بنغازي 23 يونيو 2020 (وال) – كشف المتحدث الرسمي باسم اللجنة الطبية الاستشارية، لمكافحة وباء كورونا الأستاذ الدكتور أحمد الحاسي، عن تطور خطير للوضع الوبائي خلال 24 ساعة الفائتة في مدن ومناطق الشرق .
الحاسي، أوضح خلال المؤتمر الصحفي اليوم الثلاثاء أن الحالات بدأت بزيادة مضطردة، بداية من مدينة الأبيار، حيث سجلت مساء أمس 10 حالات موجبة.
وأكد “مازلنا نعاني من مشكلة كبيرة وهي حركة المواطنين من الجنوب الغربي خاصة “سبها، بنت بيه، وادي الشاطي” وهم ثلاث عائلات، تحركت من منطقة بنت بيه إلى الأبيار لحضور حفل زفاف، مع وجود عدد لايقل عن 32 حالة مخالطة لهذه الحالات، وتم إحالتهم إلى مستشفى الهواري العام وحالتهم الصحية جيدة .
وتابع الحاسي ” أما المنطقة الثانية وهي مدينة إجدابيا، فقد سجل منها أربع حالات، وعدد المخالطين حوالى 36 حالة وهي من سبها أيضاً في منطقة (الجديد) .
وتابع أن البؤرة الوبائية الثالثة، هي من منطقة البريقة، حيث سجلت فيها حالة سابقاً، وبالأمس سجلت حالة أخرى مخالطة لهذه الحالة وعدد المخالطين لهذه الحالات 18 حالة، بالنسبة للبؤرة الوبائية الجديدة وهي الأصعب كانت في بن جواد حيث سجلت بها حالة بالأمس وهي ممرضة الأصعب إن هذه الحالة لم تخرج من مدينة بن جواد على مدار 6 أشهر ، وهي على الأرجح خالطت حالة إمراة مصابة بالكورونا قادمة من سبها، ولكن المعلومات لازالت غير كاملة وفرق الرصد تعمل بجهد كبير للوصول للحالة الصفرية في بن جواد .
وأضاف أن الممرضة المصابة بكوفيد 19 خالطت 120 حالة وسبب الحالة لإغلاق اثنين من أهم مستشفيات المراكز الصحية في المنطقة الوسطى وهى “مستشفى بن جواد، والمركز الصحي رأس لانوف” ودخلوا جميعاً للحجر الصحي الإجباري .
وأشار الحاسى، إلى أن الحالة المصابة في بن جواد تحركت إلى رأس لانوف إلى إجدابيا ومنها إلى بنغازي ودخلت برج الأمل بالمركز الطبي في وحدة العناية الفائقة، وبدأت في العلاج حتى أُثبت بالأمس على تمام الساعة 8 مساءا إنها موجبة وتمت إحالتها لمستشفى الهواري العام بالعناية الفائقة .
وبالنظر للبؤر الوبائية الأربعة نجد أن جميعها من الجنوب الغربي، أي إن مشكلتنا الأساسية هي التحرك من الجنوب الغربي باتجاه المنطقة الوسطى والشرق وإذا لم يتم السيطرة على هذه المشكلة فإن الحالات ستزداد بشكل كبير ، حسب قول الحاسي .
ونوه إلى أن مستشفى الهواري العام اليوم يضم 28 حالة مصابة، إضافة إلى 4 حالات جديدة مخالطة لحالة بن جواد، أي أصبح عدد الحالات 32 حالة موجبة، والوضع الوبائي في بنغازي بالنظر للبؤرتين “السلماني الشرقي ، والكيش” بفضل الله تحت السيطرة ولم تسجل حالات إصابة للمخالطين حتى هذه اللحظة، جميع المخالطين محجوزين في برج الأمل ومركز الإرادة .
