بنغازي 03 أبريل 2020 (وال) – هل تجد نفسك تتسابق إلى الثلاجة لتناول حصص متتالية من الأكل دون توقف؟ لا داعي للقلق، فهذا رد فعل طبيعي للجسم عند مقاومته لحالتي القلق والإحباط اللتين تضاعفان بسب أزمة كورونا، وهو ما يُعرف باضطرابات (الأكل العاطفي).
الأكل العاطفي Ematinal eating: هو عبارة عن صورة من الاضطرابات النفسية التي تنعكس على العادات الغذائية، سواء في شكل زيادة الرغبة لتناول الأكل، أو الامتناع عنه لفترات طويلة، ووفق أخصائية التغذية العلاجية، وريدة الشاوش : الشكوى الأكثر انتشاراً خلال الفترة الجارية هي دورة الأكل الزائد، والمشكلات المرتبطة به، مثل زيادة الوزن.
وأوضحت الشاوش، أن ازدياد الشعور بهذا السلوك في الآونة الأخيرة يعود إلى حالتي الإحباط والقلق اللذين يعيشهما الجميع حالياً بسبب أزمة (كورونا)، إذ يفرز المخ مواد كيماوية تخفض النواقل العصبية المرتبطة بالسعادة، مثل الدوبامين والسيروتونين، لذلك يلجأ كثيرون إلى تعويضها عبر الأكل، وهو ما يطلق عليه عليماً (الأكل العاطفي).
وفى استطلاع إلكتروني للرأي أجرته وكالة الأنباء الليبية عبر التواصل الاجتماعى”فيسبوك” بمشاركة 43 صوتاً، بينت النتائج أن 74% من المشاركين يعانون من اضطراب سلوك الأكل العاطفي، أو الجوع الزائف، في حين 26% من المشاركين؛ أكدوا أنهم يعانون من فقدان للشهية بالتزامن مع أزمة كورونا .
وترى المُختصة وريدة الشاوش، أن انتشار اضطراب (الأكل العاطفي) مؤخراً ليس بغريب بالتزامن مع نقل الأشخاص إلى الحجر المنزلي، وتوقف جميع الأنشطة اليومية بشكل مفاجئ، فالقلق يدفع المخ لإفراز الكورتيزول الذي يشعرنا بالجوع الزائف، مما يؤدي إلى تخزين الدهون في منطقة البطن والسمنة.
وللتفرقة بين الجوع الجسدي الطبيعى والجوع العاطفي هناك عديد الإشارات للتفرقة بين حاجة الجسم للأكل وبين (الجوع العاطفي) لأن الشعور بالجوع بشكل مفاجئ، يعد مؤشراً للجوع الزائف أو العاطفي، لأن عملية الهضم والتمثيل الغذائي تتطلب وقتاً حتى نصل إلى مرحلة الجوع الحقيقي، كما أن اشتهاء عناصر معينة في الأكل، مثل السكر أو الأكلات الدَّسمة بشكل مفاجئ يعد مؤشــــراً آخر للجــــــوع الزائف.
وتحذر المختصة من تحوُّل الأكل العاطفي إلى إدمان ويصعب السيطرة علية، مشيرة إلى أنة (لا يُعد حالة مرضية) بل هو اضطراب سلوكي مؤقت، لكن إذا امتدت أعراضه وأصبح يلازم الشخص طويلا، فهو مؤشر يدعو إلى القلق من احتمالية تحوله إلى مرض نفسي وعضوي يتطلب العلاج منه.
وتابعت بما أنه – الأكل العاطفي- (لا إدارياً) ، فإن علاجه يتطلب تعلم استراتيجيات تجنب العاطفة مثل تسجيل يومي لكمية الأكل في مذكرة، مع تدوين وقت الأكل والكميات كذلك، إلى جانب تناول حصص متفرقة من الوجبات، من أربع إلى سبع وجبات صغيرة على مدار اليوم، بجانب تناول مزيد من السوائل، كون السوائل تشغل جزءًا من المعدة، من ثم تشعر الفرد بالشبع، بالإضافة إلى فوائدها في ترطيب الجسم للحد من التوتر.
وأردفت أن السيروتونين هو الهرمون الرئيسي لكسب السعادة إذ يحسن المزاج، ويمنع الاكتئاب، ويعتبر ناقلاً عصبيا ومحسن للعاطفة والإدراك، حيث يؤدي انخفاض مستواه في الجسم إلى الشعور بالاكتئاب، والغضب، والصداع النصفي، وصعوبات النوم، وزيادة استهلاك الكربوهيدرات.
ولزيادة مستوي هرمون السيروتونين في الجسم، يجب التعرض الكافي للشمس، وممارسة الرياضة مثل الممشى أو الرقص، والحد من تناول السكريات، الاهتمام بأخذ الجسم كفايته من فيتامين B2وB6وC.
فضلاً عن تذكر الذكريات السعيدة، بهدف رفع معدل هرمون السير وتونين، إلى جانب قضاء أوقات ممتعه مع الأهل داخل المنزل، بعيدا عن متابعة الأخبار المزعجة المُتعلقة برفع حالتي التوتر والقلق .(بنغازي- وال) أ ف