20نوفمبر 2020 (وال) يعرف العنف الموجه ضد المرأة بجميع أشكاله، بأنه ” ذلك العنف الجسدي والنفسي والجنسي واللفظي، والحرمان الاجتماعي والاقتصادي والتهديد بهذه الأعمال، والإكراه، وسائر أشكال الحرمان من الحرية، وذلك بسبب كونها أنثى، سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر، ويؤدي إلى إلحاق ضرر أو الم جسدي أو نفسي أو جنسي أو عقلي أو اجتماعي أو اقتصادي بها، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة” .
فالعنف هو “الاستخدام المتعمد للقوة أو السلطة أو التهديد بذلك، ضد الذات أو ضد شخص آخر، أو عدد من الأشخاص أو مجتمع بأكمله، مما يترتب عنه أو قد يترتب عنه أذى أو موت أو إصابة نفسية أو اضطراب في النمو أو حرمان.”
وتشير الموسوعة العلمية أن مفهوم العنف يعني ” كل فعل يمارس من طرف جماعة أو فرد ضد أفراد آخرين عن طريق التعنيف -قولاً أو فعلاً -وهو فعل عنيف يجسد القوة المادية أو المعنوية اليوم العالمي لنبذ العنف ضد المرأة لقد وقع اختيار النشطاء على التاريخ 25 /نوفمبر، كيوم لمناهضة العنف ضد المرأة منذ عام 1981.
وجاء الاختيار على إثر الاغتيال الوحشي عام 1960 للأخوات (ميرابال) الثلاثة وهن ناشطات سياسيات من جمهورية الدومينيكان، وذلك بناء على أوامر من الحاكم الدومينيكي “رافاييل ترخيو” وفي25نوفمبر عام( 1999) حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، ودعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتنظيم فعاليات ذلك اليوم المخصص للتعريف بهذه المشكلة، مما يمهد الطريق نحو القضاء على العنف ضد النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم.
الإسلام كان السباق في نبذ العنف ضد المرأة
قبل أن تتخذ الأمم المتحدة هذه الخطوة، وقبل أن تخصص يوما واحدا، في العام لمناهضة العنف ضد النساء أكد الإسلام منذ آلاف السنين، على دور المرأة وأوصى برعايتها والحفاظ عليها وصون كرامتها فقد كرّم الله المرأة ورفع قدرها ومنزلتها، وأعطاها حقوقها على أكمل وأحكم وجه، ولم يعنِ أن تكون القوامة بيد الرجل، أنّ له حق إهانتها أو ظلمها، وإنّما جعل له ذلك ليذود عنها، ويحيطها بقوته، وينفق عليها، وليس له أن يتجاوز ذلك إلى القهر والجحود، كما احترم الإسلام شخصية المرأة، فهي مساوية للرجل في أهلية الوجوب والأداء، ومما حمى به الإسلام المرأة من العنف الجسدي أن حرّم قتلها في الحروب، وأنّ النبي عليه الصلاة والسلام، غضب حين ضربت امرأة في عهده، أما حمايتها من العنف النفسي أن جعل من مظاهر تكريمها عدم خدش مشاعرها وأحاسيسها، وحفظ كرامتها، وترك رميها بالعيوب، أو الاشمئزاز منها.
وبناء على كل ما سبق، فإن وكالة الأنباء الليبية ستطلق حملة لمناهضة العنف ضد المرأة (بدءا من 20_إلى 25 نوفمبر) تحت شعار( رفقا بالقوارير ) وهذه الحملة ستتناول عدة تقارير حية، ومنها استطلاعات رأي، ومقالات تطرح من خلال جل الفنون الصحفية لأشكال العنف، الذي تتعرض إليه المرأة في المجتمعات العربية ككل والمجتمع الليبي على وجه الخصوص. وسيكون هذا في سلسلة متكاملة من أهل الاختصاص سواء علماء الدين أو علماء النفس والاجتماع، وسنسلط الضوء أيضا على قصص واقعية، كانت المرأة جزءا أساسي فيها. فنحن نعلم جيدا أن دور الإعلام لا يقتصر على الإخبار وبث المعلومات، بل يتعدى ذلك للتأثير على المجتمع وخلق قيم ومثل عليا يحتذى بها ولنشر وعي مجتمعي حول القضايا المهمة. (وال ـ بنغازي)
كتبته : – حواء الأوجلي