مصراتة 06 أغسطس 2019 (وال) – كشف مصدر استخباراتي رفيع عن تفاصيل حول الطائرة الشحن المستهدفة في قاعدة الكلية الجوية مصراتة بوقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء ما أدى إلى تدميرها واندلاع النيران فيها مع انفجارات مصدرها حمولتها التي أكد الجيش الليبي في بيان سابق بأنها كانت عبارة عن ذخيرة وأسلحة وصواريخ موجهة يستعملها سلاح الجو التركي المسير العامل في ليبيا.
وبحسب موقع المرصد الإلكتروني، قال المصدر الذي طلب عدم الإعلان عن هويته إن الطائرة وهي من طراز ” إل يوشن 76 “ غادرت الشق العسكري من مطار ( أنقرة – إيسبونغا ) الدولي نحو وجهتها الأخيرة في قاعدة مصراتة حيث كانت آخر رحلة لها عندما تم استهدافها بضربة جوية اخترقت منتصف بدنها قرابة الساعة 12:40 دقيقة بعد هبوطها بساعة تقريبا.
وأكد بأن الطائرة لم تُمنح منذ هبوطها أي فرصة لتفريغ حمولتها أو التحرك في المدرج مجددا للفرار من قاعدة مصراتة نظرا لسيطرة الطائرة المغيرة على الأجواء المحيطة بالقاعدة بشكل علني منذ الساعة 11 مساءً وانتباه العاملين في الأسفل من أتراك وليبيين وكذلك طاقم الطائرة التي رُكنت قرب ساحة الطيران المدني بهدف التمويه إلى مسألة أن خطرا ما في الأعلى يحدق بهم وبها وبأن الأوان قد فات لتفريغها أو ترحيلها مجددا.
وأضاف المصدر بأن الطائرة كانت مسجلة ومملوكة لشركة شحن أوكرانية عاملة في تركيا وتتخذ من كل من أنقرة وإسطنبول مقارا لها ومنطلقا لعملياتها التشغيلية أما الطائرة فهي مسجلة في أوكرانيا وتحمل علمها وليست هذه المرة الأولى التي تقل فيها شحنات إلى مصراتة حيث سيرت رحلات يومي الأحد والسبت الماضيين ورحلة قبلها في 21 يوليو حيث بدأت عملية رصدها وتتبعها لمعرفة طبيعة عملها وشحناتها منذ ذلك الوقت والتأكد من مدى كونها هدفا معاديا، وفقا للمصدر ذاته.
وأكد بأن الشحنات السابقة التي نقلتها هذه الطائرة وطائرة أخرى مملوكة للشركة ذاتها بحسب معلومات مخابراتية خلال عمليات الرصد والتحري والتتبع والتخابر لم تكن عسكرية كالأسلحة والذخائز فحسب، بل إن رحلتين على الأقل نقلت معدات ومواد خاصة لبناء مرفق عسكري تركي في الجزء الشرقي من الكلية الجوية مصراتة وذلك، على حد قوله.
وبالبحث الذي قامت به صحيفة المرصد يتبين بالفعل بأن طائرة من ذات الطراز ”إل يوشن 76” قد غادرت مطار أنقرة على تمام الساعة 8:15 مساءً دقيقة بتوقيت ليبيا وحطت في الكلية الجوية مصراتة تقريبيا على تمام الساعة 11 مساءً وكان رقم ورمز الرحلة هو KTR-7721.
وتحمل الطائرة المستهدفة رمز تسجيل UR-COZ وتبين بالفعل بأنها كانت مملوكة لشركة تستقر في إسطنبول اسمها ALFA AIR قبل أن تنتقل ملكيتها لشركة أوكرانية أخرى تأسست سنة 2017.
وتسمى هذه الشركة الثانية التي انتقلت لها ملكية الطائرة SKY AVIA TRANS وبالبحث الذي قامت به صحيفة المرصد تبين بأنها شركة ناشئة تعمل في مجال الشحن الجوي والطيران الخاص ويعود تاريخ تأسيسها وتسجيلها في العاصمة الأوكرانية كييف إلى يوم 20 يناير 2017.
وبالبحث أكثر يتبين بأنها تحصلت على شهادة بالطيران من الاتحاد الأوروبي بتاريخ 17 يناير 2018 أي بعد عام كامل من تسجيلها وتأسيسها في أوكرانيا الأمر الذي سيضعها موضع الحرج أو ربما في خانة العقوبات لكسرها القرارات الأممية المتعلقة بليبيا بشأن حظر نقل الأسلحة والمعدات العسكرية إلى البلاد.
