بنغازي 06 أغسطس 2019 (وال) – حذر عضو المجلس التسييري بلدية بنغازي، المسؤول على ملف البيئة في البلدية، مهندس أحمد الطيرة، من عودة أزمة تراكم القمامة في مدينة بنغازي في حال توقف ضخ الأموال، والوقوع في “المحظور” في حال توقف شركة النظافة الخاصة المتعاقد معها عن العمل.
الطيرة ناشد الحكومة المؤقتة بالنظر في إدارة المخلفات بطريقة مثلى وحكيمة، وأن يتم الاستفادة من المخلفات وتصبح مصدرًا اقتصاديا لا عبئا على ميزانية البلاد.
وقال المسؤول على ملف البيئة – في حوار مع وكالة الأنباء الليبية – “المطلوب هو توفير مصانع للمواد القابلة لإعادة التدوير، فهناك خياران للاستفادة من المواد العضوية، إما استخدامها سمادا عالي الجودة عن طريق المصفوفات الهوائية، حيث يمكن الاستفادة من الطقس، أو دفنها وفق المعايير والاشتراطات البيئية لإنتاج غاز طبيعي لاستخدامه في توليد الطاقة.
وأشار إلى أنه:”يوجد في ليبيا نسبة عالية من كمية مخلفات المواد العضوية، نتيجة للإسراف في إعداد الوجبات المنزلية اليومية ورمي الفضلات خاصة في فترة الصيف، ترتفع نسبة المواد العضوية لو تمكنا بنسبة 70 % من الاستفادة منه القمامة سوف تنخفض ونسبة التلوث ونخلق فرص عمل كبيرة للشباب لانخراطهم في صناعات أخرى ستقوم على المفروزات”.
وحذر عضو المجلس التسييري لبلدية بنغازي، من الوضع الحالي لمكب القمامة في منطقة قنفودة، قائلاً:” المكب فيه مشاكل كبيرة، وسأتواصل بصفتي المكلف بالملف البيئي مع الشركة المشغلة للمكب للأخذ على الأقل بالحد الأدنى من المعايير والاشتراطات البيئية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية.
وأوضح الطيرة إلى أنه كانت هناك مساع جادة ومدروسة لنقل مكان المكب وتم تحديد البديل، لأن المكب الحالي قريب من البحر ومن مخازن السلع التمويينة والتجمعات السكانية وبات يشكل خطرا كبيرا يجب تدراكه وبأسرع وقت.
وتابع قبل العام 2011 تم تشكيل لجنة تضم التخطيط العمراني والهيئة العامة للبيئة والآثار وجهاز النهر وشركة الخدمات العامة، وقامت بعد دراسات ميدانية وعلمية عدة باختيار موقع في منطقة اللويفية، وهو عبارة عن أرض حجرية لا يمكن أن يحصل فيها تسريب لعصارة القمامة، كما أن الموقع يتميز بسهولة الوصول إليه.
وتطرق الطيرة في حديثه إلى قضية المخلفات الطبية، لافتا إلى تنسيق معد للعرض على لجنة الاستقرار، لتركيب أجهزة تختص بالتخلص من المخلفات في المستشفيات، لأن المحارق لم تعد مجدية كونها تنتج انبعاثاتا للغازات والسموم الخطيرة.
وأضاف الطيرة: “يوجد منذ مطلع الثمانينات آلاف الأطنان من الأدوية منتهية الصلاحية داخل مخازن جهاز الإمداد الطبي ومخازن الصيدلية المركزية ومخازن المستشفيات، كما يوجد مخلفات للمحاليل التي تنبعث منها الروائح، موجود في مخازن الإدارة الصحية في منطقة السيرتي.
وذكر أن ملفا كاملا بخصوص تلك الأدوية استلمته بلدية بنغازي من وزارة الصحة ومن جهاز الإمداد الطبي، مؤكدا إلى أن هناك مساعي لإنشاء مكب بيئي وفق الاشتراطات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للبيئة بإشراف الهيئة العامة للبيئة، كما تم تشكيل فريق استشاري بيئي برئاسة دكتور فرج المبروك، ودكتور وليد الهلالي، ومهندس أحمد الطيرة، ودكتور رمضان ساطي، وتم تحديد الإشكاليات.
وحول مصنع السماد العضوي التابع لشركة الخدمات العامة الواقع في منطقة القوارشة، أكد الطيرة بأن المصنع والمحارق التابعة له، خضع لقرار تخريد صدر عن اللجنة الشعبية العامة في العام 2010، وشمل القرارجميع مصانع السماد في ليبيا، لأنها باتت لا تفي بالغرض المنشأ لأجله، وهو مصنع لتصنيع السماد العضوي وليس للتدوير، لافتاً بأن القرار لم ينفذ في حينها .
وقال :” هناك أيضاً توجه للقيام بإدارة المخلفات الصلبة أنواعها المنزلية والصناعية والطبية وغيرها، بالتنسيق مع أحدى الشركات المتخصصة التابعة للصندوق الإنماء الاقتصادي، محدد فيها الدراسات والكميات ونوعية المخلفات ونسبتها سواء المعادن أو الزجاج أو الأقمشة والجلود والألومينوم” .
وأشار الطيرة إلى أن مصلحة التخطيط العمراني حدّدت مناطق المكبات المرحلية على كامل رقعة مدينة بنغازي وأن الملف جاهز على التموين سواء عن طريق صندوق الإنماء أو عن طريق الإقراض، وذلك وفقاً للجدوى الاقتصادية لعمليات التدوير .
كما أشار إلى أنه جاري حالياً جاري تركيب مصنع لتدوير الإطارات يتبع شركة البحر المتوسط التابعة لصندوق الإنماء الاقتصادي وهو الأول في ليبيا بتمويل من مصرف التجارة والتنمية .
المصنع بحسب الطيرة سوف ينتج ما يعادل 10 أطنان في اليوم، كما سيتم تطويره ليستوعب الكم الهائل من الإطارات المنتشرة في كل المدن والقرى الليبية . (وال – نغازي) ف ع/ ع ع