البيضاء 18 أكتوبر 2016 (وال) – أصدرت اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بليبيا تقرير بشأن ما ورد بتقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف ” بشأن الوضع التعليمي في ليبيا.
ورد أمين عام اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بليبيا الأستاذ مرعي أحمد آدم الطيار على التقرير الذي أوردت به عدة نقاط والتي كانت أهمها :
– أن هناك قلقاً كبيراً حول التأخير في بدء العام الدراسي الحالي ، وما سيترتب عنه من ضغط في الوعاء الزمني للحصص الأسبوعية ، وكذلك اضطرار المعلمين إلى الإسراع في عمليات الشرح والتدريس محاولة منهم لإكمال المقررات الدراسية ، ما سيؤدي بالعملية التعليمية لفقدان مضمونها ، وعدم قدرتها على تحقيق الأهداف المنوطة بها .
– أن الكثير من المباني المدرسية تضررت بسبب الحروب الدائرة ، عدا الإدارات الحالية غير قادرة على القيام بأعمال الصيانة والإنشاء ، وتوفير المستلزمات التعليمية والمرتبات وغيرها ، بسبب العجز المالي، وعدم وجود ميزانيات لديها.
– عدم انتظام سير العملية التعليمية في العديد من المناطق بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة.
واستنكر الطيار في بيان صادر عن اللجنة ما ورد بتقرير منظمة اليونيسيف، تؤكد أن هذه المعلومات غير دقيقة، لأن مصادرها غير محددة ، فمنظمة اليونيسيف لم تتصل في مطلق الأحوال باللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في ليبيا ، الممثل الدائم لكل من اليونيسكو ، والأليكسو ، والإيسيسكو ، فهي تُعد حلقة الوصل بين هذه المنظمات الثلاث وبين أجهزة الدولة المختلفة المهتمة بشؤون التربية والثقافة والعلوم ، وهي أيضاً التي تزود المنظمات والهيآت والمؤسسات والأفراد بالمعلومات اللازمة عن الأنشطة التربوية والثقافية في ليبيا.
وعبرت اللجنة في بيانها عن استغرابها لما جاء في التقرير، مؤكدة أن هناك ثمة مثالب ومصاعب في العملية التعليمية بليبيا ، لكنها ليست بالقدر الذي أوردته اليونيسيف في تقريرها .
وأوضحت اللجنة أن التأخير في بداية العام الدراسي الحالي هو تأخير بسيط ؛ ففي الثالث والعشرين من أكتوبر الجاري ستبدأ الدراسة في كل المؤسسات التعليمية بليبيا ، بما فيها تلك التي تقع في أماكن المواجهات مع الإرهاب إذ إنه تم مراعاتها وتعويض طلابها بمقار دراسة أخرى في أماكن أخرى، ومن ثم لن تكون هناك أية ضغوطات على المعلمين، أو إلغاءات لبعض المفردات في بعض المقررات، بل إن هناك توجيهات صدرت في بعض البلديات بتوحيد الامتحانات في المراحل التعليمية المختلفة ، ما يؤكد أن المناهج والمقررات سيتم تدريسها كاملة في كل المراحل الدراسية وبكل المدارس.
وأشارت اللجنة إلى أن كل القيادات التربوية والمعلمين والمشرفين التربويين، ومن له علاقة بالعملية التربوية مقتنعون تماماً بأهمية تحقيق العملية التعليمية لأهدافها المبتغاة بالطرق التربوية السليمة، وبما يتسق و قيم المجتمع الليبي وأهدافه ومثله ومعتقداته ” فأهل مكة أدرى بشعابها ” .
وبينت اللجنة أن القول بأن الوزارات غير قادرة على تلبية متطلبات العام الدراسي قول غير موضوعي، حيث إن الإمكانات موجودة ومتوافرة بدءاً من المقار الدراسية ومروراً بالكتاب المدرسي، وانتهاءً بأعضاء الهيأة التدريسية والمرتبات، وإن كان ثمة نقص فهو بنسب بسيطة ومتفاوتة، أسوةً بما هو موجود في العالم قاطبة، وليس كما جاء بتقرير منظمة اليونيسيف .
وأكدت اللجنة على لسان الطيار أن الدراسة بكل مدن ليبيا وقراها ستبدأ في الموعد المحدد، وسيلتحق الطلاب بمدارسهم ومقارهم في ذاك الموعد، باستثناء مدينة سرت، التي هجرها سكانها منذ العام 2011م خارج ليبيا وداخلها، والفئة الأخيرة موزعة على بعض المدن الليبية، ويسري على أبنائها ما يسري على نظرائهم بهذه المناطق والمدن، وعلى الرغم من ذلك فالمسؤولون في التعليم يناقشون حالياً الطرق والبدائل التي ستتم بها الدراسة في هذه المدينة في أقرب وقت .
وأضافت اللجنة أن رجالات التعليم في ليبيا وكذلك الساسة والمهتمين يبذلون قصارى جهدهم لإدارة العملية التعليمية، مستخدمين في ذلك الأساليب العلمية الحديثة في إدارة الأزمات، في كل الخطوات والحلول ، وهذا في حد ذاته جهد ينبغي أن يُشاد به ، لا أن يتم تجاوزه، والتغاضي عنه، وعدم الإشارة إليه.
واختتم اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بليبيا بالقول “إننا على يقين بأن التاريخ الطويل لمنظمة اليونيسكو العالمية الحافل بالإنجازات، والمتسم بالموضوعية والحيادية والقدرة الكبيرة على تقديم الحلول بدلاً من إبراز المثبطات والمشاكل ، سيجعل من هذه المنظمة سنداً قوياً لليبيين في محنتهم ، مزوداً إياهم بالخبرات والإمكانات لكي يتجاوزوها “. (وال – البيضاء) ع م