درنة 02 نوفمبر 2020 (وال) – يُقال إن التعليم في الصغر كالنحت على الحجر.. فهل النحت على الحجر صعب إلى تلك الدرجة ..؟!
عندما يبدأ الفنان في تشكيل عمله الفني نحتًا لتلك الصخور القاسية .. فهل لنا أن نساويه مع الفنان الذي يمسك بالفرشاة الناعمة والألوان .. ؟.. الأمر تشرحه وتؤكد بكل البراهين صعوبته يد النحات التي تشققت؛ وأكفه التي تحكي قسوة العمل.
أعمال فنية كتمثال الغزالة في طرابلس، ظلت سنوات وسنوات تحكي دقة النحات وفنه، وكذلك مدينة درنة بدأت يد الفنان فتحي بوجلدين تُغير صور بعض الأماكن الباهتة ليكون لنحته لحنًا جميلا يُغرد في حدائقها المنسية.
فكان هذا اللقاء لتسليط الضوء على فنان فتحي بوجلدين، الذي لطالما أضاء الحدائق والزوايا المنسية بفنه.
“وال”: ما تخصصك وكيف كانت بدايتك؟
“ج”: تخصصي فنان تشكيلي؛ وبدايتي كانت خربشات على الورق تدرجت من البسيط إلى الدقيق، عن طريق رسم الكاريكاتير إلى رسم الشخصيات، ومن ثم اتجهت إلى الاتجاه المعماري، وهو النحت الملموس وكان التحاقي بالفنان الأستاذ محمد زعطوط، والعمل معه كان هو خطوتي للانتقال إلى الأفضل بفضل الله عز وجل، وتخصصت في ديكورات الحدائق والمنحوتات الجدارية، والمصبات المائية، ومقسمات توزيع الأحواض النباتية.
“وال”: ما الأعمال الأخرى التي عملت بها؟
“ج”: عملت في الدعاية والإعلان؛ ولي فيها باعٍ طويل في مجال الخط والدعاية للمحلات التجارية، بممارسة الديكور الداخلي عملت في الأعمال بالجبس من أسقف ونحت وأقواس، وعملت فيها لفترة طويلة تعلمت فيها التصبيب والإتقان في العمل، وعملت بعدها في النقاشة، وهذه الأعمال كانت لها دورًا في صقع مهارتي وإكسابي الدقة في النحت والأعمال الإسمنتية الخارجية.
“وال”: هل لديك هوايات أخرى؟
“ج”: هواية السباحة؛ فقد عملت كرئيس للاتحاد الفرعي للسباحة في درنة، وعملت كمدرب في إحدى المدارس الخاصة لإعداد السباحين، وكذلك هوايتي تقليد الأصوات فقد اشتركت في فقرة الوفاء للإنشاد الديني، وشاركت في عدة مسابقات، وتحصلت على ترتيب، وشاركت أيضًا في عدد من الحفلات الغنائية في مدينة البيضاء ودرنة.
كما أن من هواياتي التمثيل، وكنت ممثل في فرقة بيت درنة الثقافي وقد اشتركت في مسرحيتين، وقمت بتصميم ديكورات إحدى المسرحيات التي اشتركت فيها في المهرجان الثامن للفنون المسرحية.
“وال”: لديك الكثير من الهوايات هل تجملها لنا؟
“ج”: هواياتي: الخط، الرسم، النحت، التمثيل، الإنشاد، تجويد القرآن الكريم.
“وال”: حدثنا عن أول عمل لك؟
“ج”: أول عمل لي في مدينة درنة كان عملا بسيطًا، ومن ثم التحقت بالأستاذ المرحوم محمد زعطوط؛ في تصميم حديقة الأستاذ أحمد يوسف عقيلة، بعد ذلك قمت بتصاميم خاصة في مدينة شحات والبيضاء وسوسة.
“وال”: هل تذكر لنا أسماء نحاتين في ليبيا؟
“ج”: ليبيا فيها الكثير من النحاتين؛ أذكر منهم الفنان والنحات العزيز على قلبي الأستاذ حسين بلو، ومحسن بن خيال، والفنان سمير الحصني، والكثير من النحاتين.
