بنغازي 25 فبراير 2020 (وال)- تحصلت الروائية الليبية غالية يونس الذرعاني على الترتيب الثاني في جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في العاصمة السودانية الخرطوم.
سيرة الروائية
الروائية الليبية غالية يونس الذرعاني كتبت فتألقت, وقدمت الجميل فنالت الأجمل, تكتب برشاقة, وترسل أفكارها بروح محبّة للأدب والفكر الإنساني, وقضايا العصر.
تحصلت مؤخرًا على الترتيب الثاني في فرع الرواية، عن روايتها “قوارير خاوية”, وذلك ضمن فعاليات جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي, في دورتها الـ 10, والتي نظمت في العاصمة السودانية الخرطوم خلال شهر فبراير 2020.
الروائية الليبية غالية يونس الذرعاني من مدينة المرج الليبية, لها كتابات في مجال القصة القصيرة والرواية والبحوث التاريخية، وبحوث التراث الشعبي, وتعمل أستاذة بقسم التاريخ في جامعة محمد بن علي السنوسي في البيضاء، وحاليًا متفرغة لأطروحة الدكتوراه, وباحثة في مجال التاريخ الإسلامي.
الروائية الليبية لم تكن فقط كاتبة, ولم تنحصر في جانب واحد فقط من جوانب الإبداع, بل كان لها اهتمام تمثل في التاريخ الإسلامي, ولها كُتب عدة؛ من بينها : السيرة النبوية في كتابات المستشرقين الإنكليز، والعديد من الأبحاث حول تاريخ الزوايا الصوفية في ليبيا.
عقب عودتها من العاصمة السودانية، التقت وكالة الأنباء الليبية “وال” بالروائية الليبية غالية يونس الذرعاني وأجرت معها الحوار التالي:
“وال”: بداية كيف تُحدثنا الأستاذة غالية يونس الذرعاني عن بدايتها الأدبية؟
“ج”: بالتأكيد هناك الكثير من العوامل التي ساهمت في تغذية طموح الكاتب لدي، كانت بدايتها مع البيت حيث كان والداي يحبان التفوق والتميز، كما أن مكتبة والدي المغرية كانت عالمًا خطوت عبره إلى عالم الكتابة، ثم كانت المدرسة عاملاً آخر، خاصة في المرحلة الإعدادية.
“وال”: كيف تختارين البدايات وطريقة الوصول إلى حالة التوافق بين الفكرة والتطبيق من خلال النص؟
“ج”: بداية أي نص يبدأ بالفكرة، والقضية التي يُريد الكاتب أن يُعبر عنها، والأفكار والقضايا هي التي تحدد لي ككاتبة القالب؛ الذي يمكن أن يستوعب تلك الفكرة، ويُعبر عنها بشكل جيد، بالتأكيد كل كاتب يُفضل قالبا معينا للتعبير عن أفكاره، فهناك من يفضل الشعر، وآخر يفضل القصة، وآخرون الرواية، ويظل التجريب ديدن أي مبتدئ، حتى يتعرف على القالب أو القوالب التي يمكن أن تستوعب أفكاره، وهموم الوطن هي المنبع الأساسي لأفكاري، ففي (الحرائق في حدائق التفاح) مثلاً، حاولت أن أطرح أسئلة لعل أهمها : هل نحن أبرياء من صناعة الإرهاب ؟، وكيف يمكن أن يؤثر تصرف لا واعٍ، أو خلق ابتلينا به، ولم نسعَ إلى تقويمه في صنع كارثة حقيقة قد تنسف المستقبل.
