بنغازي 23 سبتمبر 2020 (وال) تسعى المجتمعات من خلال مفهوم التنمية إلى تمكين الأفراد والجماعات المختلفة من التأثير الإيجابي على المجتمع، وذلك من خلال إكسابهم المهارات المتعدّدة، بحيث يعي هؤلاء الأفراد والجمعيات كيفيّة التعامل مع شرائح المجتمع المختلفة، وكيف بإمكانهم التأثير في الحالات المجتمعيّة ضمن نطاق المؤسّسات المجتمعية التي يعملون بها.
في الآونة الأخيرة نجد أن الشعب الليبي مهتم بالتنمية البشرية ، لأنها تساعد على تحسين المهارات وارتفاع مستواها وزيادة المعرفة، لذلك فهي تزيد من ثقة الأفراد بأنفسهم، وترفع من المعنويات وتعزز الحالة النفسية لدى البعض.
وفي حوار أعدته وكالة الأنباء الليبية مع الدكتور ومدرب التنمية البشرية “حامد الجبالي” بخصوص أثر التنمية البشرية على المجتمع قال ” أن التنمية البشرية، هي عمليه تركز على الإنسان وتسعى لتطوير مهارته وقدراته ليصل بمجهوده الشخصي بمستوى معيشي جيد، وأيضا لها دور فعال في تنمية الذات، وكل القدرات الخاصة بالإنسان وتغيير برنامج حياته من الأسوأ إلى الأحسن أو من الضعف إلى القوة ،ومن الفقر إلى الغنى، ويتم فيها تعديل المهارات الخاصة بالإنسان من ناحية الأفكار وتوجيهها نحو الهدف وترتيب الأولويات، فهي توسع مدارك التفكير والإبداع، وتخلق فرصا عديدة”
واسترسل “الجبالي” وقال “التنمية البشرية تساعد الإنسان على تطوير ذاته وكيفية التعامل مع الأنماط البشرية المختلفة”
وقال ” الجبالي” بأن من أهداف التنمية البشرية “الحصول على التعليم الصحيح ومحو أمية الجهل أمية التفكير وأصول التواصل أو ما شابه، أيضاً تعمل على تطوير الرعاية الصحيحة للإنسان ليهتم بذاته، وبالجوانب الصحية، وتساعد الإنسان على السعي إلى تحسين الوضع المعيشي الخاص به كفرد أو كمجتمع”
وقال ” الجبالي ” بأن التنمية البشرية تلعب دورا بارزا وتعد مطلب حضاري ملح ، لذلك نجد أن أغلب الدول اقتحمت مجال التنمية البشرية، ودفعت الوزارات إلى تطبيق معايير التنمية ، حتي تنهض بلادهم بشكل راقٍ وفاخر .
فالتنمية تساعد جميع من قصدها على تحسين وضعه، فمن ميزاتها تدريب الفرد فن اتقان العمل وذلك عن طريق تنمية الخبرات العملية .
أوضح “الجبالي” أن من مقاومات التنمية البشرية، “الاهتمام برعاية الأحداث من النواحي النفسية والصحية والاجتماعية الخاصة بك أو بمن حولك من الأسرة أو من المجتمع، لتساعدهم وترشدهم للطريق الصحيح لتصنع منهم قيادات وأشخاص فاعلين في المجتمع لبناء مستقبل خاص بهم أو بالدولة .
وبيّن ” الجبالي ” المعوقات التي من الممكن أن توقف التنمية البشرية، وذكر أن منها مشاكل سياسية وأخرى صحية ومنها اقتصادية وهناك تعليمية و ثقافية،
وقال ” الجبالي ” بأن المشاكل السياسية تؤدي إلى إعاقة عملية سير التنمية البشرية في المجتمعات العالمية؛ وذلك نتيجة الآثار السلبية التي تلحقها، كالحروب أو الحصار الاقتصادي، أو غياب الأمن أو الاستقرار النفسي للإنسان.
وقال “الجبالي” إنه من الضروري أن يكون في صفات المدرب الثقة في النفس، وهي من أهم الصفات التي يجب أن يتمتع به المدرب ، ليكون شخص ناجح ومتألق في مهنته؛ لأن الثقة في النفس تنعكس وبشكل إيجابي في الحضور وأمام الأخرين، وفي تقبلهم الأفكار والنصائح التي توجهها لهم.
ونبه ” الجبالي ” إلى نقطة مهمة جوهرية في التنمية تخص المدرب، وهي أنه من الضروري جدا، أن لا تتحول هذه الثقة إلى غرور، فقد يدمر كل محاولاته في بناء جسر متين، الذي جاء بين التواصل والتفاعل مع للآخرين؛ حتى يكون شخص مؤثر وصاحب توجهات وأفكار يقنع بها الآخرين، ويساعدهم نحو الاتجاه نحو الهدف المطلوب.
والتقت كالة الأنباء الليبية بمتدربتين في مجال التنمية البشرية ، واتفقن على أن الدورات في التنمية البشرية تعمل على تطوير الذات، وأن الاستفادة منها كانت بشكل كبير جداً، خصوصاً في فترات الدراسة في المرحلة الثانوية والجامعية ، خصوصاً وأن البلاد في وضع متذبذب وغير مستقر، وذلك أثر سلباً على نفسية الشعب مما يؤدي أيضاً إلى تغير في الشخصية، وبذلك أصبحت التنمية البشرية مهمة جداً في الوقت الحالي لعامة الشعب.
وشاركت متدربة برأيها من خلال تجربتها في مجال التنمية البشرية، وقالت بأنها أثرت فيها بشكل واضح خصوصا وأن التحاقها بدورات التنمية كان قريبا من مدة تخرجها، وزاد من قوة شخصيتها والقدرة على التعامل مع الجمهور، وإزالة شعور الريبة والارتباك. (وال ـ بنغازي) م ن / ن ع