بنغازي 25 أكتوبر 2020 (وال) شاعت في أوساط بعض الشباب والمراهقين، لاسيما في الآونة الأخيرة، ظاهرة التجرؤ على سب الجلالة الرحمانية، والدين، والامتهان في تحديث كلمات وجمل مسيئة وطاعنة في حق الشريعة، جلبت هذه الظاهرة، كثيرا من التساؤلات عن أسباب التدني الأخلاقي المنتشر في مجتمعنا.
وكالة الأنباء الليبية تابعت هذه الظاهرة، وتواصلت مع عضو اللجنة العليا للإفتاء والشؤون الإسلامية فضيلة الشيخ “إبراهيم بالأشهر” .
الدين وموقفه من السب
وضح ” بالأشهر ” بأن هذه الظاهرة خطيرة جدا ، حيث أن الإيمان بالله مبني على التعظيم والاجلال له عز وجل ، وقال ابن القيم رحمه الله:(وروح العبادة هو الإجلال والتعظيم) والسب معناه هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف.
لذا كان سب الله عز وجل وسب دين الله، أقبح وأشنع ومن أعظم الكبائر وأقبح المكفرات القولية، وهاذان الأمران وهما سب الله أو سب دينه من أعظم نواقض الإسلام والله عز وجل يقول (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم في الدنيا والأخرة وأعد لهم عذابا مهينا) وقد نقل ابن عبد البر المالكي عن الإمام إسحاق بن راهويه (قد اجمع العلماء أن من سب الله أو رسوله أنه يكفر)
وكذلك قال القاضي عياض المالكي (لا خلاف في ذلك) ويجب على من صدر منه هذا وابتلي بهذا الأمر الشنيع التوبة إلى الله والرجوع إليه، فإنه على خطر عظيم وعليه مفارقة سبيل المغضوب عليهم والله يقبل توبة التائبين قال تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) .
هل الظاهرة اضطراب نفسي
نفى الإخصائي والاستشاري النفسي الدكتور منصور الصيد، لوكالة الأنباء الليبية: بأن يكون المسبب الرئيسي لهذه الظاهرة، له علاقة بالحالة النفسية، إنما هو نتيجة التربية، وليس لها علاقة بالوضع النفسي، وأن الأسرة هي الطرف الرئيسي في تفاقم هذه المشكلة فهي تشغل الجانب الاجتماعي بشكل كبير.
وأوضح “الصيد” بأن هنالك مشاكل اجتماعية ومشاكل نفسية، فالأب والأم لا يهتموا بتربية الطفل أو المراهق، لا ينظرون إلى أخلاقه، وعدم متابعته بعد الرجوع من الشارع واختلاطه بأقرانه، ومعاقبته وتوجيهه في حال سلك سلوك غير صحيح، كجانب من جوانب التربية. جانب آخر تطرق إليه الأخصائي، هو أن هنالك بعض الأهالي يشجعون الطفل في حال تلفظ بألفاظ بذيئة أو سلك سلوك مشين، غير مدركين بأنهم بهذه الطريقة يقومون بإرباك الوضع لدى الطفل، وعدم تعليمه الصواب والخطأ.
ويؤكد “الصيد” أن هذه الظاهرة هي اجتماعية بحته نتيجة لتدني المستوى الاجتماعي والأخلاقي، المتمثل في بعض الأباء والأمهات، ليعود على أبنائهم.
ضغوطات الحياة لها علاقة بالموضوع
حاورت وكالة الأنباء الاخصائية “غادة العقوري” متخصصة في تعديل السلوك، وأكدت ، بأن سبب انتشار ظاهرة التلفظ بألفاظ بذيئة، تعود في الأساس لضغوطات الحياة وما يمر به المواطن من ظروف معيشية صعبة، فنجد الأب يسب ويشتم على الوضع، ويتلفظ أمام الأطفال بذلك.
وبينت “العقوري” أن الأسباب أيضا تعود للمحيط فعند خروج الطفل، للأماكن العامة يسمع تلك الألفاظ وأقرب مثال عند ازدحام الطرق وحدوث مشاكل، وتشابك بين الشباب هنا يخزن الطفل كل ما سمعه في تلك اللحظة وعن دور الأسرة فتقول “العقوري” بأن إذا كان الخلل في الأسرة فعلاجها صعب في مجتمعنا؛ لأنها تحتاج إلى تيارات منزلية من قبل المختص لتسجيل دراسة حالة ووضع خطة لعلاجها.
وقالت” العقوري” أن أنسب الطرق لمكافحة هذه الظاهرة من جانب الطفل، هو إدماج الطفل في أندية رياضية ومعاهد لغات والكشافة والهلال الأحمر كل هذه المؤسسات تعطي الطفل الانضباط والتوازن السلوكي.. فبتلك البيئة يغير الطفل اهتماماته من التلفظ إلى برامج تنموية هادفة.( وال ـ بنغازي) ف و