بنغازي 24 أغسطس 2019 (وال) – أسدلت محكمة جنايات بنغازي الستار على قضية أخطر شبكة سورية لتهريب المخدرات عبر الموانئ الليبية، بعدما قيدت جميع الضبطيات التي حاول التشكيل إدخالها عبر موانئ بنغازي، إلى البلاد ضد مجهول.
وأصدرت المحكمة حكما على أربعة متهمين بالإعدام رميا بالرصاص، ونشر ملخص الحكم في صحف بنغازي وبرنيق والعدالة في عددين متتاليين من كل صحيفة وعلى نفقة المحكوم عليهم مع إلزامهم بالمصاريف الجنائية.
وصادرت المحكمة، بحسب بيان نشره جهاز المخابرات فرع درنة، اليوم السبت، جميع المضبوطات على ذمة القضية والمحجوزة لدى النيابة العامة، كما أصدرت حكمها بتبرئة ثلاثة متهمين آخرين ما أسند إليهم في هذه القضية.
وتعود الواقعة التي كشفت ملابستها مديرية جمارك بنغازي إلى الثلاثين من أغسطس من العام الماضي، حيث ضبطت حاويات تحتوي على 14 طنا من مخدر الحشيش، حاول تشكيل عصابي تهريبها إلى الأراضي الليبية عبر ميناء الخمس، ولم تستدل السلطات وقتها على تفاصيل العصابة، ولم تتمكن من إلقاء القبض عليهم فقيدت ضد مجهول.
وفي 13 ديسمبر من نفس العام، حاول التشكيل المجهول تهريب 10 أطنان من مخدر الحشيش، التي كانت قادمة أيضا من ميناء اللاذقية، لكن مصلحة الجمارك تمكنت من ضبطها وسلمتها لسرية تابعة للواء 106 مجحفل التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة لإعدامها، وتقييد القضية أيضا ضد مجهود.
وأمام الإجراءات المشددة التي تنتهجها مصلحة الجمارك حيال البضائع الواردة من ميناء اللاذقية، لجأ التشكيل إلى حيلة أخرى معتمدين على أن ميناء بنغازي البحري لا تتوافر به أجهزة للكشف عما بداخل جدران وأرضية الحاويات، حيث ضبطت السلطات اليونانية باخرة قادمة من ميناء اللاذقية في سوريا في طريقها إلى ميناء بنغازي محملة بحاويات وجدت تحت أرضية الحاويات أطنانا من مخدر الحشيش وملايين من أقراص “الكيبتاقون” المخدرة تزيد قيمتها عن مائة مليون يورو.
وكثفت مديرية تحريات بنغازي، التحريات وجمع المعلومات ومراجعة المستندات وشحنات البضائع القادمة من سوريا ومن يقوم باستلامها وتوزيعها، وتم التوصل إلى وجود عصابة سورية تستأجر مستودعا كبيرا بمنطقة بوعطني وتتخذ من التجارة ونقل بضائع ساترا على جرائمها.
وشكلت قوة برئاسة مدير مديرية جمارك بنغازي، ورئيس لجنة المعلومات مجموعة القبض وبدعم من سرية تابعة للقوات المسلحة، برئاسة الرائد سليمان مراجع، وتمت مداهمة أوكارهم ومنازلهم والقبض عليهم، وعثر على حاويات داخل المستودع كانت قد تمت الإفراج عنها من ميناء بنغازي تحتوي في أرضيتها على كمية ضخمة من مخدر الحشيش.
واعترف المقبوض عليهم خلال التحقيقات بالوقائع سالفة الذكر قيدت في السابق ضد مجهول، وأحيلت هذه الملفات بمعرفة مدير مديرية جمارك بنغازي إلى مكتب المحامي العام بنغازي، وبدوره أحالها إلى محكمة جنايات بنغازي التي قضت بإدانة المقبوض عليهم والحكم عليهم بالإعدام رميا بالرصاص، بعدما قدمت مديرية جمارك بنغازي الأدلة القاطعة والكافية ومن بينها اعترافات المجرمين بارتكاب الجريمة.(وال – بنغازي)