بنغازي 23 نوفمبر 2020 (وال) – العنف ضد النساء والفتيات بجميع أشكاله الجسدي والنفسي واللفظي والحرمان الاجتماعي والاقتصادي والتهديد بهذه الأعمال والإكراه وسائر أشكال الحرمان من الحرية وذلك بسبب كونها “أنثى” سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر وللحديث عن العنف ضد النساء والفتيات، أجرت وكالة الأنباء الليبية حواراً مع الأستاذة جازية المستيري المتحصلة على ماجستير ارشاد وعلاج نفسي.
وأوضحت الأستاذة جازية المستيري أن العنف يعتبر سلوك وتصرف موجه ضد النساء والفتيات ويعتبر من أخطر أنواع العنف ضد النساء هو العنف الجسدي أي إعتداء يقع على جسد الأنثى مما يسبب لها أضرارًا وألمًا جسدياً ونفسياً.
المستيري، أضافت: “أيضًا العنف النفسي يعتبر سلوك يهدف إلى ترهيب واضطهاد وتدمير الثقة والذات، بالإضافة إلى العنف اللفظي الذي تستخدم فيه الألفاط والكلمات التي تحط من كرامة النساء وتؤدي إلى تدمير الثقة بالذات وعن العنف الجنسي أضافت المستيري هو استخدام أسلوب الجنسي بالإكراه أيضًا كافة أشكال العنف لها آثار على صحة النساء.
وتابعت المستيري: “من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية، يؤدي العنف إلى آثار نفسية تقود إلى الانتحار والقتل واكتئاب أيضًا”.
ومن جهتها أوضحت الأستاذة سميرة الشكري، أن “الانسانية أكبر وأهم وأعظم من أي مكانة اجتماعية أو أفراد ولا يجوز أن نفكر بمنطق العنف ضد المرأة كعنصر أساسي في المعادلة التي تقوم عليها إستمرارية الحياة، فهي رمز الخصب والأنوثة والنسل واستمرارية البشرية في الكرة الأرضية”، مضيفةً “فهي حاضنة للرجل وهي في موقف ضعف لا يقوى على تعنيفها، تسهر على نشأته وتربيته، تمنحه العطف والرقة والحنان والدفء بين أحضانها، هو ينام ويستريح وهي تبقى ساهرة تترقب، تتألم عليه إذا ألم به مكروه أو مرض”.
وأضافت: “المرأة الأم تواصل إهتمامها به إلى أن يصبح رجلا يشتد عضده وتتقوى عضلاته فأول ما يفكر فيه لما يكبر ويترعرع هو العصيان والتمرد ونكران الجميل، فكيف للمرء أن يحب شيئا ما وبعدها يمارس عليه العدوان والقساوة، فهذا تناقض صارخ مع الذات وانفصام في الشخصية نتيجة خلل ما لم نصل بعد لعلاجه حتى نقلع عن ممارسات مشينة ومخالفة للدين والشريعة والمبادئ العامة للكون”.
وتابعت: “فالمرأة هي الجزء الثاني للصورة بدونه لا تكتمل ولا تبدوا الحياة جميلة ورائعة، إنها مفارقات غريبة وعجيبة نعيشها في مجتمعاتنا تجعلنا نعيش صراعًا أبديًا لا ينتهي، فأين هو الفرق بين الرجل والمرأة كي تعيش الظلم والجور والحرمان من حق طبيعي لها؟ هل هناك أمر ما يجعل نظرة الرجل تتغير تجاه المرأة من حين لآخر فيتحول إلى وحش كاسر في معاملاته معها؟”.
وأضافت: “فلا بد أن نتجاوز هذا الخلاف في فهم أسس علاقته بالمرأة كأم وأخت وشقيقة، وزوجة وصديقة وكذا دورها الفعال في تقديم الخدمات بلا هوادة ولا تردد، إنه عطب حاصل إستعصى بكل تأكيد فهمه فتأخرنا كثيرا في إكتشاف أسبابه ومسبباته كي نفك اللغز المحير في رفع هذا الحيف عنها ويتوقف الظلم والجور الذي يمارس عليها بالليل والنهار ويملأ المحاكم، ثم يقال أننا أقوياء حين نجتاز ويبدو على ظاهرنا السلامة لكن الضرر كل الضرر فى داخلنا”.
ومن جانبها أوضحت الإخصائية النفسية في الارشاد والتوجيه التربوي الأستاذة سناء البوسيفي، أن العنف ضد المرأة بشكل عام والمرأة الليبية بشكل خاص، المرأة الليبية كانت مهمشة حتى من ناحية القانون لكن في الآونة الاخيرة وضح الاهتمام بالمرآة المعنفة في مجتمعنا الليبي سواء كانت معنفة من الزوج أو داخل الأسرة من خلال الأخ او الأب”.
وتابعت: “الأهل أو الزوج يرى المرأة وكأنها لا حول لها ولا قوة، وبالخصوص في طبيعة عملنا داخل المؤسسات التعليمية أو خارجها نجد بعض النساء المعنفات”، مضيفةً هناك بعض الأزواج لا يراعون طبيعة عملها ويجب أن تخرج من العمل بساعة معينة واذا تأخرت وكانت تؤدي في عملها تحدث مشاكل وقد تصل لـ “الضرب” أحيانًا”.
واختتمت قائلةً: “المرآة الليبية دائماً تقول “أنا إنتحمل ونصبر على خاطر أبنائي”، مكملةً “للأسف ومن واقع شفته من أم لطفل توحدي مرات تنضرب هي وولدها لأنه الطفل يعاني من التوحد وكثير الحركة تخيل الظلم والاضطهاد”، حسب وصفها. (وال – بنغازي) ر ع