اسطنبول 31 أكتوبر 2020 (وال) – لم يجد الليبيون دليلاً أدق عن ارتهان رأس سلطتهم رئيس ما يسمى “المجلس الرئاسي” المدعو فائز السراج للإرادة التركية، أكثر من إقامته شبه الدائمة في فنادق العاصمة التركية، حيث صارت اسطنبول تتنازع هوى رئيس حكومة الصخيرات المرفوضة جنباً إلى جنب مع لندن، العاصمة البريطانية، حيث تقيم أسرته بعيداً عن طرابلس، ويقضى معهم العطلة نهاية كل أسبوع، وهو ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان السراج يدير دولته من الأراضي التركية.
السراج الذي وقع في نوفمبر 2019 مذكرة تفاهممشبوهة لترسيم الحدود البحرية مع تركيا، وحصل بمقتضى أخرى على دعماً عسكري لمليشيات حكومته لمحاربة الجيش الوطني الليبي، اختار قبل أيام أن يسافر إلى تركيا دون استقبال رسمي، متحاشياً ذكر محل إقامته حالياً في بياناته المتلاحقة، لولا تصريح مقتضب من المدعو غالب الزقلعي، الناطق باسمه لأحد المواقع الإلكترونية المحلية، حول عدم نية رئيس ما يسمى “الرئاسي” لقاء فخامة رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح في مالطا.
من تركيا، أعلن المدعو السراج تراجعه عن الاستقالة بعدما كان قد قطع على نفسه عهداً بتخليه عن السلطة نهاية أكتوبر الجاري، ومن تركيا أيضاً أعرب عن عزائه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ضحايا زلزال أزمير تليفونياً، وفي أحد فنادق اسطنبول، بحث مع ستيفاني ويليامز المبعوثة الأممية بالإنابة، مستجدات الأوضاع واستعدادات الحوار السياسي والانتخابات، دونما الإشارة في المواقف الثلاث إلى مكان إقامته.
رسمياً، زار السراج اسطنبول، عشرات المرات خلال أقل من عام، منذ توقيع مذكرة التفاهم مع الحكومة التركية، ولا يُدرى كم مرة سافر إليها سراً كما هو الحال في الوقت الراهن.
وسبق له لقاء عشرات المسئولين ذوي الصلة بالملف الليبي في فنادق العاصمة التركية، بترتيب من السلطات التركية، ومنهم السفير الأمريكي في تركيا، والسفير الأمريكي في ليبيا، ومبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، وغيرهم الكثير.
وسبق أن منح السراج لتركيا اتفاقاً لترسيم الحدود البحرية، في نوفمبر 2019، استخدمه كذريعة للتنقيب عن الغاز والنفط بكميات ضخمة، إلى جانب توقيع اتفاقيات أمنية وعسكرية وهو ما يفسر حزن أردوغان على عزم السراج على الرحيل. (وال – اسطنبول) س س