المرج 26 أكتوبر 2020 (وال)- اهتزازات بداية النوم .. ظاهرة حميدة لا تحتاج لأي علاج ….. كم منا جرّب الشعور بالسقوط من مكان مرتفع عند بدء الدخول في النوم، واستيقظ بعد ذلك على وقع اهتزاز جسمه، ليجد نفسه يرقد في فراشه وكل ما حوله ساكن، فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم انقلب على جنبه الآخر ليكمل نومه !!.
هذه ظاهرة معروفة لدى المختصين في طب النوم، وتُعرف باهتزازات بداية النوم : (Hypnic jerks) وهي انتفاضة لا إرادية تحدث عند الانتقال من اليقظة إلى النوم، ويشعر خلالها الشخص بأنه سقط، ويصاحبها حركة مفاجئة في الجسم قد يشعر بها الشخص الذي يُشارك المصاب في السرير.
يُؤكد الدكتور أحمد سالم أستاذ واستشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم – لوكالة الأنباء الليبية – أن هذه الحركة لا تحدث في مرحلة الأحلام، لكن تحدث عند الانتقال من الاستيقاظ إلى المرحلة الأولى من النوم، وهي المرحلة الانتقالية التي يمر بها النائم قبل التقدم إلى مراحل النوم المتقدمة.
ويضيف الدكتور أحمد سالم أنها هي مرحلة بين النوم واليقظة، وتُسبب الاهتزازات التي تُصاحب الشعور بالسقوط الاستيقاظ من النوم، مصحوبًا بشعور من الفزع اللحظي فيدرك بعده الشخص أنه ربما كان يحلم.
ويوضح الدكتور أحمد سالم أنه عادة لا يجد الشخص صعوبة في العودة مرة أخرى للنوم، ولا يعرف السبب الحقيقي لهذه الظاهرة، لكن هناك عدة نظريات منها؛ أن هذه الظاهرة ناتجة عن الارتخاء الطبيعي لعضلات الجسم أثناء الدخول في النوم، مما قد يُفسره المُخ عند بدء النوم على أنه نوع من السقوط.
ويُتابع الدكتور أحمد سالم: “تزداد الظاهرة عند الأشخاص المنهكين أو الذين حُرموا النوم لساعات طويلة، أي الأشخاص المنهكين الذين يُحاولون مقاومة النوم، كما أنها تزداد عند النوم في أوضاع غير مناسبة مثل النوم جالسًا، وعند القلق، أو الإفراط في تناول الكافيين والنيكوتين، أو ممارسة نشاط رياضي قبل النوم”.
وبحسب الدكتور أحمد سالم؛ فإنه يُنصح المختصين بالحفاظ على نمط حسن ومنتظم للنوم والاستيقاظ، والنوم في بيئية باردة ومظلمة وهادئة، ومن منظور غذائي يجب الإكثار من تناول المواد المضادة للأكسدة والحفاظ على معدل المغنسيوم والكالسيوم والحديد، فقد يزيد نقصها في الجسم من فرص المعاناة من اهتزازات بداية النوم التلقائية.
وتحدث هذه الظاهرة مرة أو مرتين في الليل، لكنها عند الأغلبية تحدث على فترات متباعدة، ويبدو أن هذه الظاهرة تُصيب جميع الفئات العمرية بلا استثناء، لكن أغلب الدراسات تُؤكد أنها ظاهرة حميدة ولا تحتاج إلى أي علاج، ويُنصح الذين يُعانون تكرار المشكلة بالابتعاد عن الإجهاد والسهر.
وفي بعض الأحيان تُوصف الأدوية لمن يُعانون من الحركة خلال فترة النوم، مثل أقراص الاسترخاء العضلي، لكن من الصعب اقتراح علاج نهائي، ومع ذلك فهي تقل كلما تقدم الإنسان في السن وتنخفض بشكل طبيعي.
وللتخلص من هذه الظاهرة؛ وتنفيذًا للسنة النبوية الشريفة واقتداء بالرسول صلّ الله عليه وسلم؛ فإن أذكار النوم هي بمثابة طريقة من أجل تفريغ الشحنات السلبية التي اكتسبها الجسم طيلة اليوم، وذلك عندما يقوم محملًا بالأعباء النفسية نهاية اليوم، حيث يُسلم المسلم نفسه وجسده إلى أوامر الله تعالى، ويلجأ إليه في التخلص من الاضطرابات النفسية التي تعود عليه في الحياة اليومية.
وتُعد آية الكرسي من ضمن أذكار النوم؛ وهي تقوم بدور الدرع الواقي والحامي للإنسان خلال نومه من الشيطان الرجيم، وتسهل في الدخول في النوم، وتخلص من الأرق أثناء الليل.
وباعتبار اهتزازات ما قبل النوم سلوك نفسي سلبي، فيجب عدم الاستمرار في التفكير متابعتها حتى وإن تكررت، وإن فشل كل شيء مما سبق؛ يمكنك إلقاء اللوم على أجدادك، لأنها قد تكون وراثة في هذه الحالة. (وال- المرج) أ ف/ ر ت