الرجمة 24 يوليو 2019 (وال) – وجه القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر اليوم الأربعاء، كلمة إلى جنود وضباط وضباط صف القوات المسلحة المرابطين حول طرابلس.
وقال القائد العام: “أبنائي جنود وضباط صف وضباط قواتنا المسلحة من مختلف ربوع أرضنا الطيبة الشريفة المرابطين حول العاصمة المعتصمين بحبل الله المنتصرين بإذنه وعونه وبدعم شعبكم وبإرادتكم التي لا تقهر وبإيمانكم بواجبكم الوطني والجهادي في الدفاع عن ليبيا أرضا وشعبا بأرواحكم ودمائكم وبكل ما أتاكم الله من قوة نطمئنكم ونطمئن كل الليبيين الشرفاء بأن موعدنا مع النصر الكبير وبلوغ الهدف قد أقترب”.
وأضاف “الهدف الذي قدم الشعب من أجله قوافل الشهداء والجرحى من أبنائه من رفاق لكم كانوا بالأمس القريب معكم جنبا إلى جنب تواجها معا عدوا متوحشا لم يسبق أن شهدت الأرض له مثيلا في طغيانه وبشاعة جرائمه واستخفافه بقيمة الإنسان خليفة الله في أرضه حتى قسمتم ظهره ونكستم رايته راية التوحش والرعب والشأم، الهدف الذي يتطلع إلى بلوغه كل الليبيين الأحرار بعد طول انتظار وبعد أن تجاوزت بهم المعاناة وحياة القهر والبؤس حدود الصبر والتحمل وليس لهم من أمل في بلوغه بعد الله إلا أنتم، فأنتم الحصن المنيع والدرع الواقي وأنتم لهيب النار الحامية التي تحرق كل من يعتدي على كرامة شعبنا ويستخف بآدميته ويعمل على تركيعه وإذلاله وجعل حياته شقاءً وبؤساً”.
وقال القائد العام “أنتم المدفع والدبابة والطائرة القاذفة والزورق الحربي والراجمة والبندقية التي لا يصمد أمامها الإرهابيون مهما بلغ عددهم وعتادهم، أنتم القوة الضاربة التي تحمي الشعب وتقهر أعدائه وتعيد للوطن سيادته ولشعبنا مكانة الرفيعة بين الأمم، أنتم الذين عرفكم الشعب أسودا في ميادين القتال وأبهرتم العالم بشجاعتكم ورباطة جأشكم، أنتم اليوم من يصنع التاريخ ليكون فخرا لأجيالنا القادمة كما نفخر نحن بتاريخ أجدادنا المجاهدين، أنتم عماد الدولة ورمز السيادة وحماة الوطن هدفنا تحرير بلادنا من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها حتى لا تبقى فيها حبة تراب واحدة يجرؤ الإرهاب أن يدنسها بأقدامه النجسة، لتصبح ليبيا بلدا آمنا مستقرا ويحيا شعبنا حرا أبيا مطمئنناً يرسم خارطة مستقبله بإرادته الحرة وينعم بما منّ الله عليه من خيرات ونعم بعد هذه المسيرة النضالية الظافرة نحو هذا الهدف السامي النبيل وما قدم جيشنا والقوى المساندة له عبر مشوارها الطويل من تضحيات سيرفع الشعب والجيش معا راية النصر في قلب العاصمة قريبا بإذن الله معلنين تحريرها وانتصارنا فيها على الإرهابيين وأعوانهم، وعلى كل من حمل السلاح ليرعب المواطنين ويعتدي على حرماتهم وأملاكهم وينال من كرامتهم لتصبح طرابلس مدينة السلام للمقيمين فيها ومن دخلها فهو آمن وتستعيد دورها ومكانتها عاصمة لكل الليبيين وتعمل مؤسسات الدولة فيها دون ابتزاز أو تهديد وحين يتقدم الجيش قريبا وينتشر في ميادينها وشوارعها وأزقتها ليُكسِّر قيدها ويفك أسرها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون فكونوا أيها الأبطال عند حسن ظن شعبكم بكم ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون وحين تدخلوها أحرصوا على سلامة إخوانكم في العاصمة وبيوتهم حرصكم على والديكم وأبنائكم وبيوتكم ولا تأخذكم رأفة أو شفقة بمن ظل السبيل وأغواه الشيطان وأخذته العزة بالإثم ورفع السلاح ليصدكم عن تحرير طرابلس درة ليبيا وعاصمتها الجريحة، وحافظوا على مرافقها ومنشآتها والتزموا بما يصدر عن قادتكم من تعليمات ولا تعدوا واتقوا الله حق تقاته، اتقوا الله في أنفسكم وفي إخوانكم وفي شرفكم العسكري وأعلموا أن الله مع الصابرين وأنه لا غنيمة إلا النصر وما النصر إلا من عند الله”.
واختتم القائد العام كلمته بالآية الكريمة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
(وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ)
صدق اللَّهُ العظيم
النصر للوطن والمجد والخلود لشهدائنا ولن يضيع دم شهدائنا سدى.