واشنطن 29 أكتوبر 2020 (وال) – حذر تقرير إخباري أمريكي، من مساع تركية بقيادة رئيسها رجب طيب أردوغان، لتخريب اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، لاسيما أنه يدعو إلى انسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، الأمر الذي يعني خسارة تركيا لمنطقة نفوذ استراتيجية.
وذكر موقع “المونيتور” الأمريكي، في تقرير له، أن أردوغان، سيواصل مغامراته العسكرية في ليبيا والقوقاز ومناطق أخرى، ما لم يتلق ردًا حازمًا من قبل الدول الغربية، مُعتبرًا أن الغرب لا يعرف كيفية التعامل مع الرئيس التركي، على عكس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأشار إلى رد روسيا الحازم على تدخل تركيا في الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، بقيام المقاتلات الروسية قبل أيام قليلة بقصف مواقع تنظيم فيلق الشام المدعوم من أنقرة في منطقة إدلب شمال غرب سوريا، ما أدى إلى مقتل أكثر من 80 مقاتلًا في رسالة غير مباشرة لأردوغان بشأن موقفه في ذلك الصراع.
وتابع أنه من الواضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعلم كيفية التواصل والتعامل مع أردوغان في المكان والوقت المناسبين، مستطردا: “على عكس بوتين، فإن حلفاء تركيا الغربيين لا يعرفون حتى الآن كيفية التعامل مع أردوغان، رغم تصاعد استفزازاته في القوقاز وليبيا وسوريا وشرق البحر الأبيض المتوسط ومناطق أخرى”.
وأوضح التقرير أن أردوغان، هو الوحيد الذي انتقد اتفاق وقف إطلاق النار برعاية أمريكية في ليبيا، رغم ترحيب الأمم المتحدة ومعظم الدول بهذا الاتفاق، مؤكدًا أن سبب الموقف التركي، هو أن الاتفاق ينص على انسحاب جميع القوات الأجنبية بما فيها التركية، وخاصة من قاعدتي “عقبة بن نافع”، الوطية الجوية ومصراتة البحرية.
وبيّن التقرير أن أردوغان ليس له مصلحة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا؛ لأنه لا يريد الخروج منها، مُعتبرًا أن الرئيس التركي بإمكانه تخريب الاتفاق، نظرًا لنفوذه القوي على بعض الأطراف، وخاصة الجماعات الإسلامية المتطرفة والميليشيات.
واعتبر التقرير أن أردوغان يتحدى الولايات المتحدة، وبقية الدول الغربية بسياسة “عرض العضلات” في غياب أي رد قوي، وفي ظل الخلافات والانقسامات بين الدول الأوروبية بشأن كيفية التعامل مع استفزازات تركيا، مُشيرًا إلى تشغيل أنقرة منظومة صواريخ اس-400 التي اشترتها من روسيا، رغم التحذيرات الأمريكية.
وأرجع المشكلة إلى ضعف الغرب حاليًا، بسبب الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي وانشغال الولايات المتحدة بوباء كورونا والانتخابات الرئاسية، موضحًا أنه ما لم يتغير ذلك، وتقرر الدول الغربية اتخاذ موقف حازم تجاه أردوغان، فإنه سيواصل مغامراته واستفزازاته، وسيسعى بكل تأكيد إلى تخريب اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا، لكن حان الوقت للغرب أن يظهر موقفًا موحدًا وقويًا. (وال – واشنطن) س س