وأكد الحاسي ” يترتب على هذا الوضع الوبائي الجديد بعض النقاط المهمة، أولها حركة المواطنين من الجنوب الغربي، نحن نعلم كل الجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة الداخلية، وقيامها بعملها على أكمل وجه، إلا إنه لايزال الوضع صعب ونطلب منهم مزيداً من العمل بدقة حتى نتمكن من السيطرة على هذه المشكلة وخاصة في البوابات التي يمر بها المواطنين قادمين من الجنوب الغربي باتجاه مدن الوسط والشرق .
وأوضح الحاسي “منذ تشكيل اللجنة العليا شكلت لجان فرعية في جميع المناطق التابعة للحكومة الليبية، وتم توزيع السياسات عن طريق وزارة الصحة، وقامت وزارة الصحة بإمداد هذه اللجان بالمعدات الطبية المتاحة وخصصت لهم أماكن عزل وحجر صحي ، ولكن فُجئنا أنها غير مجهزة وغير مفعلة، ويترتب على هذا الأمر، إن جميع الحالات التي أكتشفت في بن جواد والبريقة وإجدابيا والأبيار، وقامت هذه اللجان بإحالتها لمركز بنغازي الطبي، ومستشفى الهواري العام، مما أدى إلى أن القدرة الاستعابية في الهواري والمركز الطبي ستُستنفذ خلال أيام إذا استمر هذا الحال على الوتيرة السريعة للإصابات.
وذكر أن برج الأمل حالياً يضم 170 محتجز وهم “المخالطين للحالات المؤكدة أو القادمين من الخارج ولديهم أمراض”، بمعني آخر أن برج الأمل فيه 220 سرير بالمركز الطبي أوشك على النفاذ، والبؤر الوبائية الجديدة كلفت الأطقم الطبية وفرق الرصد مجهود كبير إضافة إلى أنه حين نكتشف بؤرة جديدة نستخدم أكثر من 1000 إلى 1500 مسحة بلعومية مع الاختبار لهم وهو مكلف للمخزون الإستراتيجي المُعد مسبقاً، حيث أن المخزون بدأ يتناقص نتيجة ظهور هذه البؤر غير المتوقعة للأسف .
ونوه الحاسي إلى أنه إذا استمر العدد بهذا التزايد ستنفذ القدرة الإستعابية في المستشفيات لاستقبال الحالات المصابة مما يضطرنا إلى الانتقال إلى Plan B الخطة البديلة، وهي خطة صحيحة يتبعها العالم وطريقتها أن المصابين بفيروس كورونا ولا يعاونوا من أعراض أو بأعراض بسيطة لاتحتاج رعاية صحية، يقومون بالحجر المنزلي الذاتي “البقاء في المنازل” والمخالطين أيضًا يقومون باتباع الإرشادات الطبية والوقائية المعروفة “لباس الماسك، غسل اليدين، النظافة وغيرها” بمعنى أن الحالات الحرجة والصعبة فقط هم من يمكثوا بالمستشفيات والعنايات الفائقة لتقديم الرعاية الصحية لهم ، ونظراً لتدهور الوضع الوبائي سنبدأ غداا في المسح العشوائي في الكفرة وضواحيها وطبرق وإمساعد والبردي .
وختم الحاسي “منذ بداية الأزمة وتشكيل الفرق من 16 مارس 2020 تعمل الأطقم الطبية والطبية المساعدة والإداريين وفرق الرصد وتقصي، بجهود كبيرة على قدمٍ وساق 24 ساعة دون كلل أو تخاذل ، عليه نتمنى من معالي رئيس الوزراء السيد عبدالله الثني إعطاء تعليماته لصرف المكافآت التي أمر بصرفها في وقت سابق ، لأن بعض أعضاء الفرق والأطقم الطبية لديهم أعمالهم المسائية التي كانوا يزاولوها إلا إنهم اضطروا لإيقافها؛ للتفرغ الكلي لعمليات الرصد والتقصي التي أصبحت كثيرة وشكلت عبء كبيرا على هذه الفرق ، نتمنى من معالي رئيس الوزراء المتعاون والمتواجد دائماً معنا، أن يصدر الإذن في ذلك للجهات المالية . (وال – بنغازي)