بنغازي 18 أغسطس 2020 (وال) – يواصل الجيش الأزرق متمثلا في مهندسي وفنيي وموظفي الشركة العامة للكهرباء جهوده الحثيثة لمعالجة العجز في الشبكة العامة للكهرباء، والتقليل قدر الإمكان من ساعات طرح الأحمال التي يتم تطبيقها في مختلف مدن ومناطق شرق ليبيا لأسباب خارجة عن إرادة الشركة.
وقبل نحو عشرة أيام أعلنت رئاسة مجلس وزراء الحكومة الليبية، أنه وبمتابعة رئيس مجلس الوزراء السيد عبدالله عبدالرحمن الثني، وبإشراف رئيس الهيئة العامة للكهرباء والطاقات المتجددة المهندس فخري المسماري، أعادت فرق الشركة العامة للكهرباء العمل بالوحدة الثالثة لمحطة السرير، فيما بدأ تدفق الغاز من حقل التحدي لتغذية مختلف المحطات الغازية، مع دخول محطة شمال بنغازي للعمل، فيما كان من المتوقع أن تشهد الشبكة العامة انتهاء العجز تماما.
لكن مؤسسة النفط الموازية كان لها رأي آخر، إذ صرح رئيسها مصطفى صنع الله أن تدفق الغاز لمحطات الكهرباء مشروط بإنهاء إقفال الحقول والموانئ النفطية الذي ينفذه عدد من حكماء وأعيان ومشايخ قبائل شرق ليبيا وأبنائهم، وذلك لتجفيف منابع تمويل الإرهاب في طرابلس والقائم على عوائد النفط.
وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة العامة للكهرباء والطاقات المتجددة بالحكومة الليبية ربيع خليفة، إن زيادة العجز بالشبكة الكهربائية بالمنطقة الشرقية راجع سببه للنقص الشديد في إمدادات الوقود من المصدر.
وأوضح أن جزءا كبيرا من الوحدات بمحطات الكهرباء سواء في محطة كهرباء شمال بنغازي، والزويتينة، والسرير بالمنطقة الشرقية تعمل بنظام وقود (الغاز)، لافتا إلى أن الاحتياجات اليومية للوحدات التي تعمل بهذا الوقود والتي يتم تزويدها من الحقول التابعة لشركة سرت لتصنيع النفط والغاز في حدود (240) مليون قدم مكعب.
وأشار خليفة إلى أن المصدر أنقص هذه الكمية إلى (190) مليون قدم مكعب من الغاز بما يعني عجزا قدره (50) مليون قدم مكعب.
وأكد المتحدث باسم الهيئة أن شركة سرت لتصنيع النفط والغاز أخطرت الهيئة العامة للكهرباء بأنها بصدد المزيد من إنقاص الكمية التي يتم ضخها للمحطات الكهربائية من (190) إلي (160) مليون قدم مكعب، بما يعني زيادة العجز في الوقود ليصل إلى (80) مليون قدم مكعب من الغاز عجز يومي، وذلك بسبب مشاكل لدى المصدر المزود للغاز دون أن يفصح عنها.
وأوضح خليفة أن هذه الكمية من وقود الغاز لا تكفي كافة المحطات، وأن إنقاص التزويدات من (190) إلي (160) مليون قدم مكعب تسبب في عجز في حدود (300) ميجاوات في الشبكة الكهربائية بالمنطقة الشرقية.
وفي السياق ذاته، أوضح المتحدث باسم الهيئة أن الجزء الآخر من الوحدات الكهربائية يعمل بنظام الوقود الخفيف (الديزل) وأن احتياجات الشركة العامة للكهرباء من الوقود الخفيف يومياً في حدود (6 مليون) لتر.
وأشار إلى أنه تم تخفيض هذه الكمية من قبل الشركة العامة للكهرباء، وذلك للمحافظة علي ما تبقى من الوقود الخفيف، لافتا إلى أن المخزون الاستراتيجي من الوقود الخفيف قد نفد لدى شركة البريقة لتسويق النفط بحسب إفادتها.
لكن رئيس الهيئة العامة للكهرباء والطاقات المتجددة المهندس فخري المسماري، أكد أن ناقلة على متنها الوقود الخفيف سترسو هذا اليوم بما يحل مشكلة نفاد المخزون الاستراتيجي من الوقود الخفيف (الديزل) الذي أسهم في زيادة العجز بالشبكة الكهربائية بالمنطقة الشرقية في حدود (200 ميجاوات)، وهو ما جعل إجمالي العجز بالشبكة الكهربائية للمنطقة الشرقية قدره (500 ميجاوات).
كما أوضح المسماري، أن هذا العجز تسبب في زيادة ساعات طرح الأحمال على كل المدن والمناطق في المنطقة الشرقية والوسطى ومناطق الصحراء بحوالي من 6 إلى 8 ساعات بحسب إفادة إدارة التحكم بفرع الشركة العامة للكهرباء للمنطقة الشرقية، وهو ما سيتم تخفيفه خلال هذه المدة بعد وصول الناقلة.
وفيما أكد المتحدث باسم الهيئة ربيع خليفة، أن طرح الأحمال في هذه الفترة خارج عن إرادة الشركة العامة للكهرباء، وأن أغلب الوحدات بمحطات الكهرباء بالمنطقة الشرقية تعمل بنصف قدرتها الإنتاجية بسبب نقص إمدادات الوقود من المصدر، شدد على أن طرح الأحمال يأتي للحفاظ على استقرارية الشبكة الكهربائية بالمنطقة الشرقية وعدم الدخول في حالة إظلام تام.
