بنغازي 26 مارس (وال) _ يقدم المطبخ الليبي مجموعة واسعة من المكونات والأطعمة التقليدية، التي قد تكون متوفرة أيضا في كل مطبخ، وقادرة على رفع مناعة الجسد في سبيل مواجهة أي عدوى فيروسية أو بكتيرية.
ومع تفشي الإصابات بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19 حول العالم، يسعى البعض لإعادة النظر في نظامهم الغذائي، الذي قد يساهم بتشكيل الحالة الصحية للشخص وقدرته على مقاومة الأمراض.
أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة رويدة عبدالوهاب الشاوش تؤكد أن الدراسات أثبتت أن النظام الغذائي الجيد يساهم برفع المناعة، ويمنح الإنسان فرصة أكبر لمقاومة الأمراض، أي أن من يتمتعون بجهاز مناعي قوي هم الأكثر قدرة على التغلب على فيروس كورونا المستجد، بفعل عاداتهم الصحية، والتي تشمل الغذاء الجيد.
وعن سُبل رفع المناعة توكد الإخصائية أن كل الأطعمة متوفرة في المطبخ الليبي، ولكن لا يُدرك البعض أهميتها الغذائية، ومدى قدرتها على رفع المناعة والمقاومة ضد الامراض ، و لذلك يُنصح بتناول هذه الأصناف بالطرق الصحيحة التي تسهم في تعزيز قوَّة الجهاز المناعي:
– الثوم :
الثوم من الخضروات القوية المضادة للأكسدة وله تأثير قوي جداً، طريقة التحضير بعد تقشير الثوم قم بتقطيعه أو فرمه و اتركه جانباً لمدة 15 دقيقة قبل الطهي لتحصل على أفضل مفعول مقوي للمناعة.
– البصل :
البصل الأخضر له دور بارز في الحفاظ على تقوية المناعة، فهو يحد من نسبة الالتهابات التي تحدث في الجسم، ويقي أيضا من تلف أنسجة الجسم المختلفة، وينصح بتناوله بصورة دورية وكبيرة سواء كان على حالته الطبيعية طازج أو يمكن أن ندمجه في أغلب وجباتنا التي نتناولها ثلاث مرات باليوم، فمثلا على سبيل المثال يمكن تقطيعه على السلطة أو يمكن أن يضاف إلى أغلب الوصفات أو المعجنات والفطائر وغيرها من المأكولات الرائعة والذي بدوره يكسبها قيمة غذائية عالية.
وفيما يخص البصل الأحمر فهو مفيد وشهى في الطبخ ، و ما يُعرف شعبياً “بالحويل” ينصح بتناوله على حالته الطبيعية طازجاً ،أو إضافته إلى السلطة والمقبلات .
– الشاي الأخضر:
الشاي الأخضر يحتوي على مضادات الأكسدة والفلافونيد المضادة للأمراض، لذلك ننصح بشرب الشاي، الطريقة المثلى لتحضير الشاي الأخضر تتمثل في وضع ملعقة صغيرة من الشاي الأخضر في كوب من الماء المغلي، وتركه لمدة ثلاث دقائق ثم يصفى من أوراق الشاي ويترك حتى يبرد قليلا ثم يشرب.
وينصح بشرب من ثلاث إلى أربع أكواب من الشاي الأخضر في اليوم، و تعتبر هذه الكمية هي الأنسب لتفادي أضراره، كما يكمن إضافة النعناع الأخضر، والذي بدوره يكسبها قيمة غذائية عالية، فضلاُ عن المشروبات الساخنة الأخرى كمشروب الكمون ، الزنجبيل ، المرميه، والنعناع الأخضر ، الكركم ، والكمون الحلو ، فكلها مشروبات غنية غذائياً.
– الفلفل الأحمر:
يحتوي الفلفل الأحمر الحار على ضعف ما تحتويه الثمار الحمضية من فيتامين (c)، كما أنه مصدر غني للبيتاكاروتين، بالإضافة إلى أنه يعمل على تعزيز جهاز المناعة لمقاومة الأمراض التي يمكن أن تصيب الجسم، وينصح بتناوله طازج ، فمثلا على سبيل المثال يمكن تقطيعه على السلطة أو يمكن ان يضاف إلى أغلب الوصفات أو المعجنات والفطائر وغيرها من المأكولات الرائعة والذي بدوره يكسبها قيمة غذائية عالية.
