بنغازي 12 يونيو 2019 (وال) – تعج المستشفيات والعيادات هذه الأيام بالحالات التي تعاني من النزلات المعوية، حتى وصل الأمر إلى دخول بعضها إلى المستشفيات.
هذا وكثر الحديث والجدل عن سبب حدوث مثل تلك الحالات، ولمعرفة الأسباب التي تؤدي إلى حدوث مثل تلك الحالات وإجابة على تساؤلات العديد من المواطنين كان ــ لوكالة الأنباء الليبية ــ وقفة مع أخصائية التوعية والثقيف الصحي الدكتورة سميرة الشكري والتي حدثنا عن النزلة المعوية قائلة:
“إن سبب النزلة المعوية هو فيروس لدى البالغين والأطفال وتبدأ أعراضه بإلتهاب في المعدة والأمعاء عادة وفجأة وذلك لمسببات المرض ويمكن أن تكون خفيفة أو شديدة جدآ قتظهر على شكل إسهال أو قيء أو يصاب بهمامعاً نتيجة إلتهاب يصيب الجهاز الهضمي وسببها في الغالب يكون ميكروب فيروسي يدخل الجهاز الهضمي وقد يحتوى الإسهال على الدم أو المخاط.
وتابعت الشكري، قد تصيب النزلة المعوية الجسم في أوقات تغيير الفصول نظرًا لتغيرات المناخ المفاجئة وتكون أعراضه
الإسهال والغثيان والتقيء وألم بالبطن ، وقد تتضمن أعراض أخرى تبدأ بإلتهاب المعدة والأمعاء عادة بعد يوم أو يومين من الإصابة بالفيروس أو الميكروب وتشمل( الإسهال ، الغثيان والقيء ، آلم في العضلات أو آلام في المفاصل ، الحمى ، تشنجات البطن والألم ، فقدان الشهية.
وأشارت الشكري إلى إنه يمكن أن تستمر هذه الأعراض في أي مكان من 1 إلى 10 أيام، لذلك يجب طلب العلاج الطبي الطارئ في حالة استمر الإسهال لمدة ثلاثة أيام أو أكثر وظهور علامات الجفاف مثل جفاف الشفاه والجلد.
وأكملت أن بالنسبة للأطفال، تظهر عليهم علامات العيون الغارقة أو عدم وجود دموع بعينه عند البكاء ، والإسهال الشديد ومن أكثر الأعراض الشائعة التي تصيب الجسم هي حدوث اضطرابات شديدة في المعدة ومشاكل هضمية مزمنة.
وأكدت أخصائية التثقيف الصحي، أن الجسم يكون قد أصيب بالنزلة المعوية؛ وذلك بسبب الجراثيم والطفيليات التي أصابت جدار المعدة وتجويف الجهاز الهضمي، وهذه الجراثيم تقوم بإفراز سموم وبكتيريا تتسبب في تهيج جدار المعدة وتجويف الجهاز الهضمي مما يجعل الجهاز الهضمي يقوم بإفراز كمية كبيرة من السوائل والتي تظهر في صورة إسهال، وفي أغلب الحالات يكون البراز الناتج من الإسهال سائلًا ولينًا ويحتوي على كميات من المخاط وبعض الأغذية غير المهضومة.
وأضافت الشكري، إن مريض النزلة المعوية يشعر بإلتهاب المستقيم مع حدوث بعض التشنجات بالبطن نتيجة الإسهال الحاد والمستمر والتي من الممكن أن تسبب فقر دم وهزال وأنيميا حادة، والعطش وفقدان الشهية.
وقالت إن النزلة المعوية أيضاً، الجفاف الشديد للجسم نتيجة لهذا الجفاف، تشعر المريضة بالعطش وبفقدان الشهية على الرغم من إحساسها بالجوع مما يؤدي إلى فقدان للوزن بشكل مفاجئ وظهور علامات الشحوب والبهتان الشديد على الوجه مع جفاف الفم.
وذكرت الشكري، إن من علامات الجفاف كذلك نقص كمية البول وعدم الرغبة بالدخول إلى دورة المياه بالإضافة إلى الشعور بالخمول والكسل وعدم القدرة على الحركة أو ممارسة الأعمال اليومية، كما تصاب مريضة النزلة المعوية أيضاً بالقيء والغثيان المستمر والشعور بالدوخة والدوار.
وتابعت عند السؤال عن كيفية الإصابة بهذا المرض؟ “إن الإصابة تبدأ منذ بدء دخول الجرثومه سواء فيروسا أو بكتيريا أو طفيليات إلى الجهاز الهضمي، والتي تسبب إلتهابا وتهيجاً بالمعدة والأمعاء وينتج عن ذلك اختلاف مؤقت بوظيفة الجهاز الهضمي مما يؤدي إلى الإسهال والقيء وقد يصاحبه ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وهذا يجعل الشخص يفقد كثيرآ من السوائل والأملاح المعدنية.
وأضافت إن أغلب حالات النزلة المعوية، لايرافقها مضاعفات خصوصاً إذا كان المصاب يتناول قدرآً مناسباً من السوائل ويحصل على التغذية الجيدة ،أما إذا كان بعكس ذلك فإنه ربما يتعرض للجفاف وخصوصاً الأطفال الرضع؛ بسبب فقدان أجسامهم الكثير من السوائل التي تخرج من القيء والإسهال المستمر، وإن أكثر النزلات المعوية تكون فيروسية وبسيطة ويمكن التخلص منها دون الحاجة إلى أخذ أدوية طبية ،كما تشفى هذه الأعراض من تلقاء نفسها خلال أيام، إلا إنها قد تكون خطيرة عندما يصاب بها الأطفال الصغار في العمر والأطفال الذين يعانون من أمراض نقص المناعة أو سوء التغذية أو عدم الرضاعة الطبيعية.
