طبرق 18 أكتوبر 2016 (وال) – تحصلت وكالة الأنباء الليبية على كلمة رئيس مجلس النواب، القائد الأعلى للجيش الوطني المستشار عقيلة صالح عيسى التي ألقاها خلال زيارته اليوم الثلاثاء للكلية العسكرية بمدينة طبرق .
والتي جاء فيها “الحمـد للـه رب العالمين ؛ نحمده ونشكره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، والصلاة والسلام علي صفيه من خلقه، وخاتم أنبيائه ورسله، سيدنا محمد، وعلي آله وصحابته، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ……
أبناؤنا الأشاوس، قادة، وضباط، وضباط صف، وجنود، السادة ضيوفنا الكـــــــــرام ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،
أن السعادة تغمرنا، والفخر والاعتزاز يملأ قلوبنا، وتلهج بالحمد والشكر لله ألسنتنا ، فهو ، سبحانه وتعالي ، صاحب الفضل والنعمة علينا ؛ لنري نواة جيشنا الوطني قد أصبحت حقيقة حية، رغم أنف المكابرين والظالمين، وهيأ لتحقيق ذلك، رجالا بررة ومواطنين أحرارا ، تتقدمهم قيادة واعية رشيدة، خبيرة وحكيمة وشجاعة، واجهت كل المخاطر والصعاب، والكيد داخليا وخارجيا، للحيلولة دون بناء هذه المؤسسة الوطنية، التي تحمي أهلنا ، وتحافظ علي أمننا ، وتذود عن أعراضنا ، وتتصدي للإرهاب والتطرف الذي جاء لتدمير بلادنا وتضييع مستقبلنا وطمس تاريخنا وتغيير مسار حياتنا .
السادة الأفــاضل ،،،
إن التاريخ يعيد نفسه، وهذا الإنجاز العظيم ؛ جاء لإحياء دور الجيش الليبي العريق ؛ الذي تم تأسيسه في أوقات عصيبة ، كانت تعيشها بلادنا ، ويواجه فيها آباؤنا وأجدادنا ظلم الاستعمار الإيطالي ، والتعرض لقتل هويتنا ، طمس تاريخنا ، وضم بلادنا لتصبح الشاطئ الرابع لإيطاليا ؟! عندما تم بناء الجيش السنوسي بالمهجر ؛ بأرض الكنانة مصر المباركة ، في 8 أغسطس 1940م بمنطقة أبو رواش ؛ عند الكيلو 9 بمدخل القاهرة ، القاهرة !. تحت قيادة القائد الأعلى ( ادريس المهدى السنوسي ) أمير برقة، رحمه الله ، وملك المملكة الليبية المتحدة ، وهو الجيش الذي شارك الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ، ضد النازية والفاشية ، لتحرير ليبيا ، من الاستعمار والعبودية ؟! .
لقد كان دور ذلك الجيش مميزا ، وقد اعترف الحلفاء ، سياسيين وعسكريين ـ بذلك الدور ، وأشادوا بأثره في الانتصار الكبير الذي تم في الشمال الافريقي ؟! . إن هذه المشاركة التي أثبتت عروبة هذا الوطن ، وشجاعة هذا الشعب ، ورفضه للاستعمار ، وتضحياته من أجل حريته واستقلاله وتقرير مصيره ؛ كانت سببا مباشرا في انتزاع استقلال ليبيا بصدور قرار هيئة الأمم المتحدة رقم ((289 / 4)) الصادر في 21 نوفمبر 1949 م ؛ القاضي باستقلال ليبيا كدولة موحدة تحت هذا الاسم لأول مرة في التاريخ ؟ .
إن ذلك الجيش الذي كان تعداده أحد عشرة ألفا وتسعا وسبعين جنديا ، (11079) بالإضافة إلى ست وتسعون ضابطا، ( 96 ) هو الجيش الذى كان نواة للجيش الليبي، فيما بعد ، ليشمل كل الليبيين، وأصبح مثالا للانضباط والوطنية .
إن ما أراه أمامي الآن ؛ يثلج الصدور، ويعيد إلينا ثقتنا في أنفسنا، ويحي فينا الآمال؛ لبناء جيش قوي محترف، لكل ليبيا والليبيين، وتكون هذه الوجوه النيرة أساسا متينا لبنائه، وسيكونون ـ بإذن الله ـ خير خلف لخير سلف .