– الفواكه الحمضية والخضروات :
تحتوي الفواكه الحمضية على فيتامين (c)، الذي يساعد على تعزيز جهاز المناعة، كما تساعد على زيادة إنتاج خلايا الدم البيضاء، التي تعمل على مكافحة الأمراض والإلتهابات، ولا يستطيع الجسم إنتاج فيتامين (c) تلقائيًا لذلك يجب الحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي عليه، مثل: (البرتقال، والليمون ، والجوافة).
والخضروات الغنية بالمضادات للتأكسد وهي الطماطم ، الجزز ، القرع ،والخضروات الخضراء كالجرجير، المعندونس والنعناع الاخضر، ويمكن إضافة زيت الزيتون لها والذي بدوره يكسبها قيمة غذائية عالية، وكما يمكن إستغلال توفر نبات القعمول حالياً بمنطقة الجبل الاخضر.
-التمر:
يشتهر التمر بأنواعها المختلفة بقدرات عالية على مقاومة البكتيريا والسموم والإلتهابات، وأظهرت المستخرجات من نوى البلح قدرات متميزة مضادة للفيروسات، لذا اجعل التمر والبلح والعجوة في غذائك اليومي لتحظى بفوائده العديدة على الصحة والمناعة.
– الحساء الساخن والمرقة:
يقوّي الحساء مناعة الجسم، وذلك لأنه يحتوي على مضادّات للأكسدة، والسلينيوم، والزنك لذا، ننصح بتناول شوربة العدس والخضار مضافه لها الدجاج أو اللحم بعد الطهى الجيد ، كونها غنية بالزنك والحديد شريطة أن يتم طبخ الخضروات في الشوربة دون أي اضافات لنكهات او مواد مصنعه، ويكمن إضافة التوابل الحارة وهي الزنجبيل والكركم ، كما إن شوربة الخضار حتى بدون لحوم حمراء أو بيضاء ذات قيمة غذائية عالية.
– الميرمية (تفاح الجبل)
من الأعشاب التي تحتوى على نسبة عالية من الكالسيوم والزيوت الطيارة وتعتبر مهدئ وملطف ومضاد للإكتئاب، كما لها دور في تعزيز جهاز المناعة، وينطبق أيضا على الأعشاب التي تُباع في العطار تحت مسمى أفواه الغابة، أو أعشاب الغابة مع مراعاه عدم تنويع الأصناف تلقائياً.
تجدر الإشارة إلى أن الأعشاب الطازجة والمجففة بطريق صحيحه مثل الزعتر البري والميرميه (تفاح الشاي) والكركم والكمون الحلو شربه كمغلي له دور كبير في القضاء على الفيروسات والبكتيريا، وكما يمكن مضممه الفم بالزعتز والماء الدافئ فهي مفيدة للحلق، أو يمكن استنشاق خليط هذه الأعشاب ما يعرف شعبيا ” بالكبوة ” الساخنة فهي مفيدة للتنفس والرئتين.
– عسل النحل:
يحتوي عسل النحل على مضادات الأكسدة، وخصائص مضادة للفيروسات ومضادة للجراثيم ، وكلها تجعله مقاوماً جيداً للأمراض، وأفضل طريقة لتناول العسل هي “شراب العسل” – وأضف ملعقتين من العسل إلى كوب من الماء وأشربه صباحاً.
-الزبيب المجفف:
الزبيب من الفواكه المجففة التي تحتوي علي نسبة عالية من السلينوم ، الذي له دور رفع تقويه الجهاز المناعي وينصح بتناول كمية من حبات الزيبب المجفف مقدر قبضه اليد يومياً
-الماء الدافئ:
تناول الماء الدافئ مع الليمون بشكل مستمر له دور في حماية من خطر الإصابة بفيروسات ، ويمكن إضافة العسل الطبيعي له.