يتضح من خلال بيانات الطائرة المستهدفة التي تتبعتها صحيفة المرصد قيامها يوم أمس برحلتين من أنقرة إلى مصراتة وكان من اللافت والمثير بأن الرحلة الأولى التي وصلت قبالة أجواء مصراتة على تمام الساعة 3:40 ظهرا لم تتمكن من الهبوط لسبب ما.
ولا يبدو بأن سبب عدم إتمام عملية الهبوط هذه كان سببا تقنيا حيث تشير بيانات الطيران إلى أن ارتفاعها وسرعتها كانا مستقرين في وضعية هبوط تدريجي بما لا يشير لوجود أي خلل كما أنها كانت تحمل رقم الرحلة الثانية ألا وهو TKR-7721 بما يعني أن الرحلة الثانية التي دمرت فيها كانت استكمالا للرحلة الأولى التي لم يكتمل هبوطها.
الرحلة الأولى غير المكتملة وهي في وضع هبوط تدريجي نحو مصراتة – الإثنين 5 أغسطس 2019 – الساعة 3:38 ظهرا
وتشير بيانات الطيران في الرحلة الأولى بأنها كانت في وضع هبوط تدريجي وانخفضت حتى ارتفاع 18 ألف قدم بسرعة 388 عقدة قبل أن تقرر عدم إتمام الهبوط وتعاود الارتفاع إلى ارتفاع 27 ألف قدم بسرعة 463 عقدة ثم إلى ارتفاع 31 ألف قدم بسرعة 478 عقدة.
الطائرة قررت عدم الهبوط في مصراتة وعلى تمام الساعة 3:46 دقيقة بدأت العودة والإرتفاع تدريجياً نحو أنقرة مجدداً
وتوضح بيانات الرحلة الأولى أيضاً بأن الطائرة ظلت تناور قبالة الساحل لقرابة 30 دقيقة قبل أن تبدأ في العودة أدراجها نحو أنقرة على تمام الساعة 4:16 دقيقة دون هبوط في مصراتة مستخدمة رقم رحلة مختلف وهو TKR-7722 وتصل إلى تركيا على تمام الساعة 5:52 مساءً بما يثبت أن سبب عدم إتمام الهبوط لم يكن تقنياً وإلا لما قامت بتغيير رقم رحلتها كما أنها بقت بعد الوصول في إنقرة حتى 8:15 دقيقة أي لمدة ساعتين و 26 دقيقة فقط وهي مدة غير كافية لإجراء عملية صيانة قبل أن تتحرك مجدداً كما أشرنا أعلاه في الرحلة الثانية إلى مصراتة مجدداً والتي كانت إستكمالاً للرحلة الأولى وهناك كان مثواها الأخير بذات الحمولة .
في ذات الرحلتين كما هو مبين في الصور والمقاطع أعلاه وخاصة الرحلة الأولى التي تكتمل تتبعت الطائرة نمط إطفاء جهاز التتبع الخاص بها ، في الأولى لم تشغله إطلاقاً منذ إقلاعها من أنقرة وشغلته عند المناورة أمام مصراتة دون هبوط ومن ثم العودة ، أما في الثانية والتي كانت هي الأخيرة فقد شغلت نمط التتبع ثم قامت بإطفائه على تمام الساعة 9:38 دقيقة مساءً أي قبل نصف ساعة تقريباً من الهبوط الأخير ، وبالنسبة للرحلتين أيضاً يتضح من بيانات الطيران بأن الطائرة كانت ظهراً في حالة ذهاب وإياب أما الرحلة الأخيرة فقد كانت ذهاب دون عودة حتى بعد مساء اليوم الثلاثاء ما يعني بأنها فعلاً هي الطائرة التي دُمرت البارحة في مصراتة.
وتقول الشركة عبر موقعها الإلكتروني الرسمي بأنها حصلت على شهادة المشغل الخاصة بها وفقًا للقواعد واللوائح الأوروبية وتصف موظفيها بأنهم متخصصون بخبرة واسعة في صناعة الطيران لتقديم أكثر الخدمات كفاءة حتى بات لها مكانة رائدة في سوق النقل الجوي في أوكرانيا كما أنها تنشر صوراً لطائراتها المملوكة لها أو التي تستأجرها من آخرين تتباهى بها بجودة عملها وقدرتها على الهبوط في أي مكان أو ظرف.
وقد أرسلت المرصد صباح اليوم الثلاثاء ثلاثة رسائل إلكترونية إلى هذه الشركة لطلب تعليق حول الموضوع إلا أنها لم ترد على أي طلب ورد لها في أي رسالة من الرسائل المتكررة .