بريتوريا 20 نوفمبر 2020 (وال) – اعتبر مندوب جنوب أفريقيا بمجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، أن جهود رئيسة البعثة الأممية للدعم إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز، والمشاورات الواسعة التي عقدتها مع كل الأطراف في ليبيا، دلالة على استطاعة المرأة القيادة بالفعل عندما تحصل على الفرصة حتى في أصعب الظروف.
ورأى في كلمته بجلسة مجلس الأمن الدولي الافتراضية حول ليبيا، أن ويليامز أعطت الفخر لملايين النساء في كل مكان، خاصة وأن العالم يحتفل في 2020م بـ”بكين+25″، وكذلك خطط المرأة للسلام والأمن.
وتابع: “نحن نشعر بتفاؤل إزاء التطورات الأخيرة التي شهدتها ليبيا، والتي نرى أنها تضع الليبيين على مسار إيجابي”، مُشجعًا الأطراف الليبية على مواصلة هذا الزخم لمصلحة الليبيين جميعًا.
ورحب، بالتقدم المحرز بالتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار واستمرار عمل اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، وما تبعه من هدوء نسبي، مُعبرًا عن تفاؤله بالبيئة الودية والبناءة التي سادت الحوار.
وأكد، أن هذه التطورات تبني الثقة لهذا المسار في الاستمرار، مُشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الحل في ليبيا لا يمكن أن يحل على المدى القصير، وأن هذا يظهر من تلقاء نفسه؛ حيث النزاع لم يخدم أحد في البلاد ولم يؤدي سوى إلى الدمار والبؤس.
وذكر، أن التطورات البناءة في هذه المرحلة والتي شاهدناها، مهدت الطريق من أجل وضع خارطة طريق ينبغي أن تؤدي في نهاية المطاف إلى الحل في ليبيا عبر الانتخابات، مجددًا تأكيد جنوب أفريقيا على أن الحوار الليبي الشامل للجميع هو الطريق المحوري للوصول إلى حل سياسي.
ولفت، إلى أن بلاده ترى أن المؤسسات الموحدة في ليبيا هى الأساس لاستعادة العدالة والمساءلة لكل المواطنين، مُعربًا عن دعمه الكامل لنتائج الحوار الليبي، قائلاً: “نرحب بالحوار الذي انعقد بالحضور الشخصي في البلد الشقيق تونس”، مُقدرًا للحكومة التونسية استضافتها هذا الحوار سعيًا لتحقيق الأمن والاستقرار.
واعتبر أن هذا الحوار ضروري وأدى إلى نتائج وصفها بـ”التاريخية”، بما في ذلك عقد انتخابات وطنية في 24 ديسمبر 2021م، الذي يتزامن مع عيد استقلال ليبيا، منوها إلى أن استئناف الطيران داخل ليبيا يدعو إلى التفاؤل وحماية المرافق والمطارات والبنية التحتية.
وجدد، دعمه لهذه المحادثات التي تنتهي بعقد انتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة وحرة وذات مصداقية، مُشيرًا إلى أنها تتزامن مع مؤتمر في أديس أبابا، وأن جنوب أفريقيا ترحب وتدعم بالمناسبة جهود الاتحاد الافريقي المستمرة.
ورأى أن الكل يعمل في وحدة صف وهدف مشترك ومتكامل من أجل إنهاء الأزمة الليبية، داعيًا أعضاء مجلس الأمن إلى عدم نسيان أن استمرار الأزمة سيؤدي إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية ويزيد من حدة آثار جائحة كورونا؛ وهو ما يثير القلق بالفعل حتى الآن.
ورحب باستئناف انتاج النفط وتصديره لما في ذلك من مصلحة لليبيين، مُعربًا عن سروره بأن إنتاج النفط في ليبيا وصل لأكثر من مليون برميل يوميًا؛ حيث سينعكس ذلك على الإيرادات التي ستُخفف بدورها من بعض المعاناة.
كما رحب بعمل لجنة الجزاءات، مُشيرًا إلى أن الليبيين جميعًا مستفيدين، داعيًا من جهة أخرى إلى احترام حظر السلاح المفروض على البلاد، والذي لازال يُنتهك، وإنهاء التدخل الأجنبي في ليبيا فورًا، لأنه لا يُطيل المعاناة فحسب، بل يهدد السيادة الليبية ويعيق جهود السلطة.
وشدد، على أنه لا زال هناك الكثير لضمان أن هذه الانطلاقة الإيجابية نحو ضمان التنمية والأمن والسلام في ليبيا؛ وأنه من الأهمية تأسيس آلية لرصد وقف اطلاق النار، تساعد على صون الهدنة النسبية الحالية وإنهاء العنف.
وأوضح أن انسحاب المقاتلين الأجانب بكل معداتهم وعتادهم جزء أصيل من هذه العملية وكذلك إزالة كل الألغام، داعيًا الاطراف الليبية والشركاء والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى عقد الانتخابات في التاريخ المُتفق عليه من قبل المشاركين في الحوار السياسي.
وذكر، أن هذه الخطوة يمكن أن تتوازي مع عقد الاتحاد الافريقي لحوار ليبي في أديس أبابا، معتبرًا أن هذا مفتاح تكاتف الاطراف الليبية وبدء تضميد الجراح في ليبيا. (وال – بريتوريا) س س