بنغازي 28 مارس 2020 (وال) – يواجه المُنتسبون لقطاع الصحة، نداءات لمختلف الجهات، مطالبين بتوفير المواد الضرورية، لحماية أنفسهم من العدوى بفيروس كورونا المستجد .
ويشتكى الأطباء والمُمرضين من عدم توفير المستلزمات الطبية لهم، مطالبين بتوفير المساعدات الطبية اللازمة للطواقم الطبية على غرار بقية بلدان العالم، وفي العاصمة الليبية بطرابلس، وتحديداً داخل مستشفى طرابلس المركزي المعروف باسم مستشفى شارع الزاوية، قد تذمر مجموعة من الأطباء من إهمال حكومة الوفاق غير الدستورية، ووزير الصحة المفوض بالحكومة غير الدستورية، وذلك بعد إعلان المركز الوطني للأمراض السارية يوم الثلاثاء الماضي عن أول إصابة لمواطن ليبي بالفيروس المستجد .
واتهم الأطباء المجلس الرئاسي، ووزارة الصحة، إلى جانب إدارة المستشفى، التهاون وعدم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع وصول الوباء المتفشي عالمياً إلى الكوادر الطبية، بالرغم من معرفتهم المسبقة بمخاطر تفشي فيروس كورونا الذي ظهر للمرة الأولي في ديسمبر الأول في مدينة ووهان الصينية وانتشر في ما بعد في أغلب دول العالم.
وأكد أطباء من مستشفى طرابلس المركزي تحدثت معهم “وكالة الأنباء الليبية”، بأن توفير الحماية للأطباء، هو أولوية قصوى، مؤكدين أن الكمامات والقفازات والألبسة الواقية شبه غائبة عن المستشفى المركزي، وتأكيداً لذلك بعث لنا مصدر طبى فضل عدم ذكر أسمه فيديو من داخل غرفة العناية بقسم الأمراض السارية بمستشفى شارع الزاوية، والذى يوضح فيه نقص الإمكانات و عدم استعداد القسم لمجابهه الفايروس.
وظهر بالفيديو المقتضب خلو المستشفى من أبسط الإمكانات التي تمثلت في انعدام مياه الغسل ، والكحول الطبي، حيث وضح الفيديو المصور، صباح يوم الخميس، الانقطاع الكامل للمياه، وعدم توفر الكحول طبى، واستخدام المنظفات بمجهودات ذاتية، وظهر ذلك واضحاً باستخدام المنظفات عبر أكواب المشروبات الساخنة.
وكما ظهر بالفيديو المصور عدم وجود حالات بقسم الأمراض السارية، فضلاً عن تواجد العناصر الطبية وطبية المساعدة أيضا ،وبحسب المصدر فإن حالات الإيواء قد خرجت من القسم بعد التنسيق مع ذويهم خوفاً عليهم من العدوى ،وتم استبعاد كافة الطواقم الطبية، واستبدالهم بمجموعة من الأطباء المتطوعين والمُتدربين من منظمة الصحة العالمية ، “لأسباب غير مدروسة ” بحسب المصدر .
وفى سياق متصل، نشر المكتب الإعلامي لقسم الأمراض السارية بمستشفى طرابلس المركزي على صفحتهم الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك “نداء عاجل “، ووضح النداء الذى نُشر مساء أمس الجمعة أنهم يطالبون إدارة المستشفى بالحد الأدنى من وسائل الحماية الوقائية، وجاء ذلك أعقاب طرد رئيس قسم الأمراض السارية، وطرد الكادر الطبي من القسم بحسب النداء.
وقد أعلن قسم الأمراض السارية بمستشفي طرابلس المركزي عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام القسم يوم الاحد القادم على تمام الساعة 10 صباحا، على خلفية هذه الأحداث، وكما ووجه النداء دعوة لكافة الكوادر الطبية من أطباء صيادلة تمريض فنيين وإداريين، من المستشفى وخارجها للتضامن في الوقفه.
وفى ذات السياق، قد وجهت وزارة الصحة بحكومة الوفاق غير الدستورية “نداء عاجل “عبر صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 25 مارس لفتح وطلب التطوع من الأطباء والكوادر المساعدة لمجابهة فيروس كورونا .
وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق قد خصص مبلغ 3.2 مليار دينار ضمن الترتيبات المالية للعام 2020.
وبلغت قيمة الأموال الخاصة بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض 22 مليون دينار قسمت على مرحلتين، بينما بلغت إيرادات المركز 2 مليون دينار العام الماضي ، هذا وبلغت الأموال المخصصة لجهاز الإمداد الطبي 15.7 مليون دينار ستُسلم على مرحلتين.
ومن جانبه، بعث الدكتور عبد المجيد العقيلى _العامل بالمستشفى الجامعي إسكتلندا، رسالة إلى وزيري الصحة سوى في حكومة الوفاق، والحكومة الليبية، مفادها “ضرورة توفير المعدات الوقائية لكل العاملين في مجال الرعاية الصحية من أطباء، ومُمرضين، وكافة العاملين في قطاع الصحة” .
وتابع أنه مع خبر وفاة أكثر من 13 طبيبًا في إيطاليًا جراء الإصابة بفيروسCOVID-19، يتوجب توفير المعدات الوقائية للكوادر الطبية، منوهاً إنه إذا لم يكن لدى العاملين بقطاع الصحة معدات الوقاية الشخصية المناسبة، فيجب عدم التعامل مع المرضى مهما كانت الأسباب .
مصدر طبى أخر – رفض ذكر اسمه من مدينة جالو – أكد أن الملابس الوقاية الشخصية الخاصة ضد الأمراض المعدية لم تتوفر بمدينة جالو، وبكافة المراكز الطبية بالواحات .
وأضاف المصدر “أن الاجتماعات المتتالية للجان الأزمة بالمحليات وللجهات المعنية ، وعلى رأسها وزارة الصحة بالحكومة الليبية، لم تهتم بخط الدفاع الأول وهم العناصر الطبية ويبدو أن اهتمامهم أعلامي أكثر من أن يكون طبى، بحسب وصفه .
تجدر الإشارة إلى أن مجلس وزراء الحكومة الليبية قد عقد صباح الأحد الماضي بمقر رئاسة مجلس الوزراء في مدينة بنغازي اجتماعه الطارئ الأول للعام الحالي برئاسة رئاسة مجلس الوزراء السيد عبدالله الثني.
وبحث مجلس الوزراء خلال اجتماعه الطارئ الاجراءات الاحترازية والوقائية لمنع وصول جائحة كورونا إلى ليبيا.
وناقش الاجتماع كافة القرارات المتخذة في هذا الشأن، وقد أقر الاجتماع كذلك بتوفر كافة الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بالوقاية من المرض أو محاربته بعد وصول عدد 54 حاوية استوردتها رئاسة مجلس الوزراء لصالح جهاز الإمداد الطبي. (وال – بنغازي) أ ف/ ع ع