وكالات 28 يونيو 2020 (وال) – فاجأ القيادي الإخواني الليبي المدرج على قوائم الإرهاب المدعو فوزي بوكتف، الليبيين عندما ارتبط اسمه بشركة أمنية هندست لصفقة عسكرية مع شركة “سادات” التركية للاستشارات الدفاعية الدولية، حصلت بمقتضاها على عقود تدريب الميليشيات المسلحة في ليبيا.
وكشف موقع نشرة “أفريكا إنتلجنس” الاستخباراتية، أن تركيا حصلت على ضمانات تعاقدية لتدريب الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية، وذلك باتفاق شراكة بين شركة “سادات” التركية الخاصة التي يشرف عليها الجنرال السابق، عدنان تانريفردي، المستشار الأمني للرئيس التركي، رجب أردوغان، وبين شركة “سيكيورتي سايد” الليبية الخاصة المحسوبة على تنظيم الإخوان ويشرف عليها القيادي الإخواني الليبي فوزي بوكتف.
تفاجؤ الليبيين جاء من كون هذا الرجل صاحب تاريخ أسود في ليبيا، ارتبط اسمه بجرائم حرب واغتيالات، وعلاقات مشبوهة مع الخارج، أصبح اليوم مسؤولا على أمن ليبيا والليبيين، وأحد حلفاء ومعاوني أنقرة على التدخل في ليبيا لإضفاء الشرعية على مليشيات مسلّحة ضالعة في أعمال إجرامية ودمجها في قوات نظامية.
وبوكتف وهو مهندس سابق في شركة “الخليج العربي للنفط”، كان من أشد المعارضين لنظام القذافي وأول من قاد الثورة ضده من بنغازي، حيث شكل كتيبة 17 فبراير التي ضمت قيادات إخوانية وإرهابية، من بينهم عضو الجماعة الليبية المقاتلة، المصنفة تنظيما إرهابيا إسماعيل الصلابي، وهو شقيق علي الصلابي المقيم في تركيا.
ويعد بوكتف أحد أبرز قادة جماعة الإخوان المسلمين الليبية ومن مؤسسي ميليشيات “فجر ليبيا” التي تسببت في مقتل مدنيين وحرق وتدمير منشآت عامة خلال حرب شنتها للسيطرة على طرابلس عام 2014.
دخل السجن أكثر من مرة في عهد القذافي بتهم إرهابية وارتباطه بجماعات محظورة ذات علاقة بتنظيم القاعدة.
وشغل فوزي بوكتف مناصب عدة أثناء أحداث فبراير، وهي” آمر كتيبة 17 فبراير”، و”آمر تجمع سرايا الثوار”، ونائب وزير الدفاع بالمكتب التنفيذي المنبثق عن المجلس الانتقالي، ثم سفيرا بأوغندا وهو المنصب الذي لا يزال يتحرك به إلى حد اليوم كغطاء لنشاطاته.
وبوكتف مدرج على قوائم الإرهاب التي أصدرها مجلس النواب الليبي في يونيو 2017، بتهمة التنسيق العسكري والمالي مع قطر، وفرت له الدوحة الدعم الإعلامي للترويج لمشروع تنظيم الإخوان في ليبيا وتبييض نشاطات هذه الجماعة، ويرتبط بعلاقات وثيقة مع أبرز قياديي الإخوان في ليبيا، على غرار محد صوان زعيم حزب “العدالة والبناء”، وعبدالحكيم بلحاج، وعلي الصلابي، وهو أحد المتهمين باغتيال اللواء عبدالفتاح يونس في يوليو 2011.
وحسب تقرير “أفريكا إنتلجنس”، فإن فوزي بوكتف مقرب من شبكات الإخوان المسلمين في حكومة السراج غير الشرعية، وتمكن في تركيا من الاستفادة القصوى من شبكاته السياسية الإسلامية، لبناء اتصالاته مع شركة “سادات” التي نجحت في النهاية بالفوز بعقود تدريب عسكرية في ليبيا، بإبرام اتفاق شراكة مع شركة بوكتف.
وتعمل شركة بوكتف “سيكيورتي سايد” من وسط طرابلس ، بالتحديد المجمع الآمن في بالم سيتي، حيث يقيم هناك موظفو بعثة حماية الحدود الأوروبية، ولديها فرع بإسطنبول.
وتوفر الشركة بانتظام، المهام الأمنية للشركات الأوروبية والوفود الدبلوماسية في ليبيا، وقد فازت سابقا بعقد تأمين وصول بعثة أوروبية إلى العاصمة طرابلس في مارس الماضي وكذلك قامت بحماية الوفود الدبلوماسية الفرنسية، وناقلات شركة “توتال” النفطية وغرفة التجارة الليبية الفرنسية “سي سي أف أل”، وذلك بواسطة تعاون مع الشركة الأمنية “ڨيوس”، لكنّ ذلك تم إلغاؤه في العام 2018، إثر الانزعاج الذي أبدته وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، بسبب تقارب الشركة مع تنظيم الإخوان، ما أثار مخاوف بشأن الأمن الدبلوماسي.
ولشركة “سادات ” التركية سمعة سيئة في ليبيا، بسبب نشاطاتها المشبوهة وتحركاتها المريبة، حيث كشف مدير “إدارة التوجيه المعنوي” في “القيادة العامة”، عميد خالد المحجوب، في حديث سابق لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”، أن المعلومات المتوفرة تفيد أن هذه الشركة موجودة في ليبيا وتقود النشاط المخابراتي التركي بالبلاد وهي تتبع لتنظيم الإخوان.
وأضاف أن هذه الشركة “تستثمر بشكل كبير في الحرب الليبية، حيث تتولى عمليات جلب المرتزقة السوريين والمقاتلين الأجانب إلى ليبيا وتسليحهم بعد تدريبهم عسكرياً، ومرافقة الميليشيات المسلّحة التابعة لقوات الوفاق، كما تلعب دور الوسيط لإتمام صفقات بيع وشراء السلاح والمعدات العسكرية بين الشركات المختصة في تركيا وحكومة الوفاق مقابل الحصول على نسبة من الأرباح”، مشيراً إلى أنّها تتولى كذلك تنظيم وإبرام عقود جلب المرتزقة وتحصل على عمولة على كل مرتزق، مشيرا إلى أن كل هذه الأموال مدفوعة من خزينة الدولة الليبية. (وال – وكالات)