القاهرة 18 نوفمبر 2020 (وال) – احتفل العالم يوم 29 من أكتوبر من كل عام، باليوم العالمي لمرض الصدفية، حيث أطلق منظمو اليوم العالمي للصدفية حملة ضخمة هذا العام تحت شعار لعلمك، لتسليط الضوء على خطورة نقص المعلومات حول المرض، والذي ينعكس سلبياً على المرضى.
الخبراء في هذا المرض أكدوا، لبوابة الوطن المصرية، أن اطلاع المجتمع على حقيقة عدم انتقال مرض الصدفية عن طريق اللمس أو الاتصال الوثيق فهو ليس مرض معدي، الأمر الذي يقلل من الوصمة والتمييز والاستبعاد للأشخاص الذين يعيشون مع الصدفية، بالإضافة إلى أنه أحد أمراض المناعة الذاتية، ويشكل المرض حمل ثقيل جسدي، واجتماعي، وعاطفي، واقتصادي، بل إن هناك معركة محتدمة تحدث داخل جسم المريض لا يظهر منها على سطح الجلد سوى البقع السميكة المتقشرة، ورغم أنه مرض مزمن إلا أن هناك علاجات جيدة تستهدف جهاز المناعة والجلد، وللمساهمة في تصحيح المعلومات وأهميتها.
وقررت شركة جانسن للأدوية إحدى شركات جونسن أند جونسن العالمية والتي تعتبر إحدى الشركات الرائدة في مجال علاجات الامراض المناعية المشاركة في فعاليات هذا العام باليوم العالمي للصدفية من خلال رفع التوعية وإلقاء الضوء على استمرار معاناة المرضى، وضرورة تقديم أفضل رعاية صحية لهم.
ومن جانبه قال أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية كلية طب جامعة عين شمس الدكتور محمود عبد الله، في تصريحات صحفية، إنه حتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي كان ينظر لمرض الصدفية على أنه مرض جلدي غير معروف السبب، ولكن في نفس الفترة تم اكتشاف سبب الصدفية الرئيسى الذى يعود إلى خلل في جهاز المناعة، وأن الأدوية المثبطة للمناعة قد تؤدي إلى تحسن كبير للمرض.
وأضاف: أن مرض الصدفية يصيب من 1 الى 3٪ من البشر حسب الاحصائيات العالمية، ويعتقد أن خلل مناعي ناتج عن بعض الجينات قد تؤدي إلى ظهور المرض، مشيراً إلى أنه مرض غير معدي، ولكنه يورث للأبناء فإذا كان أحد الأبوين مصاب بالصدفية فإن احتمال إصابة الأبناء 14٪، وفى حالة إصابة الوالدين معاً فان احتمالية إصابة الأبناء تصل إلى 41٪.
وأكد أن نتائج الأبحاث العلمية كشفت أن الخلل المناعي لا يصيب الجلد فقط ولكن قد يصيب المفاصل والأمعاء ونتيجة الخلل المناعي يصبح مريض الصدفية في حالة عدم علاجه أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، والسكر، والذبحة الصدرية، والسكتة الدماغية، وتراكم الدهون على الكبد، ولذلك فان الصدفية تعتبر مرض جهازي يصيب عدة أجهزة بالجسم، ولكنه في كل الأحوال غير معدي.
وعلى صعيد آخر أكد أستاذ الامراض الجلدية جامعة الأزهر، ورئيس الجمعية المصرية للصدفية الدكتور عماد الدين الجمل أن مرض الصدفية ينقسم إلى 3 حالات، خفيفة، ومتوسطة، وشديدة، مشيراً إلى ان كل حالة لها علاجها المخصص ليناسبها مما يساعد على سرعة عودة المريض إلى طبيعته النفسية، والاجتماعية، والجسدية، فهناك الدهانات، والأدوية الفموية، والحقن.