وأجابت الشكري عند سؤالها عن طرق العلاج من هذه النزلة ؟ ” يجب منع أو تصحيح الجفاف في حالة حدوثه، وذلك عن طريق السوائل وتشجيع على شرب كميات كافية منها مثل محلول معالجة الجفاف، ويعطى هذا المحلول للأطفال منذ الساعات الأولى للإسهال لكي يعوضه عما يفقده بصورة فورية وكذلك إعطاء المريض الماء والشوربة؛ لتعويض الجسم عن السوائل والأملاح التي فقدها وإذا كان الطفل يعاني من القيء فيمكن إعطاؤه السوائل بكميات صغيرة تدريجياً حتى يتوقف القيء.
وأشارت إلى أن هذه النزلات تكون بين الأطفال والكبار في الصيف؛ نتيجة لتلوث الطعام بالميكروبات التي ينقلها الذباب الذي يكثر توالده في الجو الحار، كما إنه يكثر في الصيف نتيجة توجه الناس إلى المصايف والرحلات البرية وهو معروف لا تتوفر فيه أسباب الوقاية بصورة تزيد تعرضهم للأمراض، كما أن أساليب حفظ الأغذية لا تكون بالدرجة المطلوبة مما يعرضها للتلف أو التلوث والتسمم الغذائي.
وقالت إن للوقاية من النزلات المعوية والتسمم الغذائي هناك عدد من الأمور الواجب اتباعها كحث الأمهات على الرضاعة الطبيعية فهي تشكل عاملاً وقائياً ــ بإذن الله ــ من بعض الأمراض ومنها النزلة المعوية والحرص على تعقيم زجاجة الرضاعة وغسل اليدين قبل البدء بتحضيرها وعدم إعطاء الطفل ماتبقى من الرضعة السابقة، وحسن اختيار المحلات التي يتناول أو يشترى منها الطعام، والاقتصاد في تعاطي المثلجات، وحفظ الأطعمة والأشربة في الثلاجات وعدم تركها مكشوفة للذباب والغبار، وعدم إلقاء المخلفات أمام المساكن ووضعها في أوعية مغطاة، وكذلك مكافحة الذباب بكل الطرق الممكنة.
وتابعت تعتبر درجات الحرارة التي تتراوح ما بين 37م – 45م درجات حرارة ملائمة لتكاثر البكتيريا ومن المعروف أن البكتيريا الواحدة تنقسم كل 15 دقيقة إلى اثنتين وتصل إلى ملايين الخلايا خلال ساعات قليلة ولأن درجات الحرارة هذه هي درجات حرارة الصيف لذا يجب أن لا يحفظ الطعام المطهي أو الأغذية السريعة الفساد الطازجة لمدة أكثر من ساعة وإلا يتلوث ويصبح سبباً لوقوع أمراض ذات مصدر غذائي.
وأكملت يمكن إبقاء الطعام بعد طهيه مباشرة لمدة لا تزيد عن ساعتين في درجة حرارة الغرفة؛ وذلك لأن الطعام المطهي تكون درجات حرارته عالية لا تسمح بنمو البكتيريا وبذلك تظل هذا الطعام سلبي من تكاثر البكتيريا فيه ولكن بعد انقضاء تلك المدة لا بد من تناول الطعام المطهي في الحال أو حفظه ساخناً عند درجة حرارة 60 مئوية أو بارداً في الثلاجة عند درجة برودة 40مئوية أو أقل.
وقالت الشكري، أما إذا تبقى طعام مطهي في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ساعتين فيجب التخلص منه، وهنا نحن لا ندعو للإسراف ونعلم أنه ليس من المستحب التخلص من الطعام الفائض، ولكن إذا كان سبباً في حدوث تسمم غذائي فإن تركه أفضل من تناوله.
وذكرت إنه لا شك أن التعامل مع الأطعمة بطريقة صحيحة يقلل من فرصة تكاثر البكتيريا في الطعام، لهذا لا بد من توخي الدقة والحرص عند تجهيز الأطعمة ومن النقاط التي يجب مراعاتها ما يلي:
أولاً: النظافة الشخصية ومنها غسيل اليدين حيث إنها تعتبر مصدر رئيس لتلوث الأغذية إن كانت غير نظيفة؛ لأنها تعيش على اليدين وتحت الخواتم والأساور أعداد كبيرة من الجراثيم التي عند إنتقالها للطعام تؤدي إلى تلوثه؛ ولأن اليدين في تماس مباشر مع الطعام ولهذا يجب مراعاة غسل اليدين قبل إعداد الطعام بالماء الساخن والصابون لمدة لا تقل عن 20ثانية مع مراعاة خلع الخواتم أثناء إعداد الطعام.
ثانياً: يجب غسل اليدين عند الإنقطاع من عملية إعداد الطعام لفترة ثم الرجوع إليه مرة أخرى وفي كل مرحلة من مراحل إعداد الطعام لا بد من غسل اليدين وفي حالة وجود جرح أو قطوع باليد يجب تغطيتها بضماد مقاوم للماء مع تقليم الأظافر ومراعاة عدم لمس الفم والأنف أثناء إعداد الطعام. (وال – بنغازي) ر ع / هــ ع