وبالإضافة إلى النظام الغذائي يجب إتباع نصائح عامة لتقوية جهاز المناعة، و لذلك يُنصح باتِّباع عدد من الوسائل التي تسهم في تعزيز قوَّة الجهاز المناعي:
– غسل اليدين باستمرار، فإنَّ الحرص على نظافة اليدين تعدّ من أفضل الوسائل التي يمكن من خلالها وقاية الجسم من الأمراض ، وهو ما يستدعي الإهتمام بغسل اليدين جيِّدًا باستخدام الماء الدافئ والصابون لمدّة 20 ثانية، سواءًا قبل تناول الطعام أو أثناء تحضيره.
والمحافظة على التهويه الجيدة للبيت ،ومسح الأسطح بالماء وكلوركس المخفف بشكل دوري.
– تقليل مستويات التوتر أظهرت الدراسات أنَّ التوتر يسبب تثبيط الجهاز المناعي في الجسم، ويجعله عُرضه للإصابة بالعدوى، وقد يُعزى ذلك إلى أنَّ الإصابة بالتوتر المزمن يؤثِّر في قدرة خلايا الدم البيضاء على مُحاربة العدوى، وهو ما يجعل الجسم عُرضة للإصابة بالأمراض، إلى جانب ذلك يرافق التوتر إفراز هرمون الكورتيزول الذي يعزِّز حدوث الالتهاب في الجسم، وهو المركب الطليعي لعدد من الأمراض التي تُصيب الجسم ، ولهذا ننصح بعدم التوتر ومتابعة مستجدات الفيروس بدون توتر أو هلع.
– ممارسة التمارين الرياضية يُنصح بمُمارسة التمارين الرياضيَّة حوالي نصف ساعة يوميًّا لتحقيق أكبر فائدة منها، فمن المُمكن أنْ تساعد على زيادة قوة الجهاز الدفاعي في الجسم، ليس ذلك فحسب، فالتمارين الرياضيَّة قد تخفِّف من التوتر، ولا يعني ذلك بالضرورة ممارسة التمارين الرياضيَّة الشديدة، حيث يمكن ممارسة التمارين البسيطة، كالمشي داخل المنازل مثلا .
– النوم لوقت كافٍ يحتاج الفرد البالغ بين 7-9 ساعات من النوم ليلًا، ولتحقيق ذلك، يجب الإلتزام بجدول مواعيد يُحدَّد فيه وقت الخلود إلى النوم، إلى جانب الإمتناع عن شرب المشروبات الكحوليَّة أو التي تحتوي على الكافيين كالقهوة قبيل موعد النوم الاعتياديّ، فقِلَّة النوم تسهم في إضعاف الجهاز المناعي في الجسم، وبالتالي تضعف قُدرته في محاربة الأمراض.
– الإقلاع عن التدخين فالتدخين وإستخدام التبغ يجعل الفرد أكثر عُرضة للإصابة بعدد من المشاكل الصحيَّة نتيجة ضعف الجهاز المناعي، لذا يجب الإشارة إلى ضرورة تجنُّب استخدام التبغ وأيْ مادة من شأنها أنْ تضعف الجهاز المناعي في الجسم، وفي هذا المجال، يوجد العديد من الإستراتيجيات التي تساعد الفرد على ترك التدخين، فقد يوصي الطبيب باستخدام مضادَّات الإكتئاب، أو أيْ من العلاجات الأخرى التي تسهم في تسهيل الإقلاع عن التدخين.
– التعرض لأشعة الشمس تحفّز أشعَّة الشمس على فيتامين (د) في الجلد، وهو الفيتامين الموجود في عدد قليل جدًّا من الأطعمة، وإنخفاض مستواه في الجسم مرتبط بارتفاع خطورة الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، ولضمان حصول الجسم على كمية كافية من أشعَّة الشمس يُنصح بتعريضه لأشعتها لمدة تتراوح بين 10-15 دقيقة. (وال _ بنغازي)
تقرير: أشرف الفاخري
تحرير: هند عيسى