ابنائي الطلبة انتم قادة المستقبل وتقع على اعتاقكم بناء الجيش وحماية الوطن فجدوا واشتهدوا والتزموا بالضبط والربط العسكري واحترام قادتكم وعلموا أن كل ذرة عرق في التدريب توفر عليكم نقطة دم في المعركة.
أنا ما قام به جنودنا البواســـل …
من دفاع عن شرف هذا الوطن ، والتصدي للإرهاب والتطرف ، وتضحياتكم الجسيمة في سبيل أمن بلادكم ، ودحر وطرد المفسدين عنها ، ليسجله التاريخ بمداد من ذهب ، ولابد لنا ـ جميعا ـ أن نحي قائد هذا الجيش ” المشير خليفة بالقاسم حفتر” الذي كان وراء هذه النواة ، وبفضل الله ونصره ، وسواعد أبنائه وإخوته ، ضباط وصف ضباط ، وجنود هذه الكتائب الصادقة الوعد ؛ وصلنا إلي ما نحن فيه من قدرة علي مواجهة أحداث كثيرة ومخططات أكثر ، ومطامع أوسع ؟!. ويحق لنا أن نحتفل ونشيد بإنجازاتهم وانتصاراتهم ، رغم كل الظروف والعراقيل ، وحظر السلاح ، ودعم التطرف والإرهاب ، للحيلولة دون بناء مؤسسة عسكرية وطنية حقيقية ؛ كانت ستشكل لهم مانعا دون تحقيق مآربهم وتنفيذ مخططاتهم ؟!
أبنائي الكرام ، ضيوفنا الأفاضل …
إن ما يدور الآن في طرابلس؛ خير رسالة وأبلغها ، للتعبير عن الخطأ الجسيم في تناول الملف الليبي ، وعدم معالجته بأمانة وصدق وتعمق ! ودعوة صريحة ؛ لمن يخلص ويؤمن بالحق والعدالة ونشر السلام والأمن والاستقرار .
إننا ما زلنا ، نأمل ، أن يراجع المجتمع الدولي نفسه ، ويعيد حساباته ، ويقيم الأوضاع بأمانة وشفافية ، ويعيد كل بذرة إلي تربتها ، ويتعامل مع التاريخ والجغرافيا ، ومن خلال الحاضر لابد من الرجوع إلى الماضي ؛ لبناء المستقبل ؛ فإن لكل بيئة مناخ ، ولكل مناخ بذرة ، ولكل بذرة تربة ؟؟! .
السادة الأفاضــل …
إن الأخطاء التاريخية؛ هي سبب مشاكل هذا العصر ! وتكرارها وتعمد فرضها؛ تكرار للحروب والتدمير والخراب، في سبيل الوصول إلي مصالح بعينها، تتطلع لها القوي العظمي ، علي حساب حياة وأمن وسلام الآخرين ! . فمن يريد عولمة صحيحة، وأمما متحدة حقيقية ، ومصالح متبادلة؛ فإن العدالة والمساواة ، وبسط السلم، وإحقاق الحق، كل ذلك كفيل ببروز مجتمع دولي خال من الظلم والسيطرة والتحكم .
العميد ،،، آمر الكلية العسكرية : ــ
أشكركم علي هذه الدعوة الكريمة؛ التي جمعتنا بأبنائنا ومستقبل بلادنا ، وضيوفنا جميعا وننتهزها مناسبة طيبة، لشكر جيشنا الفتي عن هذه الإنجازات، ونتمنى لهذه الكلية كل النجاح والتوفيق؛ لإعداد الكوادر المؤهلة لبناء الجيش الذي نحلم به ونسعى لإقامته .
كــــــما نشـــــكر الضباط وضباط صف وجنــــود القائمين على تدريب طــــــلاب هذه الكلية
أكرر لكم خالص الشكر، داعيا الله أن ينصرنا بقوته، وأن يرعانا بحفظه، وأن يحرسنا بعينه، وأن ينير لنا طريق الحق والخير لخدمة بلادنا، وإسعاد شعبنا . ( وال – طبرق)