وطمأن المتحدث الرسمي باسم الهيئة كافة المواطنين، أنه فور تزويد الشركة العامة للكهرباء بالكميات الكافية من مخصصات الوقود ستستعيد الشبكة الكهربائية بالمنطقة الشرقية استقرارها الكلي بعد إنهائها لكل الأعطال خلال الأيام الماضية.
وفي اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الليبية، قال رئيس الهيئة العامة للكهرباء والطاقات المتجددة المهندس فخري المسماري، إن الوحدة الغازية الثالثة بمحطة السرير الغازية بقدرة 250 ميجاوات دخلت العمل منذ نحو عشرة أيام.
وأوضح المسماري أن محطة كهرباء السرير الغازية تعتبر إحدى المحطات الرئيسية التي تعتمد عليها الشركة العامة للكهرباء، في انتاج الطاقة الكهربائية وتبعد 160 كيلو متر جنوب مدينة جالو، وتتكون من (3) وحدات، كل وحدة بقدرة (250) ميغاوات.
وتعرضت هذه الوحدات لأضرار جسيمة خلال العام 2014 ميلادي، نتج عنه إنهيار الوحدة الثالثة وتوقفت عن العمل، قبل أن تتم صيانتها على أيدي جنود الجيش الأزرق لعدة مرات، رغم تهالكها بسبب عدم وجود عمرات لكافة محطات الشبكة نتيجة لانعدام الإيرادات المالية للحكومة.
وأكد المسماري لوكالة الأنباء الليبية، أن فرق الشركة العامة للكهرباء، عملت على تشغيل الوحدة البخارية بمحطة شمال بنغازي والمعطلة (المركونة) منذ مدة طويلة، لافتا إلى أنه بدخولها قريبا للعمل ستمنح الشبكة العامة نحو 120 ميجاوات من الكهرباء من أصل 150.
وأوضح المسماري أن أسباب العجز في الشبكة الذي تسبب في طرح الأحمال ـ خلال الأيام الماضية وهذه الأيام ـ كان بسبب خروج حقول الغاز عن العمل ما أدى لخفض تزويد المحطات الغازية بالغاز.
وأكد إن احتياج المحطات الغازية اليومي من الغاز تقدر بنحو 240 مليون قدم مكعب، يصل منها بعد التدفق التدريجي من الحقول عقب عودتها للعمل نحو 190 مليون قدم مكعب يوميا، بما يعني أن العجز ما يزال يقدر بنحو 50 مليون قدم مكعب يوميا، لافتا إلى احتمالية زيادة هذا العجز خلال هذه الأيام بحسب إفادة الشركة.
وأشار إلى أن هذا العجز جعل من الهيئة تلجأ للعمل على تشغيل محطة شمال بنغازي البخارية المركونة منذ عشرات السنين، بعد تنظيف شاطئ البحر من الشوائب، وتدبير قطع الغيار التي تحتاجها بجهد جهيد.
وصرح المسماري أن أحد الغطاسين أصيب خلال تنظيفه للمر المائي؛ بسبب شفطه من قبل التوربين، مؤكدا أن رجال الجيش الأزرق مازالوا يعملون ليلا ونهارا حتى يتمكنوا من تشغيلها بما سيزود الشبكة العامة بنحو 120 ميجاوات، وهو ما يقلل نسبة المفقود من الشبكة.
وأوضح أنه تجربة المحطة نجحت وأنها بدأت في ضخ نحو 6 مليون لتر متر مكعب من المياه، وأنه مع تشغيل المبخرات في القريب العاجل، ستتمكن من توليد الـ 120 ميجاوات من الكهرباء دون الحاجة إلى وقود .
وأشار المسماري إلى أن الشبكة عجزت بنحو 500 ميجاوات خلال هذه الأيام، لافتا إلى تشكيل فريق أزمة من قبل الهيئة العامة للكهرباء والطاقات المتجددة، على رأسها المدير التنفيذي للشركة العامة للكهرباء، ومساعد المدير لشؤون التشغيل، ومدير إدارة الإنتاج، ومدير المشروعات بالهيئة ومدير محطة السرير، ومدير محطة شمال بنغازي الذين توجهوا مباشرة بالفرق، وشكلوا خلية عمل تواصل الليل بالنهار لمعالجة الأزمة الراهنة.
وأعرب رئيس الهيئة عن أمله في ترشيد استهلاك الكهرباء، وعدم انجرار المواطنين خلف الشائعات، مؤكدا أن الأزمة راهنة وسيتم حلها خلال هذه الأيام، مشيدا بجهود كافة مهندسي وفني وموظفي قطاع الكهرباء، مؤكدا عملهم في ظروف صعبة، وأن بيوتهم تنقطع عنها الكهرباء هم الآخرين.
وقال إن القيمة المالية التي تم تخصيصها للهيئة بنحو 100 مليون دينار لإنشاء محطة سوسة التي ستولد 1000 ميجاوات وكميات كبيرة من المياه، تم إرجاعه لوزارة المالية؛ بسبب عدم التمكن من فتح اعتمادات مستندية للهيئة لتوريد المحطة؛ وذلك في ظل الحصار الجائر المفروض على الحكومة الليبية.
وأشار إلى تهالك كافة المحطات وقدم قطع تشغيلها بما تحتاج لعمرات دورية حتى لا تتوقف عن العمل، لافتا إلى أن ذلك لم يعد ممكنا بسبب انعدام إيرادات الحكومة.
ودعا المسماري المواطنين لتفهم حقيقة الأمر، مؤكدا أن هذه الأعطال تأتي بشكل خارج عن الإرادة. (وال – بنغازي) ا م