إيطاليا 20 أكتوبر 2016 (وال)- شاركت عدد من أعضاء مجلس النواب في مؤتمر طرق إرساء قواعد الديمقراطية في ليبيا وإحلال السلام في حوض البحر المتوسط المنعقد في إيطاليا برعاية البرلمان الإيطالي ومنظمة منيرفا .
ونوقش خلال المؤتمر الذي حضرته سلطنة المسماري وعائشة الطبلقي وفوزية بوغالية وسعاد الشلبي وهناء بوذيب و سيدات من المجتمع المدني بالتنسيق مع آمال الحاج مجموعة محاور منها مايحصل في المنطقة الشرقية ودور القوات المسلحة في محاربة الإرهاب.
وقالت عضو مجلس النواب الليبي سلطنة المسماري خلال كلمتها في المؤتمر “رأيت أنه من الضروري ومن منطق مسؤوليتي كبرلمانية أسعى بكل جهدي ومعي العديد من زملائي وزميلاتي في البرلمان للوصول إلى إيجاد توافق وطني حقيقي من أجل إنهاء حالة عدم الاستقرار وانقسام المؤسسات في ليبيا .
وأضافت المسماري أن الموضوعية والبحث عن توافق حقيقي يتطلب أن تفهم الأمور حسبما يراها كل طرف حتى نتمكن من إيجاد فرصة حقيقية لتقريب وجهات النظر ونخرج بتوافق قوي وجاد.
وأشارت عضو المجلس في كلمتها إلى أن “وجود “داعش” ليس في مدينة سرت فقط صحيح أن مدينة سرت افترسها الإرهاب وقدمت تضحيات كبيرة من أجل محاربته من خلال قوات البنيان المرصوص،لكن درنة أيضاً فيها إرهاب وبنغازي أول مدينة ظهر فيها وجه الإرهاب القبيح حيث وصل عدد ضحايا الاغتيالات إلى أكثر من (500) ضحية مابين ضباط وطيارين و قضاة وحقوقيين ونشطاء رجال ونساء وأطفال، ولعل أبرز ضحايا الإرهاب عبد السلام المسماري وسلوى بوقعيقيص ومفتاح بوزيد وغيرهم ممن واجه التيار الإسلامي المتطرف، هذا بالإضافة إلى الإخفاء القسري لعدد من الشخصيات المناهضة للتطرف والإرهاب في ظل صمت مؤسسات الدولة آنذاك ( المؤتمر الوطني العام وحكومته)عما يحدث في بنغازي.
وتابعت المسماري “في بنغازي ودرنة القوات العربية الليبية المسلحة بقيادة القائد العام مشير ركن خليفة حفتر هي من تواجه الإرهاب في ظل إصرار المجتمع الدولي على عدم رفع حضر التسليح وعدم تقديم أي دعم، هذه القوات التي بنيت من عدم هي من حررت حقول النفط التي ضلت أكثر من أربع سنوات تحت سيطرة الميليشيات التي ابتزت المؤتمر الوطني والحكومات المتعاقبة، وأرجعت هذه الحقول إلى الليبيين فور تحريرها و تسليمها للمؤسسة الوطنية للنفط كونها الجهة الوحيدة المسؤولة عن قطاع النفط في ليبيا”.
وتقول عضو مجلس النواب في كلمتها “تردد اسم المشير ركن خليفة حفتر أكثر من مرة على لسان معظم المتداخلين ، ومنهم من اتهمه بأنه شخص انقلابي يسعى لاستنساخ تجربة السيسي في ليبيا، وهناك من يردد مصطلح الجماعات المسلحة التابعة لحفتر، فأقول لهم : المشير خليفة حفتر ليس زعيم عصابة وليس قائد ميليشيا هو القائد العام للقوات العربية الليبية المسلحة ومن منحه هذه الصفة هو مجلس النواب الجهة التشريعية الوحيدة في ليبيا، بعد أن أخذ مبادرة حرب الإرهاب في بنغازي، وما يجدر ذكره بهذا الخصوص أن القائد العام للقوات العربية الليبية المسلحة عندما قرر ورفاقه من أبناء المؤسسة العسكرية خوض المعركة ضد الإرهاب عقد عدة اجتماعات مع كل قبائل الشرق الليبي وطلب منهم الدعم وفعلاً تحصل على الدعم البشري والمادي من القبائل دون استثناء ثم التحق به عدد كبير من ضباط وجنود من كافة أبناء ليبيا المنتمين إلى المؤسسة العسكرية”.
