بنغازي 12 أبريل 2020 (وال) _ يناشد الكثير من المواطنين من ذوي الدخل المحدود، وأصحاب القطاع الخاص، الجهات المسؤولة للنظر إليهم، والوقوف إلى جانبهم، بعد ما توقف الكثير منهم على مزاولة أعمالهم الحرة، التي كانوا يقتاتون منها، وكسب رزق كل يوم بيومه، حيث سبب إغلاق الكثير من المحال، والأسواق، وتوقف التجارات المختلفة، إلى خلق أزمة معيشية صعبة، بسبب فرض حظر التجول في البلاد كإجراء إحترازي لابد منه لمكافحة جائحة “كورونا”.
حيث ألقت هذه الأزمة بظلالها على الحالة الاجتماعية السيئة التي يعيشها الكثير من المواطنين، والذين تأثر مستوى عيشهم بأزمة هذا الوباء، الأمر الذي أثقل على كاهل الليبيين تزامنا بإستمرار أزمة السيولة منذ سنوات.
وعبر الشاب (م.م) العامل في محل لتغيير الإطارات، “بأن هذا العمل هو المصدر الرئيسي لكسب رزق يومي، وأني كل يوم أصطدم برجال الأمن الذين يطلبون مني إقفال المحل، والالتزام بحظر التجول، ولكنهم لا يعلمون بأني إذا توقفت يوم واحد فقط فإني أعجز تماما على إعالة أسرتي وتلبية إحتياجاتهم الأساسية”.
ويقول الشاب (خ. ح) العاطل عن العمل،” بأنه هذه الأزمة أثرت بوضعي المعيشي بشكل كبير جدا، وعبر بأن حالته الان” تحت الصفر” على حد قوله، حيث كان الوضع مختلف قبل أزمة “كورونا”، وحظر التجول، حيث كنت أعمل كسائق أجرة بسيارتي الخاصة، والتي أجني منها ما يكفيني للمضي بالحياة العامة.
وأكدت ربة المنزل (أ.خ) أن أزمة “كورونا” أثرت سلبا في المستوى المعيشي ليدها خاصة أنهم ليس لديهم دخل ثابت ويعتمدون على الأعمال الحرة لكسب قوت يومهم، فعبرت “أزمة كورونا جوعتنا”، وصعبت الحياة علينا، وألقت اللوم على التجار الذين أستغلو هذه المحنة بشكل كبير حسب قولها.
وقالت المواطنة (س.س) بالرغم من أنني أتمنى إستمرار فرض حظر التجول خوفا من إنتشار هذا المرض، لكنه أثر كثيرا علينا فالأسعار إزدادت الضعف، والمرتبات لا تكفي أبدا في هذا الوقت.
وقال المواطن (أ.ع) أزمة فايروس “كورونا” كان لها أثر سلبي كبير جدا، وإنحدار سريع في مستوى المعيشة لدى المواطن ذو الدخل المحدود، مؤكدا أن هذه الأزمة أثبتت هشاشة أركان الدولة وفشلها في إدارة الأزمات.
و بهذا الشأن تواصلت _وكالة الانباء الليبية_ مع الخبير الإقتصادي الأستاذ سعيد رشوان والذي أفاد أن الوضع الإقتصادي الليبي وبالتزامن مع الأزمة الليبية، يعتبر حالة خاصة، من ناحية المستوى المعيشي والتضخم وتدنى الدخل، ونقص السيولة وعدم التصرف الرشيد لمسؤولي القطاع المالي العام في المصارف كلها عوامل ساهمت في عدم تحمل البلاد أزمة جديدة كأزمة انتشار وباء “كورونا” في وضع سيئ.
وتابع رشوان، أن ما يحصل الأن نتيجة “كورونا” هو تأثر السوق الليبي، بتأثر السوق العالمي، وكون أن إقتصادنا إقتصاد تابع وغير مستقل، ومكونات الصناعة المحلية ضعيفة جدا، وبالتالي فإن أي طارئ يحصل في العالم يؤثر بشكل كبير على إقتصادنا، من نقص المواد الغذائية، والسلع، وموارد هامة أخرى، لأننا ليسنا منتجين، وإقتصادنا تابع وليس ريادي.
وأكد “أنه عند حصول إضطرابات، ومشاكل، والحروب، في العالم، يلحق بذلك، نهضة إقتصادية جيدة، وحيث أن الأزمات تعتبر من محفزات الإقتصاد، وأن الوضع لدينا، ليس بالسيئ جدا حسب تقديري للمشهد، وأننا سنشهد إنتعاش إقتصادي ونهضة إقتصادية كبيرة وتحسن الوضع، فور إستقرار الوضع لدينا”.
وحول ما إذا كان توقف تصدير النفط في البلاد، أوضح الخبير الإقتصادي رشوان، أن أسعار النفط الأن متدنية، ومنخفضة الطلب، حيث أن النفط يعتبر الثروة الرئيسية للبلاد، فإذا قمنا بالتفريط بيه بهذه المخزونات بسعر منخفض، سيزيد سوء الوضع، وأنه بغض النظر عن الصراع الأساسي على النفط قبل جائحة “كورونا”، فجاء إيقاف تصدير النفط بالحدث الجيد لصالح مصلحة البلاد، وأن القيام بتخزين الإنتاج الآن أفضل من تصديره.
وبالالتفاف إلى ما يعيشه المواطن ذو الدخل المحدود من صعوبات حالية حمل الخبير الاقتصادي الأستاذ رشوان، مسؤولية هذا الوضع، لسوء التعامل و إفتقار التعامل الحكيم لسياسة الأزمات من جانب الحكومات والجهات المسؤولة، والتي يقع على عاتقها تسلم زمام الأمور، ومساندة المواطن، وخاصة أصحاب القطاع الخاص، وأن تكون الدولة يقظة، لمن يستصعب عليه الحصول على قوت يومه بسبب توقف الحياة وحظر التجول، في بالبلاد، وتخصيص مبالغ معينة أو خدمات حياتية من شأنها تخفيف العبء عليه.
و أكد رشوان، بأن المخزون السلعي في بالبلاد، ومخزون الغذاء لدينا كبير وكافي، ولكن من المهم للدولة أن تعمل على تفعيل برامج لتعويض الناس، وكل من فقد وظيفته، بسبب الوضع الطارئ الذي نعيشه اليوم.
و لخص الخبير الإقتصادي سعيد رشوان، حديثه _ لوكالة الأنباء الليبية _ بالرجوع إلى قاعدة البيانات وحصر أكبر عدد من الحالات المتضررة خاصة من القطاع الخاص، ومعرفة قدرتهم على تدبر أمور عيشهم اليومية وبناء على ذلك، يتم إتخاذ التدابير اللازمة، ولابد من توحيد المؤسسات وصنع خريطة وإستراتيجية ولجنة أزمة للتعامل هذه المشكلة، مضيفا أن الشيء المطمئن إننا مجتمع يمثل صورة قوية جدا للتكافل الاجتماعي، والمساعدات الإنسانية بيننا. (وال _ بنغازي)