بنغازي 22 مارس 2020 (وال) _ بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دولاند ترامب، بشأن فعالية دواء يسمى “plaquenil” ضد فايروس “كورونا”، وأن هذا الدواء استخدمته الصين وفرنسا وأثبت فعالياته، ضد الوباء، توافد الكثير من المواطنين على الصيدليات بالمدن الليبية، لدافع شراء هذا الدواء، والذي هو مخصص أساسا لعلاج الملاريا سابقا، ثم تم صرفه لعدة أمراض أخرى منها الروماتيزم، والتهاب المفاصل، دون وعي منهم بمخاطر أخذه بدون استشارة طبية.
وفي رواية ثانية تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، معلومة مفادها، بأن السبب الرئيسي لعدم تسجيل أي حالة بفايروس “كورونا” هو أخذ معظم الشعب الليبي، تطعيمات في ثلاثة مراحل من حياتهم عند الولادة وعند دخول المدرسة، وفترة المراهقة، في العهد السابق تطعيم ضد الحصبة، و التوفيد، و الملاريا، مما عزز مناعة الكثير من الليبيين.
حيث أكد الدكتور بصيدالية “يس” ياسين العبيدي، _ لوكالة الأنباء الليبية_ أن هناك طلب كبير من قبل المواطنين على هذا الدواء، بعد الشائعات التي تم تداولها بفاعلية هذا الدواء ضد فايروس كورونا.
و تابع العبيدي: بأن أغلب صيداليات المدينة، أوقفت بيعه بشكل نهائي، لما يشكله هذا الدواء من خطورة بالغة، بالإضافة إلى مشاكل وتأثيرات جانبية أخطر، لافتا إلى إلتزام كل الصيداليات بعدم صرفه للمواطن إلا عن طريق وصفة طبية مختومة، بعد تنويه من نقابة صيادلة بنغازي الكبرى، بعدم بيع هذا الدواء حفاظا على سلامة المواطنين.
و في هذا الشأن تواصلت _ وكالة الأنباء الليبية _مع مدير مكتب الرقابة العامة للصيادلة في المنطقة الشرقية ومدير مكتب الرقابة للأدوية الدكتور فائز عياد والذي وأضح أن الدواء المتداول على أنه له فعالية ضد فايروس “كورونا” بدأ صرفه سابقا، عندما أثبتت فعاليته ضد مرض الملاريا، وإلتهاب المفاصل الروماتزمي، وفي الأمراض الجلدية كالذئبة الحمراء، لافتا، بأنه لديه أثار جانبية سيئة جدا.
وشددّ الدكتور عياد، أن الدواء يعطى تحت مرقابة شديدة من الأطباء لما يسببه من تلف في شبكية العين الذي يؤدي إلى فقدان نهائي للبصر، وتأثير خطير جدا على عضلة القلب، في حال إستخدامه بشكل عشوائي، ضمن جرعات عالية وفترات طويلة، دون متابعة دقيقة من الأطباء.
وأكمل: أيضا من الأثار الجانبية لهذا الدواء تفاعلات جلدية سيئة، عندما استخدمه بعض الأطباء ضد الصدفية، ما سبب في إزدياد حالة المريض سوءا، وتم إستبعاده من هذا الإستخدام.
وقالّ عياد بأن الدواء مصّرح للإستخدام بجرعة معينة، ولإستخدام معين، غير ذلك يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذ تم إستخدامه، بدون وصفة دقيقة من الأطباء وفي المجال المحدد إليه طبيا.
وأكد الدكتور عياد، إن ما أثار حافظتنا هو بعد قيام الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي بالتصريح العشوائي، وإشارته بأن هذا الدواء فعال، وأنه لديه شعور بأنه جيد، ما دفع الناس بأخذ هذا الشق فقط من التصريح متجاهلين، تعقيبات رئيس منظمة الغذاء والدواء الأمريكي والذي كان واقفا إلى جانب ترامب، في المؤتمر، والذي أكد بأن هذه المعلومات لازالت نضرية وإنهم لازالوا يجرون الدراسات في المختبرات.
ولفتّ الدكتور فائز عياد،” من هنا أستند الناس على تجربة الصين والتي لم تكن مستعدة عند حدوث الكارثة لها، وكانت تقوم بتجارب لعدة عقاقير في محاولة منهم لتخفيف أعراض المرض وليس للعلاج والقضاء على الفايروس، حيث أن جميع الأدوية التي إستخدمتها الصين، هي إستخدامات خارجة عن إستخدامها الطبي والمصّرح به، والمثبت أنه فعال، تجاه الفايروس، ولكن أقدمت عليه الصين نظرآ للحالة الطارئة كما حدث لديهم.
وأشار عياد، بأنه علميا لم يتم التصريح من أي وكالة أو منظمة خاصة بإعتماد الأدوية في أوروبا، بإثبات هذه المعلومات، وأنه من المفترض في حال أثبت هذا الدواء فعاليته، أن يصرّح دوليا بذلك منظمة الصحة العالمية، أن الجهة المخولة في وضع هذا المنتج في سياسات دوائية والصرف هي وزارة الصحة الليبية وأن تقوم بتحديد دليل إرشادي للأطباء، كيف يتم صرفه وماهي الجرعة المتفق عليها لتخفيف أعراض هذا الوباء في حالة إنتشاره لا قدر الله.
وأوضح مدير مكتب الرقابة للصيادلة، بعد ورود معلومات بالطلب الكبير من جانب المواطن على هذا الدواء، عليه قمنا بإصدار تعميم على أساس علمي ودراية كافية بالأعراض الجانبية لهذا الدواء، لما يشكله هذا السحب الكبير من خطر نقص هذا الدواء على من يستخدمونه كعلاج من مرضى الروماتزم، عليه تم ومن باب إحدى أهم إختصاصات النقابة هو التوعية والتثقيف وتوجيه الصيادلة في النطاق السليم، وأن هذه المعلومات غير علمية وضد القانون الصحي.
ونفى الدكتور عياد، بشأن المعلومات التي تفيد بأن ما عزز مناعة الشعب الليبي ضد ” فايروس كورونا”، سبق أن أخذ لقاح ضد الملاريا، بأن غير علمي لان أغلب الدول أخذت هذا اللقاح، ومن ضمنها ليبيا أبان حكم الملك إدريس، حيث كانت سابقا ضمن سياسة الدول التي قضت على الملاريا ومنها دولتنا، وأنه إلى الأن لا يوجد أي رابط علمي بين هذه المعلومات.
ولخص مدير مكتب الرقابة العامة للصيادلة في المنطقة الشرقية الدكتور فائز عياد حديثه: ” أدعو جميع الفئات الطبية والطبية المساعدة عدم التعامل مع الأدوية إلا التي تصرف بوصفات طبية مختومة ومعتمدة من طبيب مختص وأن لا يتعاملوا بالعاطفة مع الناس بشأن هذا الموضوع، داعيا الناس بالتريث وعدم الانجراف وراء أي معلومة وأن وزراة الصحة الليبية هي المخول الوحيد في الإعلان عن مثل هذه النتائج المهمة. (وال _ بنغازي)
تقرير: فاطمة الورفلي