روما 30 مارس 2020 (وال)- كشف مجموعة من الخبراء الصينيين سافروا إلى إيطاليا لتقديم المشورة لنظرائهم الطليان، إن إيطاليا تحتاج إلى التحول إلى الحجر الصحي الجماعي، لمرضى فيروس “كورونا” الجديد، الذين يُعانون من أعراض خفيفة بدلا من السماح لهم بالعزل في المنزل.
وقال رئيس قسم الجهاز التنفسي بمستشفى غرب الصين التابع لجامعة سيتشوان ليانغ تسونغ آن، إن الأطباء في ووهان ارتكبوا نفس الخطأ في وقت مُبكر من تفشي فيروس “كورونا” الجديد.
فمع بدء المرض في ووهان، تم إدخال المرضى المصابين بأعراض خطيرة إلى المستشفيات، فيما أوصى الأطباء في ذلك الوقت، بأن يعزل الذين يُعانون من أعراض خفيفة أنفسهم في المنزل، وذلك جزئيًا للحد من الضغط على نظام الرعاية الصحية.
وفي ذلك الوقت، لم يكن من المفهوم جيدًا كيف يمكن أن يكون الفيروس مُعديًا حتى لدى أولئك الذين لا يبدو عليهم المرض الشديد، لكن الباحثين يعرفون الآن أن أولئك الذين يُعانون من أعراض خفيفة، ويطلب منهم البقاء في المنزل عادة ما يُخاطرون بنقل الفيروس إلى أفراد الأسرة، وكذلك إلى الآخرين خارج منازلهم حيث لا يزال البعض يتنقل بحرية، بحسب ما أفاد موقع وكالة “بلومبيرغ”.
وكشفت صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية اليوم الإثنين، إن حملة تنفيذ الإجراءات الصارمة بحق منتهكي قواعد الإغلاق التي جرت يوم السبت، أدت إلى القبض على حوالي 50 شخصًا تبين أن إصابتهم بفيروس كورونا “إيجابية”، ومع ذلك فقد خرجوا إلى الشوارع بدلا من البقاء في المنزل.
وكانت ووهان بدأت الحجر الصحي لجميع الحالات المعتدلة في المستشفيات المؤقتة لاحقًا، وهي خطوة ساعدت على إبطاء انتشار الفيروس بشكل كبير، ونجحت المدينة في احتواء تفشي المرض بنجاح.
وبحسب ليانغ؛ فإن فريقه نصح إيطاليا بإتباع خطوات الصين في عزل المرضى الذين يُعانون من أعراض خفيفة عن أسرهم.
ووفقًا للباحث في المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها وعضو فريق الخبراء الصينيين شياو نينغ، فقد أظهرت دراسة أجريت على إحدى المقاطعات الصينية؛ أن 80 في المائة من الإصابات الجماعية، نشأت من الأشخاص الذين أُمروا بالراحة في منازلهم.
وأوضح ليانغ أن العائلات الإيطالية عمومًا؛ تعيش في شقق أكثر اتساعًا من شقق ووهان، ومع ذلك هناك أدلة متزايدة على إن عائلات بأكملها تُصاب بالعدوى من شخص مريض في وسطها، رغم محاولات عزل المصابين في غُرف منفصلة.
وتجاوز عدد ضحايا فيروس كورونا في إيطاليا 10000 حالة وفاة حتى اليوم الإثنين وهو الأعلى في العالم، كما أنه أعلى من ضعف الوفيات في الصين.
وأرجع ليانغ ارتفاع عدد الوفيات؛ يرجع بشكل رئيسي إلى كبار السن في إيطاليا، مضيفًا أن الكثيرين لم يسعوا للحصول على رعاية طبية بعد أن ثبتت إصابتهم بالفيروس وتوفوا في المنزل.
لكن شياو أشاد بنظام الرعاية الصحية في إيطاليا، قائلا إن المستشفيات تعتني جيدًا بمرضى الفيروس، رغم أنها تُعاني من نقص في معدات الحماية، وأوضح أنه في حين كانت المحاولات السابقة لإغلاق البلاد، وإبقاء الناس في منازلهم متساهلة للغاية، فإن تحرك إيطاليا لإرسال الجيش للشرطة في الشوارع اعتبارًا من 22 مارس قد يُمثل نقطة تحول على الأرجح.
وبيّن شياو أن إيطاليا ربما وصلت إلى ذروة تفشي الفيروس بالفعل، بعد تلك الإجراءات الصارمة لفرض الإغلاق وتقييد تحركات الناس، مشيرًا إلى أنه إذا استمرت هذه الإجراءات، ستنخفض الإصابات الجديدة بشكل ملحوظ.
واختتم شياو حديثه قائلا إنه على الرغم من وجود تقديرات متفائلة ومتشائمة بشأن الوباء، لكنه لن يستمر إلى ما لا نهاية، مضيفًا “لقد أدرك العالم بأسره هذه المشكلة ويعمل على حلها، وهذه علامة جيدة”. (وال- روما) ر ت