بيارتيز 24 أغسطس 2019 (وال) – التقى رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي في مقر إقامته ببيارتيز الفرنسية كلا من رئيس رواندا “بول كاجامي” ورئيس السنغال “ماكي سالي” ورئيس جنوب أفريقيا “سيريل رامافوز” ورئيس بوركينا “فاسو روك كابور” ورئيس المفوضية الأفريقية “موسى فقيه” على هامش قمة الدول السبع في المقامة في يارتيز.
وبحث السيسي مع الحضور تنسيق المواقف الأفريقية خلال قمة مجموعة الدول السبع وأفريقيا المنعقدة بمدينة بياريتز الفرنسية خلال الفترة من الرابع والعشرين حتى السادس والعشرين من أغسطس الجاري.
وفي تصريح للمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير بسام راضي، قال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد خلال اجتماعه برؤساء المجموعة أن الهدف من الاجتماع هو التنسيق والتشاور قبل بدء أعمال القمة، والتوافق على الرسائل العامة التي سيتم طرحها، بحيث تتحدث الدول الأفريقية المشاركة بصوت واحد “متناغم” خلال أعمالها، لإيصال رسالة قوية بشأن التحديات التي تواجه دول القارة وسبل معالجتها، والتعبير عن المواقف المشتركة للقارة الأفريقية خلال مختلف الفعاليات واللقاءات، التي سيتم إثارة بعضها في كلمة مصر الافتتاحية بالنيابة عن القارة.
وبين السيسي خلال اللقاء أن تفاقم الأوضاع في ليبيا أثر على أمن واستقرار مواطنيها، بل وعلى دول الجوار، جراء التهديد الذي تشكله المنظمات الإرهابية، وانتشار الميليشيات المسلحة، مشيرًا إلى أن كل هذا يقتضي تضافر الجهود الدولية لوضع حد لهذه الأزمة وهذا التهديد، وبما يضمن سلامة الشعب الليبي الشقيق، ويحفظ له مقدراته وموارده.
وأوضح السيسي أن الطريق للخروج من الأزمة في ليبيا معروف، ولا يحتاج سوى الإرادة السياسية وإخلاص النوايا، للبدء في عملية تسوية سياسية شاملة، تعالج جوانب الأزمة، وفي القلب منها قضية استعادة الاستقرار، والقضاء على الإرهاب وفوضى الميليشيات وإنهاء التدخلات الخارجية في ليبيا، وضمان عدالة توزيع موارد الدولة والشفافية في إنفاقها، واستكمال توحيد المؤسسات الليبية على النحو الوارد في الاتفاق السياسي الليبي.
وشدد السيسي على أهمية إبراز الأولويات التنموية للدول الأفريقية أمام الشركاء، ومن بينها القضاء على الفقر، والتصدي لتغير المناخ، ومكافحة الأمراض المتوطنة، والقضاء على البطالة والحرص على دعم برامج تمكين المرأة، وغير ذلك من القضايا، فضلا عن العلاقة العضوية بين تحقيق التنمية والحفاظ على الأمن والاستقرار، والتركيز على الأهداف المتضمنة في أجندة التنمية الأفريقية 2063.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن رؤساء الدول الإفريقية (رواندا، والسنغال، وجنوب أفريقيا، وبوركينا فاسو) أعربوا عن تقديرهم لمبادرة الرئيس السيسي بعقد هذا اللقاء لتنسيق المواقف الأفريقية خلال قمة “بياريتز”، مشيدين بالرئاسة المصرية الفعالة للاتحاد الأفريقي خلال العام الجاري، مؤكدين على أهمية تعزيز خطوات التكامل والاندماج بين دول القارة، ومواصلة مساعي تحرير التجارة البينية من خلال دخول اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية حيز التنفيذ في الثلاثين من مايو الماضي، وإطلاق الخطوات التنفيذية للاتفاقية خلال قمة الاتحاد الأفريقي الاستثنائية في (نيامي) عاصمة النيجر في السابع من يوليو الماضي.
وأشار السيسي إلى أن البيان الذي سيصدر حول الشراكة بين المجموعة والدول الأفريقية سيضع إطارا للعمل المشترك خلال الفترة القادمة في سبيل تعزيز قدرات القارة الأفريقية على التنمية وتحقيق مستقبل أفضل، مشيرا إلى أن فريقيا تعرضت للاستعمار في الماضي، ولبعض الضغوط على دولها، الامر الذي منعها من استغلال مواردها الاستغلال الأمثل، داعيا الدول المتقدمة لمراعاة ذلك، وتوفير الدعم والمساندة للدول الأفريقية للخروج من أزمتها وتحقيق معدلات تنمية تؤدي إلى رفع مستوى معيشة الفرد.
وتابع المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية قائلا إن السيسي أجرى عددا من اللقاءات الثنائية – خلال القمة – لدعم وتعزيز علاقات التعاون الثنائي بين مصر والدول المشاركة في القمة، وتعزيز التفاهم المشترك، ومعالجة القضايا الدولية والإقليمية، والإسهام في جهود مصر التنموية، وخطة الإصلاح الاقتصادي، واستمرار توسيع رقعة التعاون بين مصر وهذه الدول، التي تشكل قوة وقدرة يجب الاستفادة منها، مؤكدا أن مصر رائدة في الإطار الإقليمي سواء أكان في الشرق الأوسط أو على الساحة الأفريقية.
وقد صرّح السيسي قائلا “إننا نعلم جميعا جسامة التحديات التي تواجه الدول النامية، ومن ضمنها الدول الأفريقية، في إطار سعيها للارتقاء بمستوى معيشة شعوبها، وتحقيق التنمية المستدامة، وكذلك المعوقات أمام تحقيق تلك الأهداف، التي تتمثل في الأزمات الدولية والإقليمية القائمة، وتسارع أحداثها وتشابكها، فلا بديل عن تحاورنا المتواصل حولها، وإشراكنا بشكل أكثر في معالجتها، بما يتماشى مع المصالح المشتركة والمتبادلة، وكذلك مع قواعد الديمقراطية التي يجب أن تسود وتترسخ في العلاقات الدولية. (وال – بيارتيز) ع م/ ع ع
