طرابلس 29 مارس 2020 (وال)- نفى الأطباء والعاملون بقسم الأمراض السارية بمستشفى طرابلس المركزي اليوم الأحد، حدوث واقعة فرار من أحد المرضى المصابين بفيروس “كورونا”.
وأكد الأطباء والعاملون بقسم الأمراض السارية – في بيان – أن ما حدث أنه تم طردهم من القسم يوم الخميس 26 مارس من قبل مدير المستشفى.
وقال الأطباء الواقعة – في بيانهم – أثناء تجمعهم أمام القسم اليوم الأحد، “إن ما يُروج له مدير المستشفى الدكتور البهلول بن رمضان من إشاعات واتهامات؛ بأن الأطباء قد تركوا القسم خالي، مشيرين إلى أن الادعاء بتركهم القسم خالي هو أمر غير صحيح وكذب وافتراء”.
وأكد الأطباء في بيانهم أن “وصفهم الفارين”، لا أساس له من الصحة، حيث إنهم قضوا منتصف أعمارهم مع مرضى العوز المناعي، والوباء الكبدي، وغيرها من الأوبئة المُميتة، وهو ما يوضح إن الإدعاء كاذب، مؤكدين أنها حملة للتشويه وللنيل منهم على خلفية مطالبهم المشروعة.
وقال الأطباء: “الأمر لا يستقيم مع الفطرة السليمة، حيث إننا قضينا أعمارنا وضحينا بحياتنا للتعامل المباشر مع مرضى العوز المناعي الإيدز والوباء الكبدي ومختلف الأوبئة الفتاكة حين فر الكثيرون، كما إن واجبنا يحتم علينا الحفاظ على أسرار المرضى وليس كما حدث من المتدخلين”.
وأوضح الأطباء أن القسم لا تتوفر فيه أي إمكانيات أو أجهزة حتى هذه الساعة، وإن توفيرها يقع بالدرجة الأولى على عاتق المسؤولين في وزارة الصحة بحكومة الوفاق المرفوضة، وإدارة المستشفى، مؤكدين استعداداتهم للخضوع للتحقيق والمساءلة، لتقديم الأدلة والبراهين أمام النائب العام.
وتابع البيان: “نحن كعاملين ومن منطلق واجبنا الإنساني والمهني، قد اخترنا عن طيب خاطر بأن نقدم أرواحنا فداء لمواجهة مثل هذه الأوبئة الفتاكة منذ زمن، وبدون إمكانيات ولوازم طبية، وبدون حتى مرتبات لبعض الأطباء لأكثر من سنتين، وهذا شاخص للعيان وللمترددين على هذا القسم”.
وأوضح الأطباء أن مدير المستشفى؛ قد قام يوم الخميس الماضي بطرد رئيس القسم والكادر الطبي، والعاملين بالقسم والاستيلاء على مكتب رئيس القسم، وغُرف الأطباء عنوة، وذلك لمطالبة الكادر الوظيفي مدير المستشفى بالحد الأدنى لوسائل الحماية الطبية، والحد الأدنى من الأجهزة التي تستخدم في غُرف العزل التي لا وجود لها بالقسم، وذلك لتطبيق أساسيات مكافحة العدوى، حيث لا توجد به دورة مياه والماء منقطع عن القسم منذ يوم السبت الماضي.
وأكد الأطباء أن حالة الأولى تم إيوائها بتاريخ 22/3/2020، وذلك للاشتباه بإصابتها بفيروس “كورونا” المستجد، وتم البدء في العلاج منذ اللحظة الأولى والتعامل بمواد بسيطة تم جلب أغلبها من قبل الأطباء والعاملين بمجهود واجتهاد ذاتي، حيث تم أخذ العينات الثلاث من قبل أطباء القسم، منوهين أنهم يواجهون صعوبات كبيره في التواصل مع ذوي المسؤولية، وقد تم توصيل العينات عن طريق سيارات خاصة بالعاملين في القسم للمركز الوطني لمكافحة الأمراض، وأن كل ما قاله شقيق المريض صحيح من عدم وجود أدنى الإمكانيات لغرفة العزل.
