تقرير : فاطمة الورفلي
بنغازي 7 يوليو 2020 (وال) – أعلنت وحدة مكافحة الكلاب الضالة التابعة لجهاز الحرس البلدي في بنغازي، استمرار حملة القضاء على الكلاب الضالة التي أطلقتها الشهر الماضي، فيما تعالت أصوات منددة بالحملة.
وكشف جهاز الحرس البلدي بنغازي، أن عدد الكلاب السائبة التي تم القضاء عليها لايتعدى نسبة الـ 2% منها، موضحا أن وحدة مكافحة الكلاب الضالة تمكنت من القضاء على نحو 400 كلب ضال منذ انطلاق الحملة.
واستهدفت الحملة عددا من المناطق داخل المدينة وهي : (سيدي حسين والفندق البلدي والمنطقة المحيطة مستشفى العيون)، فيما لفتت الوحدة أن هناك صعوبة كبيرة واجهتهم عند استهدافهم الكلاب المتواجدة داخل عدد من المؤسسات، ومن بينها مركز بنغازي الطبي، نظراً لتواجد مرافقين للمرضى، يقضون أوقاتهم في ساحات انتظار السيارات وحدائق المركز.
وانطلقت حملة القضاء على الكلاب الضالة بعد هجوم كلب في بنغازي على طفلة، محدثا لها إصابات بليغة في الرأس استدعت تدخلا جراحيا .
وقالت وحدة مكافحة الكلاب الضالة، إنها أطلقت الحملة بعد ورود عدة شكاوى من المواطنين من انتشار هذه الكلاب، وما تسببه من ضرر للمواطنين، وانتشار الأمراض والأوبئة.
من جهتها، نددت مؤسسة المحسن الليبية للدفاع عن حقوق الحيوان والبيئة، بهذه الحملة، مطالبة في بيان – تلقت وكالة الأنباء الليبية نسخة منه – بوقف قتل الكلاب الشاردة والاعتداء عليها.
وقالت المؤسسة في بيانها “لابد من إيقاف الإبادة القاسية للكلاب، من خلال القتل بالرصاص والتسميم”، معتبرة أن الأمر يخالف القانون الصحي وقانون الحرس البلدى، بحسب البيان .
واستند جهاز الحرس البلدي في حملته، على فتوى اللجنة العليا للإفتاء بالهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بالحكومة الليبية قالت فيها ” خمس من الدواب لاحرج في قتلها من ضمنها الكلب العقور – ويوصف بها الكلب في حالة مُعَيَّنة وهي عندما يكون متوحَّشاً – ولا حرج في قتل الكلاب التى تتعدى على الناس”.
واعتبرت مؤسسة المحسن أن هذه الأفعال تشكل جنحة طبقًا لنص المادة (460)، ونص المادة (502) عقوبات، وأنها ارتكبت علانية و تسببت في موت حيوان مستأنس، حسب البيان .
وهاجمت المؤسسة جهاز الحرس البلدي، متسائلة عن السند القانوني الذي استند عليه الجهاز في حملته؟، ومهددة بملاحقة القائمين على الحملة قانونيا.
من جهته، قال الطبيب البيطري سامر جابر – لوكالة الأنباء الليبية – إن داء الكلب أو السعار من الأمراض الخطيرة التي تصاب بها الكلاب الضالة، والذي يسببه فيروس معين، وليس له علاج إلا إعدام الكلب”.
وأوضح جابر أنه يصعب تشخيص إصابة الكلب بهذا المرض، لأن الحيوان يكون شرسا وعنيفا ويهاجم أي شخص دون خوف، إلا عن طريق أخذ عينات والقيام بتحليلها.
وذكر الطبيب البيطري بأن مدة حضانة المرض” 14″ يوما، ويتم اكتشافه عن طريق جمع مجموعة من الكلاب ومراقبتها طول هذه المدة إلى أن تظهر الأعراض؛ بعدها يتم التخلص منها بالطريقة الصحيحة، والتخلص أيضا من الكلاب المخالطة حتى إن لم تظهر عليها علامات المرض لوجود كلاب تتمتع بمناعة عالية تكون حاملة للمرض دون أعراض.
وفي ذات الشأن، كشف الناطق باسم جهاز الحرس البلدي، رائد إبراهيم الطلحي – لوكالة الأنباء الليبية – عن ورود عدد من الاستنكارات لمؤسسة المحسن الليبية للدفاع عن حقوق الحيوان والبيئة، مشيرًا إلى أن هذه المؤسسة غير معروفه وغير مسجلة لدى الجهاز من ضمن الجمعيات الخيرية المهتمة بالحيوانات .
الطلحي تابع – في حديثه لوكالة الأنباء الليبية – أن عمل جهاز الحرس كان وفقًا للقانون، لافتا إلى أن أي حيوان يقوم بالتسبب بالأذى للإنسان يجب التخلص منه وحماية المجتمع منه.
ورد الطلحي على بيان المؤسسة الذي تشير فيه لقانون رقم “406” لعدم قتل أي حيوان مستأنس- قائلاً “المدينة مرت بفترة حرب ضد الإرهاب والدواعش وظروف خاصة، وكانت مناطق وسط البلاد تعج بجثث الإرهابيين وكانت هناك كلاب في تلك المناطق، وهذا يحتم علينا وجود احتمالية أن تكون قد نهشت بعض الجثث هناك؛ الأمر الذي يجعل منها خطرا محدقا على حياة الإنسان، بدليل هجومها الشرس على الطفلة “بتول” الأسبوع الماضي بالقرب من منطقة “كورنيش” بنغازي.
وأكد الرائد إبراهيم الطلحي تلقى جهاز الحرس البلدي لأكثر من ألفي (2000) شكوى على مدار الفترات القريبة الماضية، من المواطنين، وأن الجهاز تحرك وفقا لمناشدة وطلب مساعدة هؤلاء الناس.
وأوضح أن الجهاز كان يعمل سابقًا على التخلص من هذه الظاهرة المؤذية، ولكن قلة الإمكانيات وردود الفعل المهاجمة من بعض المواطنين جعلت العمل مقتصرا فقط عند تلقي شكوى رسمية من سكان منطقة ما بالخصوص.
وأكد الطلحي أنه ووفقا لتعليمات رئيس مجلس الوزراء السيد عبد الله عبد الرحمن الثني، وعميد بلدية بنغازي المهندس الصقر بوجواري، ورئيس جهاز الحرس البلدي عميد صالح الكاديكي، فإننا مستمرون في هذه الحملة تنفيذا للأوامر وتلبية لخدمة المواطن والمجتمع، مؤكدا على استعداد الجهاز لتلقي أي شكوى من مؤسسة المحسن لحقوق الحيوان .
يشار إلى أن مؤسسة المحسن الليبية للدفاع عن حقوق الحيوان والبيئة، ولتدريب القيادات الشبابية والتعاون الدولـي ومقرها بنغازي،بينت بالأوراق الثبوتية أنها مسجلة تحت رقم : 20 / 064 / 2011 ، وهى إحدى مؤسسات المجتمع المدني بالمكتب التنفيذي لشؤون الثقافة والمجتمع المدني، وهي غير هادفة للربح، ومن أهدافها الدفاع عن حقوق الحيوان والبيئة . (وال-بنغازي) ف و / ع ع