طلميثة 15 أغسطس 2020 (وال)- تُعد الآثار شاهدًا على حضارات الأمم, ورمزًا مُعبرًا عما مرت به الشعوب من تغيرات وتطورات وأحداث .
ولا يخفى على أحد؛ الحضارات التي مرت على ليبيا بمختلف العصور؛ وخير شاهد مدن: شحات، لبدة، طلميثة، سوسة، وغيرها مرورًا بالإغريق إلى الرومان إلى الوندال والبيزنطيين، فالدول الأموية, والعباسية, والفاطمية, والعثمانية, وتلك الأمم تركت آثارًا لها دلالة وقيمة تاريخية عبر الزمن.
مدينة طلميثة؛ كانت أحد المدن التي احتضنت تلك الآثار, ووقفت عبر التاريخ ناطقة بمرور تغيرات الحياة, حاملة في ذاكرتها الكثير من القصص والحكايات.
ونظرًا للأهمية التاريخية لتلك القطع الأثرية, وتأثيرات عوامل الزمن والطبيعة عليها, شرعت رئاسة مجلس وزراء الحكومة الليبية ومصلحة الآثار الليبية, في إنشاء متحف طلميثة الأثري بمواصفات عالمية حديثة.
نبذة عن المدينة
طلميثة؛ تقع في شمال شرق ليبيا, وتبعد عن مدينة المرج 20 كم شمالا، وعن مدينة بنغازي 115كم شرقًا, والمدينة القديمة بها تأسست في القرن السادس قبل الميلاد, وعرفت باسم بطولومايس, ليحُرف الاسم عبر مرور الزمن ليصبح كما معروف الآن.
وكانت مرسى للسفن والقوارب لمدينة المرج، وهي إحدى المدن الخمس الليبية التاريخية، وتعتبر من أهم المواقع الأثرية في المنطقة.
وكالة الأنباء الليبية “وال”؛ سلطت الضوء على خطوات إنشاء المتحف, من خلال لقاء مع مدير متحف طلميثة الأثري الأستاذ أشرف الورفلي، للحديث أكثر عن مشروع المتحف الجديد.
يتحدث الأستاذ أشرف الورفلي، عن فكرة الإنشاء وقيمة التكلفة والجهة الممولة، قائلا : “جاءت الفكرة من أهمية المحافظة على القطع الأثرية والموجودة في متحف طلميثة القديم, الذي افتتح عام 1952 ميلادي, والذي يفتقر للمواصفات العالمية التي تخص المتاحف, كدرجات الحرارة والرطوبة, والتي لها تأثيرًا مُباشرًا على تلك القطع وتؤدي إلى تلفها”.
ويضيف الأستاذ أشرف الورفلي: “تم وضع حجر الأساس في عام 2016, بإشراف مصلحة الآثار الليبية, وبتمويل من رئاسة مجلس وزراء الحكومة الليبية, بمدة إنجاز تبلغ ثمانية أشهر, بتكلفة بلغت حوالي 1.430.000 مليون دينار ليبي، غير أن التنفيذ تأخر عن الموعد المحدد، بسبب تأخر الجهة الممولة عن دفع المستخلصات الخاصة بالقائم على تنفيذ المشروع، وتم الشروع في العمل في شهر مارس عام 2018″.
وحول المساحة المخصصة للمشروع، يشير الأستاذ أشرف الورفلي؛ إلى أن المساحة الكلية للمتحف تبلغ 4000 متر مربع، بمساحة المسقوف حوالي 600 متر, وهو بجانب المتحف القديم في مدينة طلميثة القديمة, ويتكون من طابقين؛ خصص الطابق الأول كمبنى إداري، وصالة كبيرة, بينما الطابق الثاني سيكون مغطى بشكل جزئي”.
ويتابع الأستاذ أشرف الورفلي: “سيُزود المتحف بمصعد كهربائي, وحتى الآن تم انتهاء من عمل الخرسانة المسلحة للطابق الأول، والاستعداد والتجهيز للطابق الثاني، وتقسيمات الأول، وستحفظ به القطع الأثرية الموجودة بالمتحف القديم, بالإضافة إلى أي قطع أثرية أخرى من المدن الأثرية الأخرى”.
ويوضح مدير متحف طلميثة الأثري أن “مصلحة الآثار وإدارة متحف طلميثة؛ تهدفان للحفاظ على القطع الأثرية, سواء من التلف أو السرقة, وهنا أول العواقب التي تُواجهنا؛ وهي أن مبنى المتحف القديم ليس مُناسبًا للمحافظة على تلك القطع الأثرية, ونتمنى سرعة الإنجاز المشروع من قبل الجهات المنفذة, من أجل المحافظة على ذلك الإرث التاريخي المهم”.
والجدير بالذكر، أن مبنى المتحف القديم؛ كان في الأساس مخزنًا لميناء طلميثة إبان فترة الاحتلال الإيطالي، ومن ثم تم استغلاله كمتحف قُبيل الحرب العالمية الثانية, ومن ثم أعيد افتتاحه في عام 1952. (وال- طلميثة) س خ/ ر ت