بنغازي 20 أغسطس 2020 (وال)- يتحدث رئيس الفريق الطبي للتوعية والوقاية ببرج الأمل بمركز بنغازي الطبي، عن معاناة مصابي فيروس “كورونا” المستجد، قصص تبكي وتُدمي القلب بحسب الطبيبة سعدة بوليفة.
ويتحدث رئيس الفريق الطبي للتوعية والوقاية طبيبة سعدة بوليفة – لوكالة الأنباء الليبية – عن تجربتها في العمل داخل ما عُرف مؤخرًا ببرج “الأمل”، المجهز من قبل وزارة الصحة في الحكومة الليبية، لاستقبال حالات الاشتباه أو الإصابة بفيروس “كورونا”.
وتقول طبيبة سعدة بوليفة: “رأيت امرأة تبكي وتبلغ من العمر 70 عامًا، وتريد الدخول إلى قسم العزل مع أمها البالغة من العمر 90 عامًا، وتعقب:”قالت أنا مع أمي حتى إلى الموت”.
وتضيف سعدة بوليفة: “واجهت ابنة لامرأة مصابة بالفيروس ومصابة أيضًا بمرض الزهايمر، تهديدات زوجها لها بالطلاق، حال ظلت مع أمها في قسم العزل، لكنها أصرت على البقاء ولم تُبالي بالتهديدات”.
وفي صورة مغايرة ومؤلمة، قابلت طبيبة سعدة بوليفة بحكم عملها، امرأة أخرى هجرت أمها البالغة من العمر 85 عامًا قبل ظهور نتيجة التحاليل، وتأكيد الإصابة بالفيروس من عدمها، إذ قالت:”كان أمي فيها كورونا، أنا ما نقعدش معها نخاف على روحي”.
وتروي طبيبة سعدة بوليفة واقعة أخرى أشد ألمًا؛ هي لامرأة مسنة عمرها 90عامًا، احضرها ابنها كحالة اشتباه إلى البرج، لكن نتيجة التحليل ظهرت خلوها من الإصابة، والمفاجأة رفض الابن الرد على الاتصالات للحضور وإنهاء إجراءات الخروج لوالدته، قائلا: “خلوها عندكم”، وأقفل هاتفه!!.
وتتابع بوليفة: “امراة عمرها 88 عامًا؛ ولديها أولاد وبنات، رفضوا مرافقتها في الحجر الصحي داخل البرج، وهي حالة اشتباه غير مؤكدة، تُعاني من التهاب في الصدر، فقط ابنة أختها من وافقت على البقاء معها فترة الحجر، مع العلم أنها متزوجة وأم أيضًا”.
وتضيف بوليفة: “نحتاج إلى توعية لضمائرنا، وأن نعرف بأن الإصابة بفيروس كورونا ليست عيبًا يلتصق بالمريض أو بأسرته، هو مرض كغيره من الأمراض التي قدر لنا الله التعرض لها والشفاء منها أيضًا، وعلينا أن نتبع نصائح الأطباء بأخذ كل الاحتياطات لنحمي أنفسنا ونحمي غيرنا”.
وتؤكد سعدة بوليفة على أهمية مرافقة ذوي المرضى وملازمته فترة المرض، للشعور بالأمان والاطمئنان، ولا يعني ذلك تجاهل جهود الأطقم الطبية المسخرة على مدار اليوم، من أجل راحة المرضى ومساعدتهم في اجتياز محنة المرض”. (وال- بنغازي) ف م/ ر ت