ونوه الأطباء أنهم لم يتغيبوا؛ وإنما تم طردهم من القسم من قبل مدير المستشفى، الذي أخل بالاتفاق الذي ينص على نقل الحالة المؤكد تشخيصها بفيروس كورونا لمكان العزل الصحيح، حيث إن قسم السارية لا يمكنه عزل هذه الحالة، لأنه يقدم الخدمة لفئة من المرضى من مرض نقص المناعة، والأمر موثق ومسجل في مذكرة خاصة في الوزارة.
ودعا الأطباء القنوات الإعلامية التي تثير هذه “الإشاعات” بأحقية الرد على كل هذه المعلومات، وإلا سيضطرون للمساءلة القانونية لكل من يُروج هذه الإشاعات وتشويه صورة الكادر الطبي والإداري بقسم الأمراض السارية بمستشفى طرابلس المركزي، وهذا الأمر يمس ويهين كل الكادر الطبي على ربوع البلاد، بحسب تعبيرهم، مؤكدين أنهم محتفظين بتصعيد مطالبهم المشروعة لمنظمة الصحة العالمية والجهات القضائية.
وطالب الأطباء بالاعتذار رسميًا لرئيس قسم الأمراض السارية، ولجميع العاملين فيه، مؤكدين عدم صلاحية القسم في هذه الوضعية لمواجهة جائحة بهذا الحجم، أو إيواء أي حالة اشتباه مستقبلا لعدم توفر الإمكانيات من جهة، ولوقوعه داخل المستشفى العام الذي يعج بالمرضى والموظفين والمترددين وعدم تعريض المشتبه بهم للتهلكة.
في تقرير سابق نشرته وكالة الأنباء الليبية، قد أكد أطباء من مستشفى طرابلس المركزي بقسم الأمراض السارية – في تصريح لوكالة الأنباء الليبية – الخميس الماضي، بأن توفير الحماية للأطباء، هو أولوية قصوى، مؤكدين أن الكمامات والقفازات والألبسة الواقية شبه غائبة عن المستشفى المركزي، وتأكيدًا لذلك تحصلت وكالة الأنباء الليبية على تسجيل فيديو من مصدر طبي فضّل عدم ذكر أسمه من داخل غرفة العناية بقسم الأمراض السارية بمستشفى شارع الزاوية، يُوضح فيه نقص الإمكانات وعدم استعداد القسم لمجابهه الفيروس.
ويُظهر فيديو المقتضب؛ خلو المستشفى من أبسط الإمكانات التي تمثلت في انعدام مياه الغسل، والكحول الطبي، حيث يُوضح الفيديو المصور صباح يوم الخميس، الانقطاع الكامل للمياه، وعدم توفر الكحول طبي، واستخدام المنظفات بمجهودات ذاتية، وظهر ذلك واضحًا باستخدام المنظفات عبر أكواب المشروبات الساخنة.
كما ظهر بالفيديو المصور عدم وجود حالات بقسم الأمراض السارية، فضلا عن تواجد العناصر الطبية وطبية المساعدة أيضًا، بحسب المصدر؛ فإن حالات الإيواء قد خرجت من القسم بعد التنسيق مع ذويهم خوفًا عليهم من العدوى، وتم استبعاد كافة الأطقم الطبية، واستبدالهم بمجموعة من الأطباء المتطوعين والمُتدربين من منظمة الصحة العالمية، لأسباب غير مدروسة بحسب المصدر.
وقد أعلن قسم الأمراض السارية بمستشفيي طرابلس المركزي مساء يوم الجمعة، عن تنظيم هذه وقفة الاحتجاجية أمام القسم يوم الأحد – عبر صفحة الرسمية على تمام الساعة 10 صباحًا، على خلفية هذه الأحداث. (وال- طرابلس) أ ف/ ر ت