“وال”: قمتم مؤخرًا بعمل فني بوسط المدينة .. كيف جاءت فكرة التصميم الذي يُمثل المدينة القديمة ؟
“ج”: رأيت أن الحديقة مهملة بعد الحرب، وبتشجيع من الناس الخيرة مثل الأستاذ زهير عزوز، والأستاذ خالد عاشور، كنت أقوم بعمل فني لمقر الهلال الأحمر فرع درنة، وتعرفت إلى الأستاذ خالد عاشور، فتحدثنا عن عمل تطوعي لمدينة درنة، فاقترحنا القيام بعمل فني في جزيرة دوران الميناء، وكان هذا اتفاقي مع الأستاذ خالد عاشور، والهلال الأحمر، وبعد ذلك اتصل بي الأستاذ زهير عزوز، وعرض علي أن نقوم بعمل صيانة بسيطة لحديقة الأوقاف، فانتقل العمل التطوعي من جزيرة الميناء إلى الحديقة، وبهمة الشباب بدأنا في العمل التطوعي لتحسين مظهر الحديقة، ولم يكن في توقعنا إننا سنقوم بهذا الحجم من العمل خاصة في ظل عدم وجود الإمكانيات.
“وال”: ما هي خطوات العمل التي اتبعتموها في إنجاز عملك في حديقة الأوقاف؟
“ج”: في البداية كان علينا تنظيف الحديقة من المخلفات والأغصان والأحجار، وبعد ذلك مرحلة عمل حوض النافورة وتبرع الناس الخيرين بالمواد من صب وحديد، ومن ثم قُمنا ببناء الطوب حول الحوض، ومن ثم جلب الحجارة من منطقة الفتائح لتشكيل شكل النافورة، واستمر العمل لمدة شهر أو شهرين، حتى تم الانتهاء من النافورة، ومن ثم مسحنا الأرضية لنقوم ببناء الباب، وكانت الفكرة أن يكون هناك محل لبيع الزهور، ولكن الفكرة تغيرت إلى باب، وهو اقتراح من الأستاذ خالد عاشور، فقمنا بعمل الباب ليكون رمز يربط بين الشلال والمدينة القديمة، فاقترحت أن يكون الباب مفتوح على جامع الصحابة، ليرتبط بذلك كل معالم المدينة الشلال والمدينة القديمة ومسجد الصحابة.
“وال”: أين تجد نفسك أكثر في أي هواية تحديدًا من الهوايات؟
“ج”: أي عمل أبدأ به لو سنحت لي الفرصة؛ فأنا سأعيش العمل بكل جوارحي، ولكن أكثر شيء أمارسه في الوقت الحالي هو النحت.
“وال”: هل القيام بتصاميم للحدائق العامة مكلفة؟
“ج”: نعم في كل أنحاء العالم، فهذه التصاميم مكلفة نوعًا ما.
“وال”: إذا خُيرت في اختيار مكان لعمل فني جديد فأي مكان ستختار ؟
“ج”: سأختار جزيرة الميناء؛ لعمل سفينة قديمة تدل على منطقة الميناء، وحاليًا سأقوم بتنفيذ تصميم سفينة قديمة هي سفينة فيلادلفيا في مول المشير.
“وال”: ما الصعوبات التي تُواجهها في عملك كنحات؟
“ج”: أحوال الطقس؛ هي أكثر ما يُؤثر على عمل الفنان، فالأمطار تُقلل من جفاف المواد والشمس القوية تجعل عملي صعب في النحت.
“وال”: هل يُوفر لك عملك كنحات مردود مادي؟
“ج”: نعم الحمد لله؛ فعملي كفنان يُوفر لي متطلبات العيش وله مردود مادي.
“وال”: هل شاركت في معارض؟
“ج”: أعمالي لا يمكن نقلها للمشاركة، لأنها ثابتة كالنافورات مثلا؛ ولكن بإذن الله أحاول نحت أعمال صغيرة يُمكن نقلها للمشاركة بها في المعارض.
“وال”: هل ساعدت التقنيات الحديثة في عملك كفنان؟
“ج”: نعم فالتقنيات الحديثة؛ تُسرع من العمل وأيضًا تُساعد في دقة العمل وجودته.
“وال”: كيف ترى مستقبل النحت والنحاتين في ليبيا؟
“ج”: ممتاز جدًا؛ ويسير بخُطى جيدة.
“وال”: هل تقوم بتدريب طلاب على هذا الفن؟
“ج”: يأتيني بعض الطلاب والفنانين للتعلم، وكذلك طلبة الفنون وبعض الفنانين يسألوني على طريقة الألوان والمصبات المائية.
“وال”: ما أهم الأشياء التي تحب أن تراها في عملك الفني؟
“ج”: نظرة رضا الناس للعمل، ورضاي شخصيًا عما قمت به.
“وال”: ما خططك المستقبلية؟
“ج”:الالتحاق بأكاديمية النحت، وقد قمت بمراسلة أكاديميات خاصة للالتحاق بها وتطوير نفسي. (وال- درنة) ص م/ ر ت