وتواصل المسماري “المشير خليفة حفتر شخصية تحظى باحترام كبير لدى قطاع واسع من الليبيين وخاصة في الشرق الليبي، ومما عزز ثقة الليبيين فيه هو قدرته على إدارة حرب صعبة بمهارة وخبرة عسكرية أشاد بها كل من يفهم في العمل العسكري، كما أن تخليصه لحقول النفط من الميليشيات وإعادتها للمؤسسة الوطنية للنفط أعطى رسائل إيجابية لكل الليبيين في بقية أرجاء الوطن حتى لمن يختلف معه، إضافة إلى رغبته الواضحة والقوية لإعادة تنظيم المؤسسة العسكرية وإعادة بناء وحداتها ومرافقها ، حيث فتحت الكلية العسكرية للمشاة والكلية البحرية كما فتحت مراكز للتدريب العسكري، وكل ذلك تم بالتوازي مع خوض معركة شرسة ضد الإرهاب في ظل أسوء الظروف وبأقل الإمكانيات” .
وتابعت “أود القول بأن ليبيا بعد كل ما قدمه أبناؤها من تضحيات لن تقبل بغير المسار المدني الديمقراطي ولن تحكم إلا من خلال صناديق الاقتراع وأي اتهام للمشير ركن خليفة حفتر بأنه يسعى لإنتاج دكتاتورية جديدة هو تحامل غير مبرر ولا يقوم على أساس واقعي بقدر ما يعتمد على تحليلات غير موضوعية واتهامات من لا يريد بديلاً عن الميليشيات والدروع وفوضى السلاح، ولو كان لهذه الاتهامات صحة لما سلّم الجيش حقول النفط لجهة الاختصاص فور استعادته لها، و ما قد لا يعلمه الكثير من أصدقائنا الإيطاليين هو أنه بعد هذه الخطوة الثقة في أبناء المؤسسة العسكرية وقائدها العام زادت بشكل كبير عند الليبيين حتى لدى من كان معارض”.
وقالت عضو مجلس النواب خلال الكلمة في المؤتمر “نحن نرحب بدعم إيطاليا للقوات التي تحارب الإرهاب في سرت وخاصة في المجال الطبي المتمثل في توفير مستشفى ميداني للجرحى في مصراتة ، لكن أيضاً نتطلع أن تدعم الجيش الليبي الذي يحارب نفس العدو في بنغازي ودرنة، كذلك نتطلع لأن تقوم إيطاليا بتنشيط الاتفاقية بينها وبين ليبيا وخاصة فيما يتعلق بموضوع الألغام حيث تنص الاتفاقية في أحد بنودها على أن تفتح إيطاليا مستشفى لعلاج ضحايا الألغام ، خاصة أن الجيش في أمس الحاجة للدعم في مجال نزع الألغام التي زرعت في بنغازي في البيوت والمدارس والمزارع الخاصة بالمواطنين المدنيين”.
وأكدت المسماري قائلة “نحن نتطلع إلى الدعم الإيطالي والاتحاد الأوربي بشكل عام في مساعدتنا في الحد من مشكلة تدفق الهجرة غير الشرعية ومراقبة حدودنا الرخوة الواسعة التي لا نملك الإمكانيات اللازمة لمراقبتها، نتطلع إلى التعاون العميق بين البرلمان الإيطالي والبرلمان الليبي بما يخدم مصلحة البلدين، إضافة إلى رغبتنا في التعاون بين السيدات في مجلس النواب الإيطالي والسيدات في مجلس النواب الليبي في إطار تبادل الخبرات والاستفادة من الخبرة البرلمانية الطويلة للمرأة الإيطالية.(وال – إيطاليا) أ د /ع م