أمساعد 26 أكتوبر 2020 (وال)- نظرًا لتوقف المنافذ الجوية، كان هناك ضغط كبير على المنافذ البرية؛ منها منفذ أمساعد البري، فكان لزامًا تسليط الضوء على هذا المنفذ الجمركي، ومعرفة ما يُعانيه من مشاكل، وما يحتاجه من إمكانيات ليقوم بدوره على أكمل وجه.
أجرت وكالة الأنباء الليبية لقاء مع رئيس المنفذ العقيد وسام هابيل، ليجيب عن بعض استفسارات المواطن، وتوضيح بعض الأمور التي تخص التعاون بين جمهورية مصر وليبيا.
فقد كشف رئيس مركز أمساعد البري، عن دعم وزارة الداخلية الليبية بتوفير أجهزة تفتيش متطورة، وأنه قريبًا المسافر لن يضطر إلى النزول من سيارته، ويمكنه الدخول بها للأراضي المصرية، وكذلك سيارة الإسعاف يمكنها العبور من المنفذ في أسرع وقت.
وتحدث العقيد وسام هابيل قائلا : “منافذنا البرية من أهم الحدود التي يعتمد عليها أمن البلاد وسلامة المواطنين، فهي درع حماية لليبيا من كثير من الأمور كالتهريب والهجرة، ودخول المواد السامة والمنتهية الصلاحية، والجنود العاملين في المنافذ هم حُماة الوطن لدورهم العظيم والمهم في التصدي لشتى أنواع المخاطر التي قد تدخل إلى ليبيا”.
سيرة ذاتية
العقيد وسام سعد هابيل، خريج كلية الشرطة عام 1991، ليسانس قانون، عمل بمركز ميناء طرابلس لمدة سنتين، ومن ثم انتقل إلى ميناء بنغازي وعمل في القسم المالي، ومن ثم درس بقسم المحاسبة في جامعة بنغازي، وبسبب ظروف العمل لم يكمل المرحلة الجامعية الأخيرة، حيث أنتقل إلى مدينة طبرق للعمل كرئيس لقسم المراجعة، ومن ثم عمل كرئيس قسم التفتيش، ومن ثم رجع لقسمه الأصلي قسم المالية أو الخزينة، ومن ثم أنتقل إلى مدينة مصراتة، وعمل كرئيس للقسم المالي، ومن ثم رجع لطبرق ومن ثم إلى درنة، وفي حرب تحرير درنة اضطر للخروج منها والعمل في مطار طبرق كرئيس لقسم البضائع العامة، ومن ثم أنتقل إلى ميناء درنة بعد تحريرها كمساعد رئيس مركز، ومن ميناء درنة إلى رئيس مركز أمساعد البري مؤخرًا.
“وال”: في البداية ما سبب تنقلاتك الكثيرة من مدينة لأخرى؟
“ج”: كثرة التنقلات للأعضاء؛ يأتي من أننا مصلحة واحدة من رأس أجدير إلى العوينات إلى الكفرة، وطبيعة العمل كل سنة أو سنتين؛ هناك تنقلات للأعضاء بحسب الحاجة، فتقوم المصلحة بنقله وتوفير الإقامة.
“وال”: ما المشاكل التي يُعاني منها المنفذ في الوقت الحالي؟
“ج”: أهم المشاكل في منفذ أمساعد البري؛ هو عدم وجود الإمكانيات، فإمكانيات المنفذ ضعيفة جدًا عدم وجود إنارة، وعدم وجود مياه وتداخل الاختصاصات.
وبداية وجودي في المنفذ، صادف انتشار فيروس “كورونا” المستجد، فالحدود مغلقة والبضائع تدخل بنوعيات معينة وبانسيابية معينة، مما اضطرني إلى السماح بدخول 100 شاحنة فقط، مما تسبب في الكثير من المشاكل أيضًا، إلا أن الأوضاع الآن أصبحت أفضل بكثير من السابق.
“وال”: دخول المسافرين وخروجهم هل هناك اشتراطات معينة؟
“ج”: المنفذ البري؛ هو منفذ للمسافرين والبضائع، بالنسبة للمسافرين نسمح بدخول أخوتنا من الجالية المصرية بشروط أمنية، وخروج الليبيين للمرحلة العمرية من 18 إلى 45 بشروط، كالموافقة الأمنية أما تحت الـ 18 وفوق 45 خروج عادي غير مشروط.
