الدوحة 26 نوفمبر 2020 (وال) – زعم السفير التركي المُعين حديثا لدى قطر، محمد مصطفى كوكصو، أن “بلاده ليس لها أية أطماع سياسية في أراضي الغير؛ وأنها تُعزز استقلال الإرادة السياسية لكل الدول الصديقة لها، مؤكدًا أن تركيا وقطر شريكان إستراتيجيان يتعاونان في العديد من القضايا على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية”، حسب زعمه.
وأردف، في حوار مع موقع “الجزيرة نت” القطري، أن “النهج التركي القطري في العلاقات هو مصدر إلهام وأمل، مؤكدًا أن علاقات البلدين ليست موجهة ضد أحد، ولا تستهدف سوى مصلحة البلدين، زاعما أن تركيا لا تتدخل في شؤون البلدان الأخرى، وبالتالي لا تقبل أن يتدخل أحد في شؤونها، لاسيما ما يتعلق بعلاقاتها الخارجية وتحالفاتها”، حسب زعمه.
وتابع بأن “تركيا توجد بشكل شرعي في كل مناطق وجودها، زاعمًا أن مصلحة بلاده دائما تكون في استقرار الدول الصديقة، ودعم جهودها لحفظ أمنها وبناء جيش وطني مُحترف، ولتعزيز السلم الأهلي ومكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي ينطبق على ليبيا، حيث وقعت حكومتها، التي وصفها بـ”الشرعية” اتفاقية مشتركة للتعاون العسكري والأمني مع الدولة التركية”، حسب زعمه.
وحول الاتهامات الموجهة لتركيا بمحاولة استعادة أمجاد الدولة العثمانية المزعومة، وأن “لديها إستراتيجية توسعية ومن ثم أرسلت قوات إلى ليبيا، نفى أن تكون لبلاده أطماع خارجية، قائلا: “نحن لم نقطع آلاف الكيلومترات لننشر قواتنا من أجل النفط في بلد شقيق”، حسب زعمه.
وفيما يتعلق بملف الحدود البحرية، والتحرك في ليبيا، وما إذا كانت تركيا مستعدة للتفاهم مع مصر، وتقديم تنازلات في سبيل تحقيق ذلك، قال “إنه في الوقت الذي تظهر مصر فيه إرادة التحرك بأجندة إيجابية في القضايا الإقليمية، ومنها ملف الحدود البحرية، فإن تركيا مستعدة للتجاوب مع ذلك، وفي حال تشكلت أرضية مشتركة للتحرك معا في الأزمة الليبية فإن تركيا لا يمكنها إلا أن تنظر بإيجابية إلى ذلك، وتقدم إسهاما إيجابيًا”، حسب زعمه.
وبالنسبة لما يتردد من حديث عن نقل قاعدة إنجرليك لإحدى الجزر اليونانية، وأن “هناك وقف للتعاون في تصنيع طائرات “إف-35” (F-35) بسبب أزمة صواريخ “إس-400” (S-400)، وعن خيارات تركيا إزاء واشنطن في هذه الملفات، قال إن هذه معلومات لا أساس لها من الصحة، وتركيا باقية حتى اليوم في برنامج تصنيع المقاتلة إف-35″، حسب زعمه.
وأكد أن “علاقة تركيا مع روسيا إستراتيجية وأوجه التعاون بين البلدين متعددة، خاصة في الناحية الاقتصادية، مشيرًا إلى أن اللقاءات بين المسؤولين الأتراك والروس لا تنقطع على كافة المستويات، إلا أن هذا لا يعني تطابق المواقف”، حسب زعمه.
وأشار إلى أن “تركيا لا يمكن أن تُجدي معها سياسة التلويح بالعقوبات الأوروبية، بسبب أزمة غاز شرق المتوسط، وأنها سياسة غير بناءة ولا يمكن أن تكون حلاً لأي مشكلة، مؤكدًا حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبي، عبر الحوار، وفي إطار المصالح المشتركة، منوها بأن العقوبات لن تتأثر بها تركيا وحدها، ودول الاتحاد الأوروبي أيضا ستتأثر في حال اتخذت تركيا ردود فعل مماثلة”، حسب زعمه.
وتطرق إلى دور تركيا في حلف الناتو، منوها بأن “بلاده ملتزمة بدورها في الحلف، وأن الجيش التركي هو ثاني جيش من حيث تعداد الجنود في الحلف، فيما أكد أن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي هدف إستراتيجي مصممة على المضي قدما في تحقيقه رغم المعوقات التي تواجهها في سبيل ذلك”، حسب زعمه. (وال – الدوحة) س س