البيضاء 25 أكتوبر 2016 (وال) – قال رئيس الحكومة المؤقتة عبدالله الثني إن رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي كانوا يريدون أن تخرج الحكومة المؤقتة عن الشرعية وتقوم بعمل غوغائي وتسلم الحكومة لهم دون تعليمات البرلمان ونيل الثقة.
وأضاف الثني في تصريحات تلفزيونية أمس الإثنين أنه بعد تكوين المجلس الرئاسي اتصل برئيس المجلس فايز السّراج وبارك له وأبلغه استعداد تسليم حكومته إلى المجلس خلال 72 ساعة في حال نيل حكومة المجلس الثقة من البرلمان.
وأشار رئيس الحكومة المؤقتة إلى أن حكومته على استعداد تام لتسليم المهمة في حال تم تكليف حكومة أخرى وستكون حكومته حكومة تسيير أعمال إلى حين قيام التسليم والاستلام.
حكومة الوحدة والشروط
أما فيما يخص تشكيل حكومة وحدة وطنية قال الثني إنه كان هناك مبادرة من قبل البرلمان وتم تكليف لجنة من البرلمان بالتواصل مع أعضاء من المؤتمر الوطني، وكان هناك تنسيق كامل وعرض الأمر على رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح والقائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر.
ومن ثم جرى لقاء مع ما يعرف برئيس حكومة الإنقاذ خليفة الغويل للتباحث معه إذا ما تم سيطرتهم على العاصمة ووجودهم بالفعل وأصبحوا جسماً حقيقياً في العاصمة واعترفوا بشرعية البرلمان والقيادة العسكرية الحالية، حيث سيتم دمج الحكومتين لفترة انتقالية، بالإضافة إلى الإسراع في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة لانتخاب رئيس الدولة واعتماد الدستور وألا تزيد مدة الحكومة عن 18 شهراً في أقصى الاحتمالات.
ولفت رئيس الحكومة الليبية المؤقتة إلى أن الاتفاق عرض على مجلس النواب وهم ينتظرون ما يصل إليه البرلمان من إجراء.
نجاحات وإخفاقات
وتحدث الثني عن عمل الحكومة المؤقتة منذ 2014، حيث قال إن حكومته طيلة 25 شهر لم تصل لها إيرادات النفط على الإطلاق وكل التسيير الذي قامت به هو 350 مليون دينار شهرياً كمرتبات دون الباب الثاني والثالث بالإقراض فأكبر معضلة تواجهها هي الإيرادات المالية.
مبينا أن حكومة بدون مال من الصعب أن تسير الأمور ومع ذلك نجحت حكومته على الأقل في أمور كثير ، أم المجلس الرئاسي الذي لديه الأموال وإيرادات النفط تودع لديه لم يستطع أن يوفر الكتاب المدرسي والحكومة المؤقتة أمنت الكتاب المدرسي بــ “55” مليون دينار بالإقراض ووزعت الكتاب المدرسي على كافة أنحاء ليبيا.
وأشار إلى تسيير الرواتب بشكل منتظم فكل شهرين على الأقل موظفو الدولة ينالونا رواتبهم وتوضع في المصارف وتوفر السيولة في خزائن مصرف ليبيا المركزي ولكن وزارة المالية توفر الصكوك للمصارف التجارية وتودع في حسابات موظفي الحكومة .
التعامل مع الأزمات
وتطرق رئيس الحكومة إلى الصعوبات التي تواجه حكومته، حيث تمكنت من جلب الاستثمارات الخارجية لليبيا، لافتاً إلى أنه في الأيام القادمة سنوقع على اتفاقية لنقل التيار الكهربائي ما بين ليبيا واليونان.
وأفاد أن هناك شركات استثمارية كبيرة ستوقع عقداً مع الحكومة الليبية لاستغلال الطاقة الشمسية في الصحراء الليبية ونقل الطاقة عبر كيبل بحري يمتد من ليبيا إلى اليونان لتصدير الطاقة لأوروبا بالكامل، ويعتبر مصدر إضافي غير النفط لليبيا ويؤمن فرص عمل وستكون هناك محطة كبيرة للطاقة في مدينة الجغبوب.
ولفت إلى وصول ائتلاف شركات من الصين للاستثمار في ليبيا بحوالي 50 مليار لمدة 20 عام، حيث سيتم إنشاء أكبر ميناء بحري في مدينة طبرق لربطه مع السودان عبر شبكة سكة حديد، وكذلك أكبر المطارات التجارية ستكون في طبرق، بالإضافة لإمكانية إنشاء 10 ألاف وحدة سكنية ومستشفى بحوالي سعة 300 سرير وجامعة متكاملة.
وأوضح الثني أن هذا المشروع سيتم إنجازه خلال 36 شهر بنظام POT وهو دفع الأموال من الشريك الأجنبي وبعد عشرين عاماً سيتم تسليم المشاريع بالكامل للدولة الليبية، وهذا ينطبق على كل المدن الليبية حسب الوضع الاقتصادي وإمكانية الاستفادة من موقعها الجغرافي وإمكانياتها الاقتصادية. (وال- البيضاء) م ف/ أ د