وأضاف بأن مرض الصدفية مرض مناعي غير معدي، ويعود لأسباب وراثية، وجينيه، والتاريخ العائلي، وتشخيصه مبكراً يجنب المريض مضاعفاته التي قد تصل إلى التهاب المفاصل، مما يؤثر على دراسته، وعمله، وحياته اليومية بشكل ملحوظ.
وأشار إلى أن النظم الغذائية الجيدة له دور كبير في الحد من شدة مرض الصدفية، وتحسن استجابة المرضى للعلاج، مؤكداً أن النظم الغذائية التي تعتمد على الفواكه والخضراوات هي الأفضل لهؤلاء، كما أن السمنة، والتدخين تؤثر سلبياً على مرضى الصدفية، وتزيد من شدة المرض.
وأوضحت أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بطب عين شمس، وعضو جمعية الصدفية الدولية ورئيسة الجمعية المصرية للأمراض الجلدية الدكتورة مهيرة حمدي السيد أن الصدفية مرض مزمن غير معدي طبقاً لبيان منظمة الصحة العالمية عام 2006، وفي بيانات أخرى أكدت أن مرضى الصدفية نسبتهم تزداد عالمياً، وخاصة في بعض الدول، مشيرة إلى أن مريض الصدفية يعيش حالة من التعاسة والمعاناة طوال عمره، فهو مرض ليس له علاج، ولكن يمكن السيطرة عليه عن طريق العلاج المستمر، ويعتبر المظهر السيء للجلد أحد أكبر ما يعانيه مرضى الصدفية، ولكنه ليس الوحيد، حيث يعانى المريض من حكة شديدة، وآلام مبرحة، والتهاب بالمفاصل في بعض الحالات مما يؤثر على الحركة، كما أنه يعانى بشدة من الناحية المعنوية والنفسية والجسدية، ويمتد التأثير لأسرته، وكل من حوله، ويحتاج لعناية خاصة من الجميع وعلى رأسهم الدولة، وفيما يتعلق بالعلاج فإن فرص المرضى حالياً أفضل كثيراً ، حيث ظهرت أدوية بيولوجية حديثة يمكنها توصيل المريض لحالة من صفاء الجلد الكامل، وهو نوع من الإعجاز بالنسبة للمريض، ولكنه علاج باهظ الثمن ويحتاج إلى دعم من الدولة خاصة وأن العلاج يجب أن يستمر مدى الحياة.
وبدوره أكد أستاذ الأمراض الجلدية كلية طب جامعة بنها الدكتور عاصم فرج أن التشخيص المبكر بالوسائل الحديثة، والعلاج بالأدوية الجديدة تشكل خط الدفاع الأمثل لعلاج مرضى الصدفية، وتحقيق نتائج مذهله، مشيرًا الى أن مرض الصدفية يؤثر بشكل عام سلبيا على الصحة العامة للمريض حيث يؤثر على المفاصل، والأوعية الدموية، والقلب، كما أن السمنة لها دور كبير في شدة المرض وخفضها ينعكس إيجابيا على العلاج.
وأوضح أن أحدث وسائل التشخيص تتركز على منظار متطور لفحص الأمراض الجلدية، لافتا إلى أن مريض الصدفية أصبح يمكنه ممارسة حياته بشكل طبيعي على كل الأصعدة خاصة أنه مرض غير معدى، كما أن توفر العلاج البيولوجيى غير شكل المرض واصبح يمكن السيطرة عليه بشكل جيد.
ومن جانبه قال المدير التنفيذي لشركة جانسن لشمال شرق أفريقيا والأردن الدكتور رامز محسن، إن الشركة تتمتع بخبرة كبيرة بدأت منذ زمن بعيد في الأمراض المناعية بشكل عام، والصدفية بشكل خاص، ويتماشى ذلك مع معتقدات الشركة بحق المريض بالعيش في المجتمع متمتعاً بحياة ذات جودة مرتفعة، ومن أجل الاستمرار في تحقيق ما تؤمن به الشركة يتم بذل جهود ضخمة في مجال البحوث، والتطوير. (وال – القاهرة) ر ع \ أ أ