طرابلس 14 نوفمبر 2020 (وال) – يأبى سامي الساعدي المسؤول الشرعي للجماعة الليبية المقاتلة الإرهابية (سابقًا) والقيادي حاليًا في دار الإفتاء بقيادة الصادق الغرياني المفتي المعزول، التوقف عن إصدار الآراء والدعوات والفتاوى الغريبة والمتشددة لصالح الأتراك، وكان آخرها ما قاله اليوم عن المملكة العربية السعودية.
الساعدي المقيم في تركيا بمنشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، اليوم السبت، قال: “الدولة السعودية أولى بوصف الخوارج في العصر الحديث عندما تآمرت على العثمانيين تلبيةً لرغبة الإنجليز”، وكان تعليقه هذا في ما بدا أنه رد على تصنيف هيئة كبار العلماء في السعودية لجماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية ولا تمثل الدين، وبالتالي خارجة عنه”، حسب قوله.
وفي رد له على معلق قال له أن وصف حكام المملكة بالخوارج لا يستساغ لأنهم لم يبايعو السلطان العثماني أصلًا حتى يخرجوا عنه، ليرد الساعدي المصنف على لائحة الإرهاب النيابية بالقول مبررًا: “لا يلزم البيعة الخاصة ومجرد كون الحرمين رسميًا تحت سلطة العثمانيين المسلمين يحرم الخروج عليهم .. فكيف وهم رفعوا السلاح في وجه العثمانيين؟”، حسب قوله.
ويعتبر سامي الساعدي السجين السابق في بريطانيا التي سلمته إلى ليبيا بعد اعتقاله في أفغانستان على يد القوات الأمريكية أحد أشد “الدعاة” الموالين للسياسات التركية في ليبيا والمنطقة، أو ما بات يعرف بـ “دعاة التتريك والعثمانية الجديدة”.
وبإسقاط هذا الادعاء الشاذ من الساعدي حول اعتباره الدولة السعودية من الخوارج لأنها خرجت على المحتلين العثمانيين اللصوص الذين سرقوا أجزاء من الحجر الأسود وبعض مقتنيات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيعتبر من ثاروا في ليبيا ضد همجية العثمانيين من الخوارج أيضًا !!.
وفي ليبيا قاد الشيخ غومة بن خليفة المحمودي شيخ قبائل المحاميد وزعيم المنطقة الغربية في ليبيا 1831-1858 واحدة من كبريات الثورات في العالم العربي ضد السيطرة العثمانية 1835-1858 وهو أحد الأبطال والفرسان المميزين والمشاهير في الذاكرة الشعبية الليبية.
وقاد المحمودي حركة مقاومة ضد همجية الحكم العثماني، بسبب سوء الإدارة والرغبة في حصول الجبل الغربي على استقلال ذاتي وتولى إدارته من قبله.
وتعتبر حركة الشيخ غومة المحمودي (1835-1858م) من أهم الحركات التي شهدتها إيالة طرابلس الغرب إبان الحكم العثماني (1551-1911) وأبرزها، فقد كانت حركة شعبية بمعني أنها شملت قطاعًا كبيرًا من سكان الإيالة، ضم بعض القبائل الكبيرة ذات القوة والنفوذ واتسع تأثيرها في منطقة جغرافية واسعة ضمت معظم الجبل الغربي والمنطقة الغربية من الإيالة.
واستمرت فترة زمنية طويلة ناهزت الربع قرن، فشكلت بذلك خطورة كبيرة هددت الوجود العثماني في البلاد، وألحقت بجيش العثمانيين الهزائم في عدة مواقع، واستنزفت إمكاناته الاقتصادية وسببت له الأزمات السياسية التي أدت إلى سقوط الولاة وتغيير القيادات العسكرية.
ومن هؤلاء الولاة الهمجيين الذين قاومهم الشيخ غومة “رئيف باشا” حاكم ولاية طرابلس الذي أمعن في سلب الليييين، من خلال الضرائب وفرض عقوبات قاسية على من يعجز منهم عن دفعها، تراوحت بين الضرب بالسياط ومصادرة الأراضي والأغنام وحرق الديار. كما انتشرت على يد رئيف باشا عقوبات وحشية مثل قطع الآذان.
وكانت ثورات غومة موضوع اهتمام الباب العالي والسلطان العثماني بصورة شخصية، وكانت لها تأثيراتها على الأوضاع القبلية ومراكز النفوذ في الإيالة، وانتهت بعد نفي ونضال طويل باستشهاده على يد الغزاة العثمانيين الذين أوقعوا به في فزان وقطعوا رأسه وطافوا بها شوارع وسط طرابلس، إلا أن كل ذلك وبحسب إسقاطات الساعدي يعد من عمل الخوارج لا من عمل النضال، كنضال الدولة السعودية للخروج من تحت عباءة المحتل العثماني. (وال – طرابلس) س س