“وال”: كيف للكاتب أن ينقل ما تفكر به النُخب أحيانًا من خلال النص وتوظيف الفكرة في قالب روائي جميل ؟
“ج”: أولاً .. أشكركِ لهذا التقدير لأعمالي المتواضعة، والكاتب لكي ينجح في نقل الفكرة والتعبير عنها؛ عليه أن يكون ثلاثة أشخاص حين الفعل الكتابي، عليه أن يكون البطل، بمعنى أن يتقمص الشخصية التي يريد الكتابة عنها، وهذا التقمص يجب أن تسبقه معرفة، وإلمام بأبعاد تلك الشخصية، وميولها واهتماماتها ومستواها الثقافي، ثم عليه أن يكون الكاتب الذي يُعبر عن الشخصية، ثم أخيرًا عليه أن يكون القارئ الذي يتلقى النص، بمعنى يحاول أن يقوّم نصه أو يقرأه كما يقرأه قارئ عادي.
“وال”: تحدثتِ سابقًا في إحدى المقابلات عن مجموعة قصصية “نزف” ما الذي ميّزت هذه المجموعة التي احتوت على ما يقرب من مائة قصة ؟
“ج”: (نزف) مجموعة أقاصيص، اعتمدت فيها على التكثيف والاختزال، وقالبها الأساسي هو الرمز، كانت محاولة أولى للدخول إلى عالم القصة القصيرة جدًا، للأسف لم تتح لي فرصة طباعتها في الداخل، فاضطررت للتعامل مع دار مدارك بالمملكة العربية السعودية، طبعوها ووزعوها، ولم استلم منها ولو نسخة واحدة.
“وال”: التفرع في الكتابة والتعدد في ألوان الاهتمامات، هل كان له تأثير, وصقل على الجوانب الإبداعية في مجال الكتابة الروائية ؟
“ج”: السيرة النبوية كانت رسالة الماجستير، وأما بخصوص تعدد الاهتمامات، فقد كان ذلك عامل إمتاع وإثراء لحوصلتي العلمية والثقافية، اعتبر نفسي محظوظة لأنني درست التاريخ، فالتاريخ هو منبع تثقيفي مهم، وهو اللعبة الأولى نحو الغنى الثقافي، الذي لا أدعيه أبدًا، فأنا مهمًا قرأت، ومهما كتبت مازلت تلميذة تناضل لتجتاز عتباتها الأولى.
“وال”: قوارير خاوية لم تكن خاوية .. حيث تحصلتِ من خلالها على الترتيب الثاني في جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي في دورتها الـ 10, ماذا احتوت تلك القوارير, وماذا يُمثل لكم هذا الفوز على المستوى الشخصي والوطني؟
“ج”: القوارير كانت حكاية المواطن الليبي، الذي ساهمت في تكوينه النفسي والأخلاقي العديد من العوامل والأحداث، امتدت على مدى تاريخ طويل، من العهد العثماني إلى انتفاضة فبراير خاصة المرأة، لا أريد أن أتحدث عن تفاصيل الرواية وأحداثها، لأن الرواية عندي ليست مجرد أحداث، للرواية رسالة، معانٍ أخرى لا يقف عليها إلا من يقرأ العمل، والفوز في جائزة الطيب صالح يُمثل بالنسبة لي خطوة مهمة، ربما نحو التخصص في مجال كتابة الرواية.
فكما ذكرت سابقًا، جائزة الطيب صالح تمتعت بالشفافية والدقة، بحيث أنني اعتبرها بمثابة شهادة التخرج التي تمنح للطالب، لكي يبدأ في مزاولة تخصصه، وأما على المستوى الوطني، فيكفي أن نعلم بأن الجائزة عالمية، وأنه لأول مرة يفوز بها اسم ليبي، وإن شاء الله أكون قدوة لأولئك الذين يحملون اسم ليبيا في قلوبهم، ويرغبون في أن يرفع علمها في كل المحافل الأدبية وغير الأدبية.
كلمة أخيرة
“ج”: أشكرك أستاذة، وأتمنى لكي التوفيق، كما أتمنى من كل مبدع مؤمن بقلمه ألاّ يتوقف عن المشاركة في المسابقات العربية والعالمية، وسنسمع بعد اليوم بأسماء ليبية تزين المحافل العربية والعالمية، وأنا واثقة من ذلك. (وال- بنغازي) س خ/ ر ت