27 سبتمبر 2020 (وال) يستمر المواطنون في التزاحم أثناء تواجدهم داخل المآتم؛ وذلك لتأدية واجبهم الاجتماعي اتجاه ذوي المتوفي، والذي وفاه الأجل؛ بسبب إصابته بفيروس كورونا.
غير أن بعض عائلات المتوفيين، ترفض الاعتراف بأن سبب الوفاة هو فيروس كورونا ، ظنا منهم أن الموت بهذا الفيروس أمر مخجل لو قاموا بالتصريح به .
أجرت وكالة الأنباء الليبية في ظل هذه الثقافة المستحدثة استطلاعا للرأي، يضم أراء مختلفة لمعرفة الأسباب الكامنة وراء إخفاء بعض المواطنين إصابة فقيدهم المتوفي بفيروس كورونا.
رأي الطب النفسي
بداية قال الطبيب النفسي د:منصور الحوتي، أن الأغلبية العامة من المجتمع، ينظرون لجائحة كورونا ،على أنها مجرد مسألة وقتية ، ولا يعطوها تلك الأهمية، فضلا على بعض الناس لديهم إنكار ذاتي للجائحة وعدم اقتناعهم بها.
وتابع الحوتي، أن هذا دليل على أن ثقافة المجتمع، غير مواكبة للوضع الوبائي الخطير، فمن الناحية النفسية، إنكار المرض يكون من قبل شخص لا يعترف أساسا بوجود المرض، ولكن في مجتمعنا يحدث العكس، حيث أن المواطنين يكيلون المكيال الواحد بمكيالين ،وأضاف الطبيب أن المواطن ينكر وجود فيروس كورونا في الوقت الذي فيه يخاف من الإصابة به
كورونا بين وعي الناس وجهلهم
وقالت المواطنة حنين محمد :- “أن الموت حق وأن المرض قدر لا مفر منه، إنني أتعجب من رفض أهل المتوفي أن فقيدهم انتقل إلى رحمة لله تعالى؛ بسبب إصابته بفيروس كورونا، مع إخفائهم لتفاصيل وطريقة الدفن التي ينكشف من خلالها إصابة المتوفي بفيروس كورونا من عدمها .
ويتمادى أهل المتوفي في لا مبالاتهم، للحد الذي يصل بهم إلى لوم الناس من أقاربهم ومعارفهم وأصدقائهم لعدم أدائهم لواجب العزاء بشكل شخصي، رغم تحذيرات الجهات المسؤولة، على خطورة التجمعات البشرية في الوقت الحالي”
وأضافت أنه من المفترض أنه بمجرد إعلان الطبيب الشرعي، أن سبب الوفاة هو الإصابة بفيروس كورونا، يتوجب على أهل المتوفي إعلانهم، الخضوع للحجر الصحي و قبولهم لواجب العزاء عن طريق الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لخوفهم على أنفسهم ومعارفهم وأحبابهم.
ومن جهتها تؤيد المواطنة “ربيعة الفارسي” ما تقدمت به “حنين محمد” وأضافت أن الأسر في مجتمعنا، تفاوتت في ثقافتها بين واعية ومحدودة وعي.
الأسر الواعية، أغلقت أبوابها، وكتبت عليها نحن نكتفي بقبول العزاء عن طريق الاتصال الهاتفي، أو عن طريق التواصل الاجتماعي، وخضعت هذه العائلات للحجر الصحي طواعية وذلك على أفراد المجتمع.
بينما العائلات ذات الوعي المحدود، لم تأبه بالإرشادات الصحية الوقائية لفيروس كورونا، التي أوصت بها الجهات المسؤولة، باتباعها وقامت بإجراء العزاء، ولم تخضع للحجر الصحي، ولم تمنع الاختلاط رغم إصابة متوفيهم بفيروس كورونا .
دور الدين في هذه الجائحة
وعلى خلفية هذه الثقافة المستحدثة، قامت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بحكومة الليبية بإصدار بيان تحرم فيه إجراء الأتراح.
ووضحت فيه أن الطريقة الشرعية، في تقديم العزاء لأهل الميت تكون بغير الاجتماع في مآتهم وتكون عبر الاتصال الهاتفي أو وسائل الاتصال الاجتماعي، أو عند التلاقي في المسجد أو الحي، وغيرها فلا يشترط في التعزية زمان ولا مكان .
وأكدت اللجنة العليا للإفتاء، على المواطنين وجوب الالتزام والأخذ بجميع التدابير الاحترازية، والإجراءات الوقائية وضرورة الابتعاد عن مواطن انتشار الوباء، وأكثرها ضررا هي المناسبات الاجتماعية عموما، والمآتم خصوصا، وذلك إسوة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لاضرر ولاضرارا). ( وال ـ بنغازي) م ن