“وال”: هل هناك رسوم جمركية على البضائع .. وهل رسومكم سبب في ارتفاع أسعار البضائع؟
“ج”: بالنسبة للتجار والبضائع؛ فنحن لا نأخذ أي رسوم جمركية على البضائع العربية، فقط مبلغ دخول الشاحنة المصرية وهو 350 دينار ليبي، والباقي صفر عوائد، وهذا أحد أسباب انخفاض عوائدنا الجمركية، وأما ارتفاع أسعار البضائع فسببها ارتفاع سعر شحن البضائع وارتفاع سعر الدولار.
“وال”: كم تستغرق الشاحنة المحملة بالبضائع من وقت للإفراج عنها؟
“ج”: زمن دخول الشاحنة المحملة بالبضاعة، إذا كانت الشحنة تخضع للفحص الفني كالرقابة على الأغذية والمواد الكيمائية، فالأمر يتطلب تحويلها إلى الجهات ذات الاختصاص، لأخذ إذن الإفراج النهائي لها بعد الفحص والتأكد من صلاحيتها.
فهناك جهاز خاص؛ هو جهاز الرقابة على الأغذية يقوم بسحب العينات، ويوجد معمل في طبرق وفي مدينة بنغازي، والعينة تأخذ من يومين إلى ثلاث أيام، ويفرج عنها لو كانت سليمة أو يتم إرجاعها في حالة عدم صلاحيتها، وأما مواد البناء والبلاستيك أو ما شابهها، فتخرج في نفس اليوم من المنفذ.
“وال”: عانت البلاد مؤخرًا من عمليات التهريب، كيف استطعتم التصدي لهذه الظاهرة؟
“ج”: فيما يخص التهريب؛ فليس هناك من يستطيع منعها بنسبة مائة في المائة، فحتى الولايات المتحدة لم تستطع ذلك، ولذلك نحن نقوم بمحاولات وبوجود كتيبة من القوات المسلحة لحماية المنفذ، وأيضًا جهاز البحث الجنائي؛ نحاول جاهدين القضاء على هذا الأمر، والحمد لله الأمر تحت السيطرة، وإن وجد فهو بنسبة قليلة جدًا لا تكاد تُذكر.
“وال”: ما هي آلية دخول المسافرين بعد انتشار فيروس كورونا؟
“ج”: لمواجهة فيروس “كورونا” قمنا بقفل المنفذ، ومن ثم بدأنا في إدخال العالقين من 200 إلى 300 شخص على مراحل، وبحسب كل مدينة وبحراسة، ويتم وضعهم في الحجر الصحي، ويخضعون لكشف أول وثاني، والحمد لله الأمور صارت على خير ما يرام.
“وال”: ما أكثر عمليات التهريب التي تصادفكم؟
“ج”: عمليات التهريب التي نواجهها كثيرة، وهو محاولة إدخال الطيور والأسماك إلى ليبيا، وتهريب بعض الحيوانات من ليبيا إلى الخارج، كالسلاحف البرية، ونحن نحاول جاهدين وقف ذلك والتصدي للمهربين، وكذلك عمليات تهريب السجائر، لكننا نعمل ليل نهار للقضاء على ظاهرة التهريب.
“وال”: ما أخر مستجدات التعاون مع الجمارك المصرية؟
“ج”: التعاون مع الجمارك المصرية على أعلى مستوياته، ومنذ أسبوع كان هناك اجتماع، وعلى ضوءه عقد محضر تفاهم، وهذا المحضر تحول إلى السلطات المصرية لتوثيقه وتفعيله، وبإذن الله هناك بوادر جيدة في دخول وخروج المسافرين، ومنها دخول المسافر بسيارتهم الخاصة، وخروج المريض بسيارة الإسعاف إلى أي مدينة في جمهورية مصر العربية، وإن شاء الله هناك أخبار سارة.
في شهر نوفمبر القادم؛ هناك اجتماع موسع بشأن تسهيل الإجراءات، وتخفيف الرسوم الجمركية، والجمارك المصرية وعدت بإذن الله قريبًا أن المسافر لن يضطر إلى النزول من سيارته، وذلك بسبب استجلاب أجهزة متطورة للتفتيش، والمسافر خلال دقائق يخرج من الجمرك المصري إلى وجهته، ولن يكون هناك أي تعطيل.
