بنغازي 16 فبراير 2020 (وال) – مرورًا بجسر “جليانة”، ووصولا إلى الحي الذي أطلق على اسمه الجسر، وخلف مسجد النصر، حطت بي سيارتي أمام ورشة الشاب الليبي “علي الزوي” .
تردد “علي” مرارًا وتحجج بأن التوقيت غير مناسب، للتحاور معه وسبر غور مهنته والتي تمرس فيها منذ العام 2010، حسب قوله .
“تعلمت مهنة تركيب زجاج البلاستيك وإنارات السيارات والفايبر غلاس في هذه الورشة، من أشقائي، ولم أجد أي صعوبة في الاستمرار فيها”، يحدثنا “علي” رغم انشغاله .
ويقول، تشتهر منطقة جليانة المطلة على بحيرة 23 يوليو، أحد أشهر معالم مدينة بنغازي، لأنها المدخل الرئيسي للميناء التجاري وسوق الأسماك”البانكينة”، وقرية الصيادين، وفندق ربيانة السياحي، ومصيف جليانة.
علي من مواليد 1987، أب لثلاثة أطفال، توقف عن استكمال دراسته، وآثر أن يشق طريق الكفاح بالاعتماد على ما تنتجه يداه، يقول :”التعليم ضروري وأنا لا أشجع على تركه، بل أعمل ليلا ونهارًا كي استطيع أن أطعم أبنائي وأوفر لهم حاجتهم وأدخلهم المدارس والجامعات” .
حي جليانة اكتسب شهرة جديدة بعد ظهور عدد من محلات تركيب البلاستيك لإنارات السيارات ، كونها :”أوفر سعرًا، من شراء الجديدة”، ويضيف:”أول ظهور لهذه المهنة كان ما بين عامي 95و96، وجل العاملين في الورش من الشباب الليبيين” .
يقول ” علي”: أن تعلم صنعة تغني عن أمور كثيرة، وتحقق دخلا وعيشًا كريمًا، وكثير ممن يحملون شهائد جامعية، لجأوا إلى تعلم تركيب الأثاث وتركيب الألمونيوم وغيرها من المهن ولم يوقفهم عجز الدولة عن توظيفهم .
لا يمكنك أن تغادر الحي إلا بعد أن تبسط أنظارك، حول معالمها التي يفتخر أبناء المدينة، بسرد الحكايات والتجول عبر طرقاتها ومبانيها البسيطة، والتي لا تشعرك بالاختناق والملل، مشاهد لمراكب الصيد المهترئة، ومرور للشاحنات المتجهة نحو الميناء .التقاه فاتح مناع