سبها 26 نوفمبر 2020 (وال) – قال الناطق باسم لجنة إدارة أزمة جائحة كورونا في مدينة سبها، صلاح إبراهيم، إن المدينة شهدت خلال الفترة الماضية، انخفاض ملحوظ وكبير جدًا في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، مما ترتب عليه تهاون أكثر من قبل المواطنين، الذي امتد أيضًا لبعض المؤسسات الصحية حيث أن بعضها أغلق أبوابه نهائيًا ومنهم من تقاعس في أداء مهامة.
وذكر إبراهيم، أنه من ضمن الظروف التي أدت إلى الخلل الحادث حاليًا هو عدم تسديد المستحقات المالية وتوفير بعض المتطلبات اللازمة لاستمرار العمل، مبيّنًا أن هناك ارتفاع ملحوظ خلال هذا الشهر في عدد الإصابات داخل مدينة سبها.
وأضاف أنه في شهر سبتمبر الماضي، شهدت المنطقة والمدينة بشكل كامل انخفاض كبير في معدل اللإصابات ولرتفاع في معدل الشفاء وأصبح عدد حالات الإصابة النشطة عشرات وصلت إلى 20 حالة في وقت ما، أما اليوم تم تسجيل قرابة 69 حالة نشطة وعدد حالات الوفاة 44 منذ ظهور أول حالة.
وتابع: “كل هذه الظروف مجتمعة أدت إلى هذه الحالة من الغموض والتشتت داخل مدينة سبها والمنطقة الجنوبية بشكل عام، واللوم مشترك على الكل، على المؤسسات الصحية والجهات المسؤولة عن إدارة هذه الأزمة بما فيها نحن كلجنة إدارة أزمة، في بداية الأمر العمل كان منظم بشكل كبير جدًا عندما تفشى الوباء في عموم ليبيا، وأصبح هناك عدم تركيز على المنطقة الجنوبية من قبل الجهات المسؤولة”.
وبيّن أن المؤسسات الصحية كانت موحدة تحت إدارة واحدة وبالرجوع للمجلس البلدي في سبها، لكن الآن الجميع أصبح يتصرف بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن كل هذه العوامل أدت إلى تشتت العمل وضياع المواطن بين المؤسسات وطريقة توجيهها، وأنه أصبح هناك مركز عزل واحد في سبها بالعيادة التنفسية بسعة سريرية بسيطة يستقبل كل الحالات من عموم المنطقة الجنوبية ومنطقة الشاطئ التي يعتبر فيها عدد حالات الإصابة مرتفع جدًا.
وأكد إبراهيم أنه من خلال متابعة الأرقام المسجلة فإن شهر نوفمبر الحالي شهد بداية الموجة الثانية لكورونا داخل سبها والمنطقة الجنوبية، وأنه فيما يخص صرف المستحقات المالية للعناصر الطبية والطبية المساعدة هناك بعض الجهات تحصلت على مستحقاتها المالية خلال هذه المدة، وأن إغلاق بعض المراكز كان لأسباب فنية أكثر من المادية.
وحول تعاون الجهات المختصة بالمعدات الطبية وغيرها من الأشياء اللازمة في هذا الظرف، أجاب: “كان هناك تعاون كبير جدًا عندما كانت المنطقة الجنوبية هي المنطقة الموبوءة في ليبيا، لكن مع زيادة الحالات في كامل الدولة أصبح الإهمال واضح جدًا والمعدات لم تصل إلى المنطقة حتى هذه اللحظة”.
وأردف إبراهيم أنه فيما يخص لقاح كورونا وتوفيره للمدن الليبية، حتى هذه اللحظة لم يتم التواصل معهم بخصوص هذا الأمر، موضحًا أن هناك مساعي من جانبهم في هذا الصدد وهناك عملية تواصل حاليًا حيث يتم التواصل مع المسؤولين عن كيفية الوصول لهذا الأمر، ووضع آلية وترتيبات معينة ليتم الأمر بصورة سلسلة.
ولفت إلى أن الوضع الوبائي في المنطقة الجنوبية به تهاون واضح جدًا من المواطنين بعد الانخفاض الكبير لعدد الإصابات، ولا يوجد التزام بالإجراءات الوقائية وأن هذا أمر ينذر بحالة خطيرة، مُستطردًا: “نحن دخلنا في الموجة الثانية وأتوقع ارتفاع كبير جداً في حالات الإصابة في ظل ما نعانيه من إقفال لمركز العزل الأساسي داخل مدينة سبها والمنطقة الجنوبية فالأمر صعب جدًا ونعول على المواطنين في الوقاية والإلتزام حتى نتدارك هذا الوضع الخطير الذي تعيشه الدولة بشكل عام”.
وأوضح إبراهيم أن الإغلاق التام لمنطقة الجنوب وعملية الحظر، لم ينجح داخل سبها والمنطقة الجنوبية لعدة ظروف منها عدم توفر السيولة المالية وعدم توفر الوقود وغيرها، وأن أغلب المواطنين داخل المنطقة الجنوبية أصحاب حرف يومية فمن الصعب جدًا الإغلاق التام وحظر التجول، منوّهاً إلى أنه هناك حملات توعية تنظمها لجنة إدارة الأزمة بالشراكة مع بعض المنظمات. (وال – سبها) س س