القاهرة 6 ديسمبر (وال) افتتحت مساء يوم الأربعاء الماضي الدورة 42 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بحضور أبرز نجوم الفن في مصر، وأكثر من 200 ضيف أجنبي، حرصوا على المشاركة في المهرجان رغم عراقيل السفر التي فرضها فيروس كورونا.
الحفل الذي أقيم في الهواء الطلق بدار الأوبرا المصرية، التزاما بقرار رئيس الوزراء، لم ينفصل عن الواقع الذي تعيشه السينما، فكانت البداية بفيلم قصير يحكي عن إغلاق دور العرض، والصعوبات التي واجهت الصناعة بسبب كورونا، ليظهر بعدها الفنان “أشرف عبد الباقي”، مستعرضا تأثير “كورونا” على صناع السينما، بطريقة كوميدية، متفاعلا مع عدد من النجوم الحاضرين، مثل “أحمد حلمي”، و”أحمد السقا”، وكذلك “تامر حسني”، الذي استدعاه “عبد الباقي” إلى خشبة المسرح، ليقدم أغنيته الجديدة “الدنيا فيلم” كلمات “منة عدلي القيعي”، وألحان “إيهاب عبد الواحد”، وتوزيع “جان ماري رياشي”، والتي تفاعل معها الحضور
. وبعد تقديم الإعلامية “مها الصغير” لجنة تحكيم المسابقة الدولية التي يترأسها المخرج الروسي الكبير “ألكسندر سوكوروف”، صعد المنتج والسيناريست “محمد حفظي” إلى المسرح، ليبدأ كلمته بتوجيه الشكر للمطرب “تامر حسني”، مؤكدا أنه بالأرقام، استطاع أن ينجح في السينما والغناء، وهي المعادلة التي حققها في الماضي، العندليب الأسمر “عبد الحليم حافظ” ، فقد أحبه الجمهور في التمثيل والغناء معا .
وخلال كلمته، كشف “حفظي” عن رسالة مصورة من رؤساء أهم ثلاثة مهرجانات في العالم (كان وبرلين وفينيسيا)، يرحبون فيها بمشاركتهم الحضور حفل الافتتاح، ويؤكدون فيها عن سعادتهم بإقامة المهرجان في صورته الكاملة، مشيدين بالتحدي الذي خاضه رئيس المهرجان وفريقه للخروج بهذه الدورة.
كان الجزء الأخير من الحفل، هو الأكثر تأثيرا، بداية من تكريم الفنانة منى زكي، بجائزة فاتن حمامة للتميز، والتي سلمتها الفنانة منة شلبي. وخلال كلمتها قالت منى زكي: “شرف كبير تكريمي من أهم مهرجان في بلدي، وبجائزة تحمل اسم سيدة الشاشة العربية، وفي نفس الدورة التي يكرم فيها الكاتب الكبير “وحيد حامد” ، التي كشفت عن تأثرها بأفلامه وخاصة جملة “أنا هحلم” في فيلم “اللعب مع الكبار”، مؤكدة أنها تعتمدها منهجا لحياتها، “بحلم وهفضل أحلم ولسه هحلم ”
وكان الكاتب البريطاني “كريستوفر هامبتون” ثاني تكريمات المهرجان، والذي قدمه المنتج “محمد حفظي”، مؤكدا أن تكريمه ليس فقط لإسهاماته في السينما العالمية، التي استحق عنها الأوسكار، ولكن أيضا لصلته العميقة بمصر.
من جانبه، قال “هامبتون”، إن حصوله على جائزة الهرم الذهبي شرف عظيم، مشيرًا إلى أنه بدأ حياته في مصر في سنوات عمره ما بين خمس إلى عشر سنوات ب الإسكندرية حيث كان يعمل والده. وأشار إلى أن مدرسة اللغة الإنجليزية في نهاية العام كانت تطلب منهم كتابة المسرحيات، متابعًا: «كانت أولى الخطوات في مصر وأبي كان معجبا بالسينما، ويأخذني لمشاهدة الأفلام وذلك حيث بدأ حبي للسينما “أحب هذه البلد وسعيد لعودتي مرة أخرى”
ولفت “هامبتون”، إلى أن الحصول على «جائزة إنجاز العمر مخيفة؛ لأنها تُشعِر بالنهاية»، معربًا عن أمنياته بأن يستمتع الحضور بفيلمه «الأب» والذي عرض بالأمس في الافتتاح .
أما آخر التكريمات الرسمية، فكان الكاتب الكبير “وحيد حامد” ، الذي استقبله الحضور بحفاوة كبيرة وتصفيق حار، حيث وقف كل من بالقاعة التي تتسع إلى 700 شخص، تحية واحتراما لمشوار وحيد “حامد الكبير” الذي امتد إلى 50 سنة، قدم خلالها أفلاما باقية في تاريخ السينما للأجيال القادمة كما قدمه المخرج شريف عرفة.
وبكلمات مؤثرة قال وحيد حامد “الحمد لله مرارا وتكرارا، أنني بينكم، وأشكركم جميعا، أنتم عشاق السينما التي أحبها، والتي أخلصت لها، وأتقدم بالشكر لكل من عملت معهم، لكل من تعلمت منهم، ومن علموني، إذ كان من الصعب أن أقف هنا بينكم لولا دعمكم ومحبتكم لي”.
وتابع حامد قائلا: “حبيت أيامي، ومدين لكثيرين وقفوا بجانبي، وساعدوني كي أصل للناس، أشكر الراحل يوسف شريف رزق الله، لأنه أصطحبني معه لمهرجان كان لأول مرة في حياتي، وتعلمت منه الكثير”.
وأضاف: “أشكر المخرج الإذاعي مصطفى أبوحطب الذي علمني لغة الحوار، وشكرا للمسرحي الكبير سمير خفاجي.
” وقبل أن تنتهي التكريمات، فاجأ رئيس المهرجان الحضور بتقديم شهادة تقدير إلى “سامح علاء”، مخرج فيلم “ستاشر” الفائز بجائزة السعفة الذهبية بالدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي، مؤكدا أن هذا الحدث مهم للسينما المصرية، لذلك يستضيف مهرجان القاهرة المخرج “لنعرفه عليكم ولنقول له جميعا ألف مبروك ونمنحه شهادة تقدير للإنجاز الكبير الذي عمله”.
وفي ختام الحفل، طلب المنتج “محمد حفظي” من كاتب وبطل فيلم الافتتاح الصعود إلى المسرح لتقديم فيلم “الأب” قبل عرضه الأول بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، الذي شهد إقبالا كبيرا قبل يوم من افتتاح المهرجان، حيث حرص ضيوف الافتتاح على مشاهدة الفيلم، الذي حظى بإعجاب غالبية الحضور، وامتلأت القاعة بالتصفيق مع نهايته.( وال ـ القاهرة ) ح م