.
انعدام البُني التحتية
أطلق المواطن جمعة الزابط نداءات استغاثة بسرعة، لإنقاذ الحي السكني من خطر المستنقع والمياه الراكدة، وهو ما تسبب لهم بعديد بالمشاكل الصحية، ويهدد حياة العائلات التي تقطن بمحاذاة البئر العام وهي 45 عائلة.
ويرى جمعة الزابط إن المستنقع يُشكل بؤرة خطيرة لانتشار الأمراض والأوبئة، فضلاً عن تجمع الحشرات والقوارض والرائحة الكريهة، ولهذا يجب شفط المياه وتجفيفها ورش الموقع بالمبيدات الحشرية.
ويضيف جمعة الزابط أن مياه الصالحة للشرب لا تصل للمنطقة منذ سنوات، بسب إعطاب بخطوط المياه، وهو ما أجبر المواطنين لشراء مياه الشرب من الآبار الخاصة.
وأعرب جمعة الزابط عن أمله بأن تنظر الجهات المعنية لحالهم، وتحل مشاكل الصرف الصحي وتنقذ حياتهم من خطر التلوث.
في المقابل، يرى المواطن مسعود حمد إبراهيم إنه على المسئولين النظر بجدية لحال السكان ومساعدتهم”.
ووجه مسعود حمد إبراهيم الدعوة للمجلس التسييّري بزيارة لسطاطة والوقوف على احتياجاتهم، منوهاً أن السلطات المحلية لم تزورهم بالرغم من أنهم بوابة البلدية من جهة الغرب، ومنطقة ساحلية واصلة بين مدينتي المرج والبيضاء على الطريق السريع.
والجدير بالذكر، إن رئيس المجلس التسييّري لبلدية ساحل الجبل الأخضر يونس عبد الشفيع أكد – في تصرح خاص سابق لوكالة الأنباء الليبية – أن المجلس التسييّري أمام تحدي عظيم، وهو عدم توفر الإمكانيات اللازمة والمُستعجلة للمواطن.
وأوضح يونس عبد الشفيع أن وزارة الحكم المحلى لم تُراعي خصوصية البلديات المُستحدثة، بخلاف الأخرى المُنشئة داخل المدن الكبيرة، لافتاً إلى أن البلديات المُستحدثة كبلديات: الساحل، والقيقب، جردس العبيد، جميعها تحتاج إلى شبكات طرق، وإنشاء مقار حكومية بخلاف البلديات التي أنُشئت بمدن كبيرة.
وعن الميزانية، أكد يونس عبد الشفيع أن التسييّري الساحل لم يتحصل منذ تأسيسه إلا على ميزانية تسيرية تُقدر بــ 150 ألف دينار ليبي، إلى جانب مبلغ 47 مليون دينار ليبي خُصصت للمشاريع التابعة للهيئات والوزارات وأغلبها لم تُنفذ حتى الآن.
وتقدم يونس عبد الشفيع باعتذار لمواطني البلدية، آملاً أن تُخصص ميزانيات كافية للبلديات في المستقبل، وأن يكون الخيار القادم للمجالس البلدية أفضل مما هو عليه بعد الاستقرار.
وكان مجلس وزراء الحكومة الليبية المؤقتة قد أصدر في شهر أكتوبر الماضي، قرار بشأن إعادة تسمية عدد من المجالس البلدية إلى مجالس تسييّرية، حيث أعاد المجلس تسمية المجلس البلدي لبلدية ساحل الجبل الأخضر إلى مجلس تسييري برئاسة عميد المنتخب يونس عبد الشفيع عوض المُنتخب سابقًا. (وال- لسطاطة) أ ف/ ر ت