روما 24 مارس 2020 (وال) _ لطالما ضجّت العاصمة الإيطالية (روما)، بسياحها الذين يتجولون في أرجائها، وتعالت أصوات الموسيقى وأجراس الكنائس في شوارع (ميلانو)، وكثرة أعداد السياح الزائرين لساحة القديس بطرس، أما (البندقية) التي لم تهدأ يوماً باتت خالية من الحياة.
تزايد الإصابات والوفيات
كارثة إنسانية لم تشهدها إيطاليا منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك لأنها سجلت أكبر عدد من الوفيات في العالم، بسبب فايروس كورونا المستجد خلال الشهر الجاري فقط، وفاق عدد المصابين 50 ألف مصاب، كما سجلت 4825 حالة وفاة وفق أرقام الدفاع المدني الإيطالي، والأعداد للأسف في تزايد.
نعم حزينة هي إيطاليا اليوم؛ لأنها أصبحت الأولى عالمياً في عدد الوفيات، فهل يرجع السبب إلى أنها أولى الدول من ناحية إرتفاع أعمار سكانها إذ أن 23.3% من سكانها، هم فوق سن 60 لأن الفايروس يهدد حياة هذه الأعمار، أم أن السلطات أدارت الأزمة بشكل خاطىء في بدايات الأزمة، فبحسب مصدر خاص _ لوكالة الأنباء الليبية _ فقد أصبحت الرعاية هناك تعطى لذوي الفرص الأكبر أي الأصغر سناً وللذين مناعتهم تتقبل وتقاوم المرض فقط للأسف.
مدينة أشباح
(روما) وكل الطرق لا تؤدي إليها الآن، فقد سميت في عصر (الكوفيد 19) بمدينة الأشباح بعدما قامت السلطات الإيطالية بتطبيق نظام الحجر الصحي، وأغلقت كافة الأماكن الحيوية والحدود بالبلاد، وذلك بعد إعلان الدولة فقدها السيطرة على هذا الوباء.
وفي (بيرجامو) شمالي إيطاليا حدثت كارثة إنسانية بكل المقاييس، فلا مكان للحالات الطارئة، ولامكان لدفن الجثث أيضاً، مما أضطر الجيش الإيطالي بدفن الجثث في 11 مدينة أخرى خارج (بيرجامو).
ومن جهة آخرى، بدون الرجوع إلى الحكومة الإيطالية، فإن إقليم (كالابريا) جنوبي إيطاليا يقرر العزل الكامل لا دخول ولاخروج منه.
سبب انتشار الفايروس
“وكالة الأنباء الليبية” تحدث مع الشاب العربي (محمد الخولي) المقيم في مدينة روما، عن الوضع وأسباب تفشي الوباء هناك، فقال: بشكل عام بدأ الفايروس في إقليم اسمه (لومبارديا) شمالي إيطاليا، و هذا الإقليم يقع على حدود سويسرا وفرنسا ولكن للأسف الشديد الشعب الإيطالي شعب مرح جداً فلم يبال بالفايروس، وأكمل حياته بصورة طبيعية جداً بعد اكتشاف عدد من الحالات ولم يأخذ أي تدابير، في إعتقادهم بأن كورونا مجرد مرض بسيط كالبرد وليست له أي تداعيات خطيرة، فبعد ظهور المرض اكتشفوا بأنه انتشر بشكل كبير جداً.
وتابع الخولي بدأت العدوى بالتفشي في الإقليم كله، الذي يشمل مدينة (ميلانو، وبيرجامو، وكومو)، وبدأ ينتقل إلى (تورينو) وأصبح الوضع خارج السيطرة وللأسف الإقليم بدأ ينهار بكافة محافظاته، أما بقية المحافظات في المنتصف مثل (روما) أو في الجنوب لم يبالوا أيضاً وقد كان إقليم (لومبارديا) معزول، أما هنا في روما فالحياة كانت مستمرة بصورة طبيعية والوضع بدأ خارج السيطرة في إيطاليا كلها، والسبب يعود إلى أن بعد غلق إقليم (لومبارديا) بدأ المواطنون يخرجون منه ويأتون إلى (روما) أو (البندقية) أو بقية المحافظات، وكان من بينهم أشخاص مصابين وهكذا العدوى بدأت بالتفشي في إيطاليا بشكل كلي.
وأضاف الخولي إن الحكومة الإيطالية، تأخرت والشعب لم يبال فأصبح التقصير واللوم على الطرفين.
تمديد فترة العزل
وفي ذات السياق، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في كلمته الأخيرة، إن إيطاليا تعيش أزمة لم تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية، وأن إجراءات العزل المفروضة منذ أسبوع ستمتد إلى ما بعد موعدها المقرر في الثالث من إبريل، بالإضافة إلى إيقاف كافة الأنشطه الإنتاجية التي لا تعتبر ضرورية ومهمة وحيوية، وذلك في إطار التدابير المتخذة للحد من انتشار الفايروس.
هذا و دعا كونتي المواطنين إلى الإلتزام بمنازلهم وعدم الخروج منها، مؤكدا على إن المتاجر التي تبيع الأغذية والصيدليات والمصارف مستمرة في عملها ولن تتوقف.
والسؤال هنا متى سينتهي هذا الكابوس الذي اجتاح العالم ؟ ومتى ستتخطى إيطاليا أزمتها؟ (وال _ روما)
تقرير: نور الهدى العقوري
تحرير هند عيسى