المرج 16 نوفمبر 2020 (وال)- مع هطول الغيث النافع، تبدأ الأرض بطرح خيراتها من الثمار البرية ، وفي نهاية أكتوبر وحتى بداية يناير تثمر أشجار الشماري (Arbutus pavarii ) فاكهة “العجُّور” البرية المشهورة محليا بـ “الشماري” والتي تشبه إلى حد ما “التوت البري”.
وتعيش شجرة “الشماري” في غابات الجبل الأخضر، وهي مُعمرة، إذا أتيحت لها الحماية الطبيعية وتتطلب دائما غطاء عند انباتها ،وهي تخلق طبيعية، وبذرتها محببة ،وقد يصل إنتاجها لحوالي (3300) بذرة في الموسم الواحد ، وأورقها عريضة ومركبة متقابلة دائمة الخضرة لا ترتقع أكثر من (6-8) أمتار، و تتطلب تربة رطبة ولهذا لا تعيش في الأراضي الرملية.
تنمو ثمرة “الشماري” صلبة، بلونها الأخضر الفاتح، وتصبح حين تنضج شديدة الليونة، بلونيها البرتقالي والأحمر ، و ثماره تخرج قبل أزهاره ولا علاقة للإزهار بالثمار، والأزهار بيضاء اللون جميلة، تظهر في موسم البرد وتسمى (الحنّون ) وهي على شكل جرس مائل إلى أسفل حتى لا تدخلها مياه الأمطار ،و يرعى عليها النحل فينتج عسل مر المذاق لاحتوائه على مادة الأربوتينيو (Arbutineo) المرة وهو صالح لمرضى السكر؛ لأن السكر الذي به هو( الفراكتوز) الذي لا يحتاج إلى إنسولين وهو عسل طبي بفوائد متعددة.
“شجرة الشماري ” معروفة في ليبيا فقط باسم ( الشماري )، ومعروفة في حوض البحر الأبيض المتوسط باسم ( شجر القطلب ) وتوجد قرية في سوريا أسمها (القطلبية) ولها ينسب الاسم، وتوجد العديد من الفصائل المختلفة في أنحاء كثيرة فمثلاً في دول المتوسط يوجد القطلب الأندرنكي في سوريا وأسبانيا واليونان وباقي دول شمال أفريقيا ماعدا ليبيا .
وكما توجد ثلاثة أنواع أخرى متوزعة في الولايات المتحدة والمكسيك ،الفصيلة الموجودة في ليبيا اسمها القطلب البافاري ( لاعلاقة لمقاطعة بافاريا الألمانية بالموضوع ولكن لعله اسم المكتشف) وهذه الفصيلة غير موجودة على وجه الأرض إلا في الجبل الأخضر ليبيا . ويصعب نقل أو تخزين ثمارها ، ولهذا يشرع هواة جمعها وعشاق لذتها والباحثين عن فوائدها الجمة، في حزم أمتعتهم ليجمعوا ما لذّ منها وطاب ،ويتكبدون المشي لمسافات طويلة وتسلق الجبال والوديان لجمعها والتمتع بمذاقها شديد الحلاوة، ومؤخراً قد لجأ بعض المزارعين لتسويقها في الأسواق المحلية وعلى الطرق الساحلية، ولكنها محاولات فردية غير ناجحة لعدم قدرة الثمرة على التماسك لفترة زمنية طويلة .
وينتظر الجميع في الجبل الأخضر موسم “الشماري” لتعلقهم بالفاكهة البرية ،وبالرغم من تنوع وتعدد خيرات البراري ، إلا أن ثمار” العجور” هي الأوفر حظاً ،وربما يعزى ذلك لحلاوة طعمها، وكذلك لشكلها المميز مما يشجع هواة التصوير للتصوير و للترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي .
يفضل عشاق “الشماري” تناول الفاكهة طازجة بدون إي إضافات لفوائد الثمار المتعددة ،وقيمتها الغذائية ، ومؤخراً أصبحت للثمار استخدامات أخرى كالمربى ومع الحليب والزبادي، أو يحضر كعصير طبيعي ، وكما تداول استخدامه في تزيين الحلويات.
ورصدت منظمات بيئية ليبية في مناطق متفرقة من الجبل الأخضر، انتهاكات واعتداءات على الغابات والمحميات الطبيعية.
وقالت إنها باتت “تهدد نبات الشماري بالانقراض”. و”الشماري” مسجَل دولياً على القائمة الحمراء من قبل الاتحاد الدولي لصون الطبيعة المهددة بالانقراض. ويتفوق “الشماري” الليبي على مثيله المنتشِر في دول حوض المتوسط، لكنه يقترب من الانقراض بسبب الانتهاكات التي تتعرض لها محمية “الشماري” الواقعة في منطقة لملودة، قرب درنة.( وال ـ المرج ) أ ف