طرابلس 11 أغسطس 2020 (وال) – شهدت العاصمة الليبية طرابلس عدة تظاهرات، في أوقات متفرقة وفترات متلاحقة, ضد حكومة الوفاق غير الدستورية بسبب الفساد المتفشي داخلها.
حيث تشهد طرابلس أزمة حادة في انقطاع التيار الكهربائي، ناهيك عن تدني الوضع المعيشي .
وتجمهر عدد من المواطنين أمام بنك الجمهورية، مرددين شعارات موجهة لرئيس المجلس الرئاسي فايز السراج لاموه من خلالها على عدم توفر السيولة بالبنوك.
وتشهد كافة المدن الليبية منذ أشهر أزمة وشحا في توفر السيولة لدى البنوك نتيجة لتراجع إنتاج ليبيا من النفط، وإقدام المواطنين على سحب أموالهم من البنوك والاحتفاظ بها لديهم، جراء تصاعد المخاوف الأمنية وتكرار عمليات السطو على البنوك.
كما ندد المتظاهرون بانتشار المرتزقة وتعريض حياة المواطنين الليبيين للخطر على أيدى الميليشيات المسلحة والمرتزقة الأتراك والسوريين بعد ارتكاب الميليشيات عمليات سرقة ونهب وابتزاز بحق المواطنين، وانتقدوا المتظاهرين لا مبالاة المسؤولين بأوضاعهم وتأخرهم في إيجاد الحلول، وأخرى تطالبهم بالرحيل، مثل “لا نواب ولا رئاسي.. الشعب الليبي ولّى يساسي (أصبح يتسوّل)”، و”الشعب يبّي (يريد) دولة”.
وتعاني العاصمة طرابلس ترديا واضح في الخدمات العامة، وتواصل انقطاع الكهرباء لمدة تزيد عن 16 ساعة وتمتد للــ 24 ساعة في اظلام تام على كامل المدينة في عدة أحيان.
احتقان في الزاوية
وغير بعيد عن العاصمة طرابلس، شهدت مدينة الزاوية حالة احتقان، بعدما أغلق محتجون طرقا وأضرموا النار في إطارات، تنديدا بتفقيرهم وتجويعهم وللمطالبة بحقهم في الحصول على المرافق الضرورية وبتغيير المجلس البلدي بالمدينة.
وتعكس هذه المظاهرات مدى تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية، في المناطق والمدن الواقعة تحت سيطرة الرئاسي غير الدستوري، حيث يحمّل كثير من الليبين حكومة الوفاق مسؤولية تدهور أوضاعهم المعيشية، وتردي مستوى حياتهم اليومية وتفاقم الفساد، بسبب انشغالها بالدفاع عن بقائها، وتحكم الميليشيات المسلحة بمفاصلها وسيطرتها على مؤسسات الدولة.
وتعيش مدن غرب ليبيا أزمة خانقة بسبب انتشار القمامة في شوارع العاصمة، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار، ما جعل الناس يجدون صعوبة متزايدة في توفير حاجياتهم الضرورية في حياتهم اليومية.
انشقاقات داخل الوفاق
ويأتي ذلك، بالتزامن مع خلافات تفجّرت داخل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الذي يعيش على وقع تصدّع وانشقاقات بعد انقسامه إلى جبهتين، واحدة يمثلها رئيس المجلس الرئاسي فايز السرّاج المدعوم من العضوين محمد العماري وأحمد حمزة، وأخرى يقودها نائبه أحمد معيتيق المدعوم من العضو بالمجلس عبد السلام كاجمان، ودخولهما في معركة حول الصلاحيات والسلطة وصراع حول التفرّد بالقرار. (وال – طرابلس)