“وال”: يشتكي بعض المواطنين من أنهم يتعرضون للابتزاز في سفرهم خلال المعابر؟
“ج”: أي مواطن يتعرض للابتزاز سواء في الجمرك المصري أو الليبي، يجب عليه تقديم شكوى لمكتب المسئول؛ فنحن مكاتبنا دائمًا مفتوحة للمسافرين، ونحاول حل كافة المشاكل، وتصحيح أي خطأ ومعاقبة من يخترق القانون.
وأما عن تلك القصص التي يحكيها المواطن، قد تكون صحيحة، وقد تكون غير ذلك، لذلك يطلب ممن يتعرض للابتزاز ضرورة رفع شكوى للمسئول في المنفذ مباشرتًا.
“وال”: تعطيل سيارات الإسعاف تسبب في ضيق المرضى وذويهم ..كيف تصرفتم حيال هذه المشكلة ؟
“ج”: بإذن الله في الاتفاقية الليبية المصرية؛ لن يكون هناك أي تعطيل لسيارة الإسعاف، فخلال دقائق بعد دفع رسوم بسيطة تدخل سيارة الإسعاف مباشرة، ونحن نُولي موضوع المرضى اهتمامًا كبيرًا، ونُحاول بأقصى جهودنا أن نيّسره.
“وال”: ما سبب رفض الجمرك المصري عبور المواطن الليبي في بعض الأوقات ؟
“ج”: بعض المواطنين سامحهم الله؛ يكون جواز السفر بصورة شخصية، وهو طفل مثلا أو هناك كتابة بخط اليد، فمن حق مسؤول الجمارك أن يمنع سفر الشخص، ولكن مع ذلك نحاول وضع الحلول وبوجود الجوازات الجديدة؛ بإذن الله لن يكون هناك مشاكل من ذلك النوع.
“وال”: هل إمكانيات المنفذ سبب في التقصير في عملكم؟
“ج”: في ظل عدم وجود الإمكانيات؛ قد نقصر في عملنا، لكن الحمد لله في الفترة الأخيرة سيادة وزير الداخلية المستشار إبراهيم بوشناف، ووعدنا بتوفير الإمكانيات، وبدأت الأمور تتحسن من ناحية صيانة المنفذ وتوفير التمويل.
“وال”: بشأن تهريب المخدرات .. هل منفذكم يملك آلية عمل معينة للتصدي لذلك؟
“ج”: بالنسبة للمواد المخدرة؛ فنحن نعتمد على الجانب المصري بصفة كبيرة، لأن لديهم إمكانيات تفتيش بالإشعاع وبدقة، فأي شاحنة تمر من الجمرك المصري هذه الأجهزة تكشف إذا ما وجدت المخدرات بها أو لا، والسيد وزير الداخلية وعدنا بتوفير هذا الجهاز لجهاز البحث الجنائي بالمنفذ، ليكون عملنا أدق بإذن الله.
“وال”: كيف كافحتم الهجرة غير الشرعية؟
“ج”: نحن نُكافح الهجرة غير الشرعية؛ فإدارة جوازات المنفذ قائمة بدورها، فلا أحد يدخل أو يخرج إلا بإجراءات سليمة، وبفضل لواء 106، والبحث الجنائي، وإدارة المنفذ، بإذن الله قمنا بخطوات كبيرة، ولن يكون هناك أي هجرة غير شرعية من خلال المنفذ، ربما هناك هجرة من الحدود، ولكن عبر المنفذ لا بفضل الله.
“وال”: كلمة أخيرة .. توجهها إلى المسافرين عبر منفذ أمساعد؟
“ج”: أحب أن أوجه كلمة للمسافرين؛ إن العاملين في المنفذ هم أبنائهم ويسهرون على راحتهم، وهم يعملون 12 ساعة متواصلة، وقد يُصابوا بالتعب والإرهاق، وقلة النوم أيضًا من أسباب أن يكون الموظف في حالة مزاجية سيئة، فأرجو من الإخوة المسافرين تقدير ذلك، وأشكر تعاونهم معنا. (وال- أمساعد) ص م/ ر ت