رام الله 24 أغسطس 2020(وال) -أجمع المشاركون في الندوة الإقليمية لمناهضة التطبيع، التي نظمها معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي في رام الله، على ضرورة العمل لتشكيل جبهة عربية موحدة لمواجهة التطبيع، وصياغة ميثاق عربي جماعي، واعتماد استراتيجية شاملة للمقاطعة ومناهضة التطبيع تقوم على منهجية عمل موضوعية ومهنية تتجاوز الخلافات الأيديولوجية وتحشد وتكسب كل القوى والطاقات والجهود.
وقد افتتح الندوة التي نظمت مساء أمس، مدير عام المعهد نايف جراد، وأدارها مدير وحدة الإعلام واستطلاع الرأي في المعهد عبد الله زماري, حسب مانشرته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
وشارك في الندوة أكاديميون وباحثون ونشطاء عرب متخصصون، في مواجهة التطبيع ومناهضة الصهيونية، ودعم حركة المقاطعة لكيان دولة الاحتلال، وكادر معهد فلسطين وحشد كبير من المهتمين من أقطار عربية عديدة.
وأكد المشاركون إدانتهم الشديدة لاتفاقية التطبيع الإماراتية مع دولة الاحتلال برعاية أمريكية، واعتبروها جزءا من صفقة القرن وتحقيقا لها، جرى التمهيد لها من خلال حملة منظمة من التضليل الإعلامي واستخدام الإمكانيات المادية الهائلة المتوفرة، واعتبروا أن هذا العمل خيانة بحق فلسطين والأمة العربية، وهو أبعد من التطبيع تحت ذريعة السلام مقابل وقف أو تجميد الضم، بل هو خطوة في إطار إقامة تحالف عربي إسرائيلي برعاية أمريكية، يضفي الشرعية على الوجود الاستعماري الاستيطاني في فلسطين، ويستهدف إطباق الحصار على الشعب الفلسطيني وممارسة الضغط لفرض الاستسلام عليه، وتمهيد الطريق لمشروع إسرائيل الكبرى المندمجة بالمنطقة والمهيمنة على اقتصادها ومقدراتها، بعد أن نجح الحلف المعادي بتفتيت الأمة العربية وتقسيم العديد من أقطارها وإشغالها بأزماتها المحلية والإقليمية.
ودعا المشاركون في الندوة إلى ضرورة تجاوز الانقسام الفلسطيني، واستعادة وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبارها رافعة لاستنهاض الجماهير العربية وأساسا يعول عليه لإحباط المشاريع التصفوية المعادية.
كما دعوا إلى العمل من أجل الانتقال من الحديث عن المقاطعة ومقاومة التطبيع كواجب، نحو الانخراط العملي الممنهج القائم على استخدام كل أشكال المواجهة السياسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية، وضرورة التحرر من الأوهام والأكاذيب التي زرعت في الفترة الماضية للتعويل على دور النظام الرسمي العربي في تحرير فلسطين وقبول دولة الاحتلال كأمر واقع، وإشاعة الشعور بالعجز، والانتقال نحو إعادة الاعتبار للعلاقة مع الجماهير العربية واستنهاض طاقاتها وحشدها في المواجهة وتعزيز دورها في ممارسة الضغط على الحكومات والنظام الرسمي العربي وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية للشعوب العربية منغرسة في وعيها ووجدانها رغم كل المعاناة والمآسي التي تعيشها.
كما دعا المشاركون الى دعم وتبني وتعزيز حركة المقاطعة الدولية (BDS) ونشر ثقافة المقاطعة ومناهضة التطبيع وخاصة بين الشباب، والاهتمام برفع مستوى وعيهم وتعبئتهم الفكرية، واستثمار التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، وإنتاج الأفلام الروائية والاهتمام بالمناهج الدراسية والجامعية، واجادة كل أشكال ووسائل الاتصال الاستراتيجي لمواجهة محاولات اختراق العقل العربي وكيّ الوعي، بحيث يجري تجميع الطاقات والحالات الفردية لمأسسة هذا العمل وتفعيل الوسائل والمنصات الإعلامية لفضح وتعرية الصورة التي روج لها لدولة الاحتلال باعتبارها دولة قوية لا تقهر وانها دولة حديثة وعصرية وديمقراطية، وكذلك لمواجهة محاولات اختراق الشارع العربي وإحباط الدعاية و”البروباغندا” الصهيونية التي تحاول عبر الدبلوماسية الشعبية إقامة علاقات مباشرة فردية أو جماعية، وإرساء هذا العمل على أساس خطة استراتيجية شاملة وسياسات لتعرية وفضح التطبيع والمطبعين وإدراجهم في قائمة العار ليبقوا عبرة للتاريخ والأجيال القادمة (وال رام الله) س خ.