بنغازي 06 سبتمبر 2020 (وال) – أدانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية، اليوم الأحد، واقعة الاعتداء على قافلة المساعدات الطبية المرسلة من منظمة الصحة العالمية إلى المنطقة الشرقية، من قبل مليشيات مسلحة تابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية .
واعتبرت الوزارة، في بيان لها، اعتراض شحنةٌ المساعدات الطبية التي كانت في طريقها إلى مدينتي بنغازي وطبرق والتي تقدر قيمتها بـ22000 دولار, واحتجاز سائق الشاحنة التي تقل المساعدات في مكان بالقرب من مدينة الزاوية غرب ليبيا، يندرج ضمن أعمال القرصنة والسياسة الممنهجة للمليشيات وسلوكها الإجرامي تجاه الشعب الليبي ومقدراته.
كما اعتبرت هذا العمل الذي وصفته بـ”الإجرامي”، يشكل انتهاكا للقوانين الوطنية وخرق فاضح لقواعد القانون الدولي الإنساني والأعراف والمواثيق الوطنية والدولية ذات الصلة.
وعبرت وزارة الخارجية عن استغرابها من عدم صدور أي بيان من بعثة الأمم المتحدة في ليبيا يدين هذا الفعل الإجرامي مُبينة أن هذا العمل يؤكد عدم قدرة حكومة الوفاق غير الدستورية على الوفاء بالتزاماتها، وعجزها عن تأمين وحماية القوافل الطبية وإخلالها بواجبها في حماية المنظمات الدولية باعتبار هذ الاعتداء قد وقع ضمن المناطق التي تدعي حكومة الوفاق سيطرتها عليها.
ورأت، أن هذه الحادثة تؤكد أن الأزمة في ليبيا هي بفعل تغول المليشيات وسيطرتها على المال العام وعدم التوزيع العادل للثروة، مشيرة إلى أن ليبيا أصبحت دولة فاشلة عاجزة عن الإيفاء بالتزاماتها تجاه مواطنيها وتقبل المساعدات من الخارج بعد أن كانت هي من تقدم المساعدات لكثير من دول العالم.
وشددت الخارجية، على أنه لن تنتهي هذه الازماتّ إلا بانتهاء المليشيات وبناء مؤسسات أمنية فاعلة تحتكر السلاح في إطار دولة القانون والمواطنة والمؤسسات.
ودعت في ختام بيانها، منظمة الصحة العالمية، للتواصل المباشر مع الحكومة الليبية، موضحة أنها الجهة التنفيذية المنبثقة عن مجلس النواب المنتخب من الشعب الليبي، وضرورة إرسال المساعدات وغيرها من أشكال الدعم عبر الجهات الرسمية للحكومة والمنافذ التابعة لها مع التعاون المشترك وتوفير كافة التسهيلات اللازمة لضمان وصولها إلى وجهتها.
وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت أمس، عن أن المليشيات المسلحة بمدينة الزاوية اعترضت شحنة مساعدات طبية كانت في طريقها إلى بنغازي وطبرق وسبها، كاشفة في بيان لها، عن أنه بالرغم من اعتقال السائق طوال الليل ومصادرة هاتفه، فقد تمكّن من إرسال رسالة إلى المنظمة للإبلاغ بالوضع الجاري.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أنها سارعت لنجدة السائق، حيث اتصلت على الفور بوزارة الصحة التابعة لحكومة الوفاق، وطلبت منها التدخل، مبينة أنه بعد تجاهل “الوفاق”، لإنقاذ السائق من أيدي المليشيات التابعة لها في الزاوية، سلّم البضائع لهم، وشملت إمدادات الأنسولين التي يجب حفظها في الثلاجة.
وأكدت أنه نظرًا لأنها لا تستطيع التأكد مما إذا كان قد تم الحفاظ على سلسلة تبريد الأنسولين، فقد أبلغت مسؤولي الصحة أنه يجب اعتبار الأنسولين على أنه لم يعد قابلا للحياة، وبالتالي يتم التخلص منه.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية طلبت مرارًا وتكرارًا من حكومة الوفاق، التدخل وضمان إعادة الإمدادات التي تزيد قيمتها قليلاً عن 22000 دولار أمريكي، إليها لتوزيعها على المرافق الصحية في بنغازي وسبها وطبرق. (وال – بنغازي)