الموصل 19 نوفمبر 2020 (وال) – دعت اليونسكو، الإثنين، كلّ ذي موهبة من المهندسين المعماريّين في جميع أنحاء العالم إلى المشاركة في المسابقة المعماريّة الدوليّة المُقامة خصيصاً لإعادة إعمار وإعادة تأهيل مجمع جامع النوري في مدينة الموصل العراقية.
حيث تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بتمويل مشروع إعادة الإعمار، ويعد الانضمام إلى مبادرة “إحياء روح الموصل” فرصة فريدة لإحداث تغيير في حياة سكان المدينة، ومساعدتهم على إعادة بناء مدينتهم بعد تحريرها من تنظيم “داعش”.
تصميم نظريّ
ويتعيّن على الراغبين في المشاركة تقديم تصميم نظريّ للمجمع بحيث يأخذ في الاعتبار صون الأجزاء القائمة من جامع النوري والحرص على انسجامها مع المباني الجديدة، إضافة إلى إعادة تأهيل عدد من المباني التاريخية ودمجها مع التصاميم الجديدة.
هذا وتشمل المسابقة أيضاً إعداد تصميم للمنظر العام للموقع بأكمله، فضلاً عن إيجاد مساحات جديدة للمجتمع المحلي كي تُستغل للأنشطة التعليمية والثقافية والاجتماعية، إذ يتوخّى المشروع تخصيص هذه المساحات لخدمة المجتمع المحلّي بطرق عدة لا تقتصر على الوظيفة الدينية الرئيسية للموقع.
وتمثّل دعوة مفتوحة لتقديم المشاريع على أن يكون التقدمُ قائماً على أساس سرية الهوية، وسيبقى باب التقديم مفتوحاً حتى 26 مارس من العام المقبل، وسيُعلن اسم الفائز في الربيع المقبل.
هذا وستقوم لجنة تحكيم دوليّة مؤلّفة من 9 أعضاء وعُضوَين مُناوِبين باختيار التصميم الفائز، والتصاميم التي ستحصد المراكز الأربعة التالية. أما أعضاء اللجنة والعضوان المناوِبان، فهم: هويدا الحارثي من المملكة العربية السعودية، وأحمد يوسف العمري ورايا العاني من العراق، وخافيير كازانوفا من إسبانيا، وأمل شابي من دولة الإمارات العربية المتحدة، وشهيرة فهمي من مصر، ودومينيك بيروه من فرنسا، ووانغ شو من الصين، ومارينا تبسّم من بنغلاديش، وشادية طوقان من فلسطين، وجيرزي أوزنويس من بولندا.
وسوف تُقام حملة عالميّة لإعلام المهندسين والمعماريّين والطلاب في جميع أنحاء العالم بالمسابقة ودعوتهم إلى المشاركة فيها وتقديم مشاريع تصاميم لمجمع جامع النوري. وتولي المسابقة أهميّة خاصة لتشجيع الشعب العراقي على المشاركة في إعادة إعمار تاريخهم وصقل ملامحه من جديد.
تشبّث بالأمل
بهذه المناسبة، قالت أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو: “تبعث مبادرة إعادة إعمار وإعادة تأهيل هذا المجمع التاريخي المهمّ رسالة قويّة تدعو إلى الصمود والتشبّث بالأمل، فبالصمود والأمل نخطو خطوتنا الأولى نحو تحقيق التماسك الاجتماعي والتصالح في العراق، في فترة ما بعد الصراع. وبالطبع، تجسّد المواقع والمعالم التاريخية رمزاً قوياً للانتماء والمجتمع والهوية”.
وتابعت: “ومن شأن إعادة تأهيلها تيسير تعافي ذاكرة أهالي الموصل الذين كانوا في يوم من الأيّام جزءاً من مدينة نامية ونابضة بالحياة. ويمثّل مجمع جامع النوري، منذ تشييده في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، معلماً رئيسياً من معالم الحياة والتنمية الحضرية في مدينة الموصل”.
أيقونة تاريخية
من جهتها، أكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، في تغريدة على حسابها على تويتر، أن “الجامع النوري قيمة حضارية إنسانية”.. وأضافت في التغريدة: “احتضنت الموصل الكثير من الثقافات والحضارات والأديان.. واليوم ندعو المصممين والمعماريين من جميع أنحاء العالم للمساهمة في إعادة إعمار الجامع من خلال مسابقة معماريّة دوليّة”.
وقالت معالي نورة الكعبي في تصريح لها: “تنطلق المسابقة المعمارية الدولية لتصميم مجمع الجامع النوري من رؤيتنا بضرورة إشراك المجتمع العراقي والمصممين والمعماريين العالميين في جهود إعادة إعمار هذه الأيقونة التاريخية، وبما يتيح لنا إكمال المشروع بالتعاون مع شركائنا وفق أعلى معايير ترميم المواقع الأثرية المتبعة في منظمة اليونسكو. تحمل المسابقة المعمارية رسالة قوية مفعمة بدلالات التضامن والتعاون بين الجميع لرسم المستقبل الذي يستحقه أهالي الموصل، هذه المسابقة تُعبر عن الاستحقـاق العالمي ودوره المطـلوب تجاه صون التراث والحفاظ على الموارد الثقافية”.
ذاكرة شعب
بدوره، أكّد حسن ناظم، وزير الثقافة العراقي، أنّ “تدشين هذه المسابقة المعمارية يمثّل فرصة لكلّ ذي موهبة في هذا العالم للمشاركة في إعادة بناء جامع النوري ومئذنته الحدباء. وإنّنا، وإذ نعيد بناء هذا الصرح التاريخيّ، إنّما نستعيد هيبَة التراث العراقي ونقدّره حقَّ قدره، ولا سيما التراث في مدينة الموصل، ونحيي ذاكرة الشعب ونعيد ترميم الدّمار الذي خلّفه تنظيم (داعش)”.
كما قال رئيس ديوان الوقف السني في العراق، سعد كمبش: “تنطوي إعادة بناء جامع النوري ومئذنته على غاية أسمى من مجرّد رصّ الحجارة. فإننا وإذ نعيد بناء هذا الصرح، إنّما نسرد قصة الشعب الذي تحدّى الموت لتتفتّح براعم الأمل وتشق الطريق أمام الإنسانية كي تمضي في مسيرتها قدماً”.
وعلاوة على إعادة إعمار وإعادة تأهيل المعالم التاريخية، تصبو المبادرة أيضاً إلى بلوغ الأهداف التالية: إعادة تأهيل النسيج التاريخي للمدينة القديمة في الموصل. وإنعاش الحياة الثقافية في المدينة. وتقوية النظام التعليمي وضمان التعليم ذي الجودة للجميع. (وال – الموصل) ح م \ س س