الجبل الأخضر 31 مايو 2020 (وال) – أكدت جمعية ليبيا الجديدة على لسان مدير برامجها، قاسم القطعاني، أن الحرائق في منطقة الجبل الأخضر، هي ظاهرة شائعة، و شيوعها يزداد سنة بعد سنة، وأن فريقاً من الجمعية التقى اصحاب المزارع المتضررة من الحرائق في الفترة الماضية، وذلك في إطار متابعتها واستكمالاً لرؤية مشروع اعادة تأهيل غابات الجبل الأخضر .
قاسم أوضح ، أن الحرائق في غابات حوض المتوسّط تُعرف بالحرائق الموسميّة، وأن النشاط البشري، يتسبب تقريباً في 70% من الحرائق حول العالم، مشيراً إلى أنه في الفترة بين 14 و 20 مايو الجاري، ارتفعت درجة الحرارة في منطقة الجبل الأخضر لمستويات عالية .
وأضاف قائلاً ” و مع حلول موسم الحصاد لأغلب محاصيل المنطقة من القمح والشعير، كان المختصّون يتوقعون حدوث حرائق في غابات ومزارع المنطقة، وبالفعل حدث ما كان متوقّعاً، واندلعت الحرائق في 3 مناطق رئيسيّة وهي: الوسيطة و البلنج و الحنيّة، و بإجمالي عشرة بلاغات و بمساحة تُقدّر ب10 هكتار في المُجمل .
ونوّه إلى أن بوجه عام لم تكن الحرائق بالغة الضرر، وذلك لسرعة استجابة جهاز الدفاع المدني، وكذلك تكاتف أصحاب المزارع ومن جاورهم في إطفاء هذه الحرائق، مؤكداً أن الأمر لم يكن سهلاً، لأن الحرائق عادة تستغل الحرارة التي اكتسبتها التربة في وقت الحريق لمعاودة الإشتعال مرّة أخرى .
وقال مدير البرامج في جمعية ليبيا الجديدة إن “عدد 300 ألف هكتار تقريباً هي إجمالي مساحة مزارع الجبل الأخضر”، لافتاُ إلى أن تاريخ هذه المنطقة حافل بالحرائق، ومن بينها حريق الوسيطة الذي اندلع في 17 موقعاً، وبإجمالي مساحة وصل إلى 5400 هكتار سنة 1988، وحريق منطقة مرقص ولاثرون سنة 1996 الذي التهم حوالي 2000 هكتار من الغابات و المزارع .
وأشار قاسم إلى أن “حرائق المحاصيل عادةً ما تكون أقل ضرراً من الغابات، لأنها تدوم لوقت أقل، وأن هذا يحمي التربة نوعاً ما من الضرر الدائم، فأغلب التُرب في منطقة الجبل الأخضر هي من رتبة Alfisol و Mollisol، وهي تُرب لها مُحتوى طيني عالي نسبيّاً .
وختم قاسم “إذا كان الحريق شديداً وامتد لفترة زمنية طويلة نسبياً, فإن التُربة التي تحوي نسبة كبيرة من الطين سيحدث لها ضرر غير قابل للاستصلاح في المعادن, و بالتالي ستحتاج المنطقة وقتاً طويلاً لتمم عملية تكوين التربة فيها من جديد” .
يشار إلى أن جمعية ليبيا الجديدة، هي جمعية تهتم بالبيئة و بالموارد الطبيعيّة, وقد قامت سنة 2019 بإطلاق مشروع إعادة تأهيل غابات الجبل الأخضر المُتضررة من الحرائق، بالتعاون مع جمعية صون الطبيعة، وقد تمّت أولى مراحل المشروع بنجاح، خصوصاً المرحلة المُجتمعيّة التي حاولت فيها الجمعية إقحام المُجتمع في المشروع، ليكون أداة التنفيذ الدائمة التي لا ينتهي دورها بإنتهاء مدّة المشروع . (وال